العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

مساحة قطاع غزة تتقلص مع توسع السيطرة الإسرائيلية

السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

القدس‭ ‬المحتلة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬مع‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬أجزاء‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬تعيد‭ ‬إسرائيل‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬القطاع‭ ‬الضيق‭ ‬المكتظ‭ ‬بالسكان‭ ‬والمدمر‭ ‬بفعل‭ ‬حرب‭ ‬تهدد‭ ‬بجعله‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للحياة‭. ‬

ويقول‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬يحارب‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬منذ‭ ‬18‭ ‬شهرا‭ ‬إنه‭ ‬حول‭ ‬30‭ ‬%‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬أمنية‭ ‬عملياتية‮»‬‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬عازلة‭ ‬يُمنع‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬دخولها‭. ‬

وأظهرت‭ ‬حسابات‭ ‬أجرتها‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬مستندة‭ ‬إلى‭ ‬خرائط‭ ‬نشرها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أن‭ ‬مساحة‭ ‬المنطقة‭ ‬المعنية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬187‭ ‬كيلومترا‭ ‬مربعا‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مساحة‭ ‬القطاع‭ ‬بقليل‭. ‬

وقالت‭ ‬أنييس‭ ‬لوفالوا‭ ‬الأستاذة‭ ‬المحاضرة‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬البحث‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تعتمدها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للحياة‮»‬‭. ‬

على‭ ‬الأرض،‭ ‬أنشأ‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬منطقة‭ ‬عازلة‭ ‬واسعة‭ ‬تتماهى‭ ‬مع‭ ‬حدود‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬الجنوب‭ ‬قرب‭ ‬مصر‭ ‬لتقليص‭ ‬عمليات‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭. ‬

وفرضت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬كذلك‭ ‬ثلاثة‭ ‬ممرات‭ ‬عسكرية‭ ‬هي‭ ‬محور‭ ‬فيلادلفيا‭ ‬وموراغ‭ ‬ونتساريم‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬القطاع‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقسميه‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭. ‬

قبل‭ ‬بدء‭ ‬العدوان‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬البالغة‭ ‬مساحته‭ ‬365‭ ‬كيلومترا‭ ‬مربعا،‭ ‬2,4‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬مع‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

وقالت‭ ‬رافينا‭ ‬شمدساني‭ ‬الناطقة‭ ‬باسم‭ ‬مفوضية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السامية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يلجأ‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ (‬أوامر‭ ‬إخلاء‭) ‬هي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أوامر‭ ‬تهجير‭ ‬قسري‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬‮«‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تهجير‭ ‬قسري‭ ‬لفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬تتقلص‭ ‬مساحتها‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬حيث‭ ‬الخدمات‭ ‬الحيوية‭ ‬قليلة‭ ‬أو‭ ‬معدومة‮»‬‭. ‬

والمساحة‭ ‬المتاحة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬باتت‭ ‬أصغر‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬حقل‭ ‬أنقاض‭. ‬وبحسب‭ ‬تقديرات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬دمر‭ ‬80‭ ‬%‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬كليا‭ ‬أو‭ ‬جزئيا‭. ‬

وتضررت‭ ‬غالبية‭ ‬المستشفيات‭ ‬أو‭ ‬أصبحت‭ ‬خارج‭ ‬الخدمة‭ ‬فيما‭ ‬استحالت‭ ‬المدارس‭ ‬مراكز‭ ‬نزوح‭ ‬ويضطر‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬خيم‭. ‬

ويصعب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬القطاع‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬قابلة‭ ‬للحياة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تدعو‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬فرنسا‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭. ‬

ورأت‭ ‬لوفالوا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تبقي‭ ‬بقية‭ (‬القطاع‭) ‬مهملا‭ ‬بسماحها‭ ‬بدخول‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‮»‬‭ ‬فقط‭. ‬

ورأت‭ ‬‮«‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬سيناريو‭ ‬شبيها‭ ‬بما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سلطة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬حقل‭ ‬الدمار‭ ‬هذا‮»‬‭. ‬

في‭ ‬المنطقة‭ ‬العازلة‭ ‬التي‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها،‭ ‬دمر‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬المباني‭ ‬المدنية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬جنود‭ ‬طلبوا‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هوياتهم‭ ‬في‭ ‬شهادات‭ ‬جمعتها‭ ‬المنظمة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المناهضة‭ ‬للاحتلال‭ ‬‮«‬كسر‭ ‬الصمت‮»‬‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلام‭ ‬دولية‭. ‬

وقال‭ ‬جندي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬وصفته‭ ‬محطة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬ان‭ ‬ان‮»‬‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الإخبارية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بأنه‭ ‬مبلّغ،‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬دمرناها‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬الواحد‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‮»‬‭. ‬

داخل‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الأكثر‭ ‬يمينية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لا‭ ‬يخفي‭ ‬البعض‭ ‬رغبتهم‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬السيطرة‮»‬‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬

وفي‭ ‬نوفمبر،‭ ‬تحدث‭ ‬وزير‭ ‬المال‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬عن‭ ‬إمكان‭ ‬‮«‬خفض‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بالنصف‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬الهجرة‭ ‬الطوعية‮»‬‭. ‬

ورحبت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بفكرة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬جعل‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬ريفييرا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭ ‬وطرد‭ ‬سكانها‭. ‬

وتقول‭ ‬شخصيات‭ ‬تناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عودة‭ ‬المستوطنات‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬أخليت‭ ‬في‭ ‬2005،‭ ‬إن‭ ‬لديها‭ ‬مشاريع‭ ‬ملموسة‭ ‬جدا‭ ‬وهم‭ ‬يقومون‭ ‬بانتظام‭ ‬بزيارات‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬القطاع‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا