العدد : ١٧١٣٨ - الأحد ٢٣ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٨ - الأحد ٢٣ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شعبان ١٤٤٦هـ

مقالات

سحابة رأي
تطبيقا حكومتي والمفتاح الإلكتروني المتطور.. تكنولوجيا بحرينية بمعايير دولية

بقلم: إسراء القصاب

الأحد ٢٣ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬العصر‭ ‬الحالي‭ ‬صار‭ ‬الهاتف‭ ‬المتنقل‭ ‬لا‭ ‬يندرج‭ ‬ككماليات‭ ‬شخصية؛‭ ‬إنما‭ ‬ضرورة‭ ‬حياتية‭ ‬ملحة‭! ‬لاسيما‭ ‬إبان‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬مجال‭ ‬تطبيقات‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬جزءا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬روتين‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬فوائد‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬ولما‭ ‬يضفيه‭ ‬من‭ ‬تسهيلات‭ ‬واختصارات‭ ‬للجهد‭ ‬والوقت‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬إذ‭ ‬يتيح‭ ‬إمكانية‭ ‬البحث‭ ‬أو‭ ‬مشاركة‭ ‬المعلومات،‭ ‬التسوق‭ ‬والترفيه،‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬باتساع‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر،‭ ‬إنجاز‭ ‬المهام‭ ‬الوظيفية‭ ‬أو‭ ‬الدراسية،‭ ‬تخليص‭ ‬المعاملات‭ ‬المالية‭ ‬والحكومية،‭ ‬وغيرها‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬إن‭ ‬تطبيقات‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬تلعب‭ ‬اليوم‭ ‬دورَا‭ ‬حيويا‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬لذلك‭ ‬أصبح‭ ‬مجال‭ ‬تصميمها‭ ‬مجالا‭ ‬مهما‭ ‬ومرغوبا،‭ ‬ويسعى‭ ‬له‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬والشركات‭ ‬والحكومات؛‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬تطبيقات‭ ‬ناجحة‭ ‬تتواءم‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الطفرة‭ ‬التقنية‭ ‬العالمية؛‭ ‬بهدف‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المستخدمين‭ ‬بما‭ ‬يوفر‭ ‬المرونة‭ ‬ويضمن‭ ‬راحة‭ ‬المستخدم‭ ‬ويحسن‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬تجربته،‭ ‬ويحقق‭ ‬له‭ ‬السرعة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬وسهولة‭ ‬الإنجاز،‭ ‬كما‭ ‬يوسع‭ ‬نطاق‭ ‬الوصول‭ ‬للمستخدم‭ ‬أينما‭ ‬كان‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬اختصار‭ ‬الوقت‭ ‬وتقليل‭ ‬حجم‭ ‬المصروفات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المستخدم‭ ‬ومقدم‭ ‬الخدمة‭.‬

وتحقيقًا‭ ‬للتوجه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬التي‭ ‬تتبناه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أطلقت‭ ‬هيئة‭ ‬المعلومات‭ ‬والحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬تطبيقي‭ ‬‮«‬حكومتي‮»‬‭ ‬و«المفتاح‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المتطور‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬المشاريع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الهيئة‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬بدعم‭ ‬وتوجيه‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬تعزيز‭ ‬كفاءة‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬روح‭ ‬العصر،‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬النوعي‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬وفق‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات،‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يكفل‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬تجربة‭ ‬تقنية‭ ‬مبتكرة‭ ‬وآمنة‭ ‬تضاف‭ ‬للإنجازات‭ ‬الوطنية‭ ‬التنموية‭.‬

يشكل‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬حكومتي‮»‬‭ ‬منصة‭ ‬وطنية‭ ‬ذكية‭ ‬متكاملة،‭ ‬تشمل‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬41‭ ‬خدمة‭ ‬إلكترونية‭ ‬مقدمة‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬في‭ ‬مرحلتها‭ ‬الأولى،‭ ‬ومازال‭ ‬العمل‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬إضافة‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬عبر‭ ‬دمج‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التطبيقات‭ ‬الحكومية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬حكومتي‮»‬‭ ‬كخطة‭ ‬مستقبلية‭ ‬متتابعة‭ ‬يتوقع‭ ‬اكتمالها‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2026م،‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬التطبيق‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬وفق‭ ‬أحدث‭ ‬الممارسات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التصميم‭ ‬وسهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات،‭ ‬فيما‭ ‬يعتمد‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬المفتاح‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المتطور‮»‬‭ ‬على‭ ‬آلية‭ ‬دخول‭ ‬موحدة‭ ‬تتسم‭ ‬بأمنية‭ ‬عالية‭ ‬وتتوافق‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬للهوية‭ ‬الرقمية،‭ ‬بما‭ ‬يشكل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬مطابقة‭ ‬الهوية‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتطورة‭.‬

من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬أحد‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬لتنمية‭ ‬الدول؛‭ ‬بما‭ ‬يسخر‭ ‬التقنيات‭ ‬المتقدمة‭ ‬لضمان‭ ‬خدمات‭ ‬مثالية‭ ‬ومتكاملة‭ ‬تضمن‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم،‭ ‬وإبان‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬توليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬مبادرات‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬عجلة‭ ‬النمو‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرقمنة؛‭ ‬جاء‭ ‬إطلاق‭ ‬هذين‭ ‬التطبيقين‭ ‬كمؤشر‭ ‬على‭ ‬الخطوات‭ ‬الجادة‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬المملكة‭ ‬نحو‭ ‬رفد‭ ‬أهداف‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬هيئة‭ ‬المعلومات‭ ‬والحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬التوجه‭ ‬الحكومي‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مبادرات‭ ‬برنامجه‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬وتطوير‭ ‬القنوات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الحكومية‭ ‬بأعلى‭ ‬مستويات‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬إستراتيجية‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭ ‬2030‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬عالية‭ ‬للحوكمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لتوظيف‭ ‬مشاريع‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭.‬

وهذا‭ ‬التغيير‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تغيير‭ ‬تكنولوجي‭ ‬هو‭ ‬تغيير‭ ‬ثقافي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬موقع‭ ‬المملكة‭ ‬ضمن‭ ‬خارطة‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وكل‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬لا‭ ‬تألو‭ ‬جهدًا‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بالعمل‭ ‬الجاد،‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬خدماتها‭ ‬المقدمة،‭ ‬والأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬آراء‭ ‬المستخدمين‭ ‬ومقترحاتهم‭ ‬لتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬أكثر‭ ‬تميزًا‭ ‬وإرضاءَ‭ ‬للمستخدم،‭ ‬جهودها‭ ‬مقدرة‭ ‬وتستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬وتفاعل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬جليًا‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬عمليات‭ ‬التسجيل‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬‮«‬المفتاح‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المتطور‮»‬‭ ‬وتنزيل‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬حكومتي‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬للتدشين‭.‬

وختام‭ ‬القول‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬حكومتي‮»‬‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى‭ ‬جاء‭ ‬موفقًا‭ ‬وقدم‭ ‬أهم‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬ووفر‭ ‬تجربة‭ ‬استخدام‭ ‬بسيطة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تعقيد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬وتعزيزًا‭ ‬للثقافة‭ ‬الرقمية‭ ‬والتواصل‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬المستخدمين‭ ‬أتاحت‭ ‬الهيئة‭ ‬الفرصة‭ ‬للمهتمين‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬التطبيقين‭ ‬بشكل‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منصتها‭ ‬التي‭ ‬دشنتها‭ ‬بمجمع‭ (‬الستي‭ ‬سنتر‭) ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نشرها‭ ‬فيديوهات‭ ‬تعريفية‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كخطوة‭ ‬إضافية،‭ ‬وعلى‭ ‬الأكيد‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬ونسقتها‭ ‬هيئة‭ ‬المعلومات‭ ‬والحكومة‭ ‬الإلكترونية‭  ‬أفصحت‭ ‬بكل‭ ‬حيثياتها‭ ‬عن‭ ‬دقة‭ ‬واهتمام‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬والتطبيق‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬المستخدم‭ ‬ومخاطبته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا