كييف - (أ ف ب): قال مبعوث الرئيس الأمريكي لأوكرانيا كيث كيلوغ في كييف أمس الأربعاء إنه جاء للاستماع لمخاوف الأوكرانيين غداة محادثات روسية أمريكية استبعدتهم، وبعد انتقادات شديدة وجهها دونالد ترامب للرئيس فولوديمير زيلينسكي. وقال كيلوغ لدى وصوله إلى كييف: «نتفهّم الحاجة إلى ضمانات أمنية. نحن واضحون للغاية بشأن أهمية ذلك في إطار سيادة» أوكرانيا.
وردا على أسئلة الصحفيين يوم الثلاثاء في مقر إقامته في مار اي لاغو في فلوريدا، انتقد ترامب زيلينسكي الذي ندّد باستبعاد بلاده عن محادثات الرياض. وقال: «أشعر بخيبة أمل كبيرة» بسبب هذا التصريح. وأضاف: «لقد سمعتُ أنهم (الأوكرانيين) انزعجوا لأنهم لم يجلسوا حول (طاولة المحادثات)، رغم أنّه كان لديهم مقعد على مدى ثلاث سنوات وقبل ذلك بأمد طويل».
وما هي إلا دقائق حتى كرّر ترامب انتقاده لزيلينسكي.. وقال: «لقد سمعتُ اليوم إنه: لم تتمّ دعوتنا. حسنا، أنتم هناك منذ ثلاث سنوات. كان يجب أن تنهوها قبل ثلاث سنوات. كان يجب ألا تبدأوها أبدا»، في إشارة إلى الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.
وتعليقا على تصريحات الرئيس الأمريكي، قال زيلينسكي في مؤتمر صحافي الأربعاء إنّ «الرئيس ترامب الذي نكنّ له كل التقدير... يعيش للأسف في مساحة من التضليل... مصدره روسيا». وقال زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «يجب ألا ننسى أبدا أن روسيا يديرها مصابون بالكذب المرضي، ولا يمكن الوثوق بهم ويجب ممارسة ضغوط عليهم»، بعدما أكد ترامب الثلاثاء أنّ المحادثات بين الروس والأمريكيين في الرياض كانت «جيدة جدا»، مشيرا إلى أنّه يشعر «بثقة أكبر بكثير» بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب.
وأكد ترامب أنّ «روسيا تريد أن تفعل شيئا. إنهم يريدون وضع حدّ للهمجية الوحشية».
وردا على سؤال بشأن لقاء محتمل مع الرئيس فلاديمير بوتين في نهاية الشهر، أومأ ترامب برأسه وأجاب: «هذا محتمل». وفي روسيا، أشاد وزير الخارجية سيرجي لافروف بالرئيس الأمريكي أمس الأربعاء لإلقائه اللوم في النزاع الأوكراني على التحركات الرامية إلى ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال لافروف أمام المشرعين في مجلس الدوما الروسي «إنه أول قائد غربي حتى الآن، وفي رأيي، القائد الغربي الوحيد الذي قال في العلن وبصوت عالٍ إن أحد الأسباب العميقة للوضع الأوكراني كان موقف الإدارة (الأمريكية) السابقة وإصرارها على جرّ أوكرانيا إلى الناتو».
أجرى ترامب الأسبوع الماضي اتصالا هاتفيا ببوتين لبحث سبل وقف الحرب في أوكرانيا، في مبادرة أحدثت صدمة في أوروبا وأثارت هلع أوكرانيا. وردّا على سؤال عمّا إذا كانت واشنطن تؤيّد إرغام كييف على تنظيم انتخابات، كما تطالب بذلك روسيا على الأرجح، قال الرئيس الأمريكي: «لدينا وضع لم تجر فيه انتخابات في أوكرانيا، وحيث لدينا أحكام عرفية بالدرجة الأولى وحيث رئيس أوكرانيا -يؤسفني أن أقول هذا- نسبة التأييد الشعبي له تبلغ 4%».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك