في العصر الحالي صار الهاتف المتنقل لا يندرج ككماليات شخصية؛ إنما ضرورة حياتية ملحة! لاسيما إبان هذا الزخم التكنولوجي الذي يشهده مجال تطبيقات الهواتف الذكية، إذ أصبح العالم الرقمي جزءا أساسيا من روتين حياتنا اليومية، لما له من فوائد لا حصر لها، ولما يضفيه من تسهيلات واختصارات للجهد والوقت على مختلف الأصعدة، إذ يتيح إمكانية البحث أو مشاركة المعلومات، التسوق والترفيه، التواصل مع الآخر باتساع الزمان والمكان بكل سهولة ويسر، إنجاز المهام الوظيفية أو الدراسية، تخليص المعاملات المالية والحكومية، وغيرها.
لا شك إن تطبيقات الهواتف الذكية تلعب اليوم دورَا حيويا في حياتنا، لذلك أصبح مجال تصميمها مجالا مهما ومرغوبا، ويسعى له العديد من الأفراد والشركات والحكومات؛ رغبة في إنشاء تطبيقات ناجحة تتواءم مع حجم الطفرة التقنية العالمية؛ بهدف تلبية احتياجات المستخدمين بما يوفر المرونة ويضمن راحة المستخدم ويحسن من مستوى تجربته، ويحقق له السرعة في الوصول وسهولة الإنجاز، كما يوسع نطاق الوصول للمستخدم أينما كان وفي أي بقعة من العالم، بما يضمن اختصار الوقت وتقليل حجم المصروفات بالنسبة إلى المستخدم ومقدم الخدمة.
وتحقيقًا للتوجه الاستراتيجي للتحول الرقمي التي تتبناه مملكة البحرين، أطلقت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية خلال الأيام القليلة الماضية تطبيقي «حكومتي» و«المفتاح الإلكتروني المتطور» ضمن إطار المشاريع الإستراتيجية الوطنية المشتركة بين الهيئة والجهات الحكومية والخاصة، بدعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وذلك من منطلق تعزيز كفاءة الخدمات الحكومية بما يواكب روح العصر، وبما يحقق مزيدًا من التقدم النوعي في مستوى تقديم الخدمات الحكومية وفق أفضل الممارسات، ما من شأنه أن يكفل للمواطن والمقيم تجربة تقنية مبتكرة وآمنة تضاف للإنجازات الوطنية التنموية.
يشكل تطبيق «حكومتي» منصة وطنية ذكية متكاملة، تشمل ما يقارب 41 خدمة إلكترونية مقدمة من 9 جهات حكومية في مرحلتها الأولى، ومازال العمل قائما على إضافة مزيد من الخدمات الحكومية عبر دمج عدد من التطبيقات الحكومية تحت مظلة تطبيق «حكومتي» كخطة مستقبلية متتابعة يتوقع اكتمالها مع نهاية عام 2026م، الجدير بالذكر أن التطبيق تم إنشاؤه وفق أحدث الممارسات الدولية من ناحية التصميم وسهولة الوصول إلى الخدمات، فيما يعتمد تطبيق «المفتاح الإلكتروني المتطور» على آلية دخول موحدة تتسم بأمنية عالية وتتوافق مع المعايير الدولية للهوية الرقمية، بما يشكل نقلة نوعية في عملية مطابقة الهوية للدخول إلى الخدمات الإلكترونية المتطورة.
من المعروف أن التحول الرقمي بات اليوم أحد الركائز الأساسية لتنمية الدول؛ بما يسخر التقنيات المتقدمة لضمان خدمات مثالية ومتكاملة تضمن جودة حياة أفضل للمواطن والمقيم، وإبان الاهتمام الذي توليه مملكة البحرين في توسيع نطاق مبادرات التحول الرقمي بما يواكب عجلة النمو المتسارعة في مجال الرقمنة؛ جاء إطلاق هذين التطبيقين كمؤشر على الخطوات الجادة التي تنتهجها المملكة نحو رفد أهداف المسيرة التنموية الشاملة التي يتبناها جلالة الملك، بما يعكس التزام هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية على دعم التوجه الحكومي وتنفيذ مبادرات برنامجه بما يدعم التحول الرقمي وتطوير القنوات الإلكترونية الحكومية بأعلى مستويات التقنيات الحديثة، وبما يحقق إستراتيجية الحكومة الإلكترونية التي تتوافق مع الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030 وذلك عبر وضع معايير عالية للحوكمة الإلكترونية لتوظيف مشاريع تقنية المعلومات في الهيئات الحكومية.
وهذا التغيير بقدر ما هو تغيير تكنولوجي هو تغيير ثقافي من شأنه أن يعزز موقع المملكة ضمن خارطة الدول المتقدمة في هذا المجال، وكل جهة حكومية لا تألو جهدًا في الالتزام بالعمل الجاد، ومواكبة التطور في خدماتها المقدمة، والأخذ بعين الاعتبار آراء المستخدمين ومقترحاتهم لتقديم خدمات أكثر تميزًا وإرضاءَ للمستخدم، جهودها مقدرة وتستحق الإشادة وتسليط الضوء وتفاعل أفراد المجتمع، وهو ما بدا جليًا من عدد عمليات التسجيل الضخمة التي شهدها «المفتاح الإلكتروني المتطور» وتنزيل تطبيق «حكومتي» منذ اليوم الأول للتدشين.
وختام القول لابد أن نؤكد أن تطبيق «حكومتي» كمرحلة أولى جاء موفقًا وقدم أهم الخدمات الحكومية ووفر تجربة استخدام بسيطة بعيدة عن أي تعقيد، بالإضافة إلى ذلك وتعزيزًا للثقافة الرقمية والتواصل المباشر مع المستخدمين أتاحت الهيئة الفرصة للمهتمين للتعرف على التطبيقين بشكل أوسع من خلال منصتها التي دشنتها بمجمع (الستي سنتر) الأسبوع الماضي، إلى جانب نشرها فيديوهات تعريفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي كخطوة إضافية، وعلى الأكيد أن التجربة التي قادتها ونسقتها هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية أفصحت بكل حيثياتها عن دقة واهتمام في التنفيذ والتطبيق والوصول إلى المستخدم ومخاطبته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك