تهدف منظمة الصحة العالمية من الاحتفاء باليوم العالمي لمرض الصرع، الذي يوافق العاشر من شهر فبراير من كل عام، إلى رفع مستوى الوعي بمرض الصرع ودعم المرضى وأسرهم وأن هناك أملا كبيرا للمصابين من مرض الصرع مع توافر الرعاية الشاملة لهذه الحالة الصحية المزمنة.. لذا حاور الخليج الطبي الدكتورة فرزانة السيد استشاري أمراض المخ والاعصاب بمركز الخليج الطبي والسكر لمعرفة الجديد في تشخيص وعلاج مرض الصرع.
ما هو مرض الصرع؟
الصرع هو مرض مزمن يصيب الدماغ، ناتج عن زيادة الشحنات الكهربائية فيه، ويتميز بنوبات متكررة قصيرة من الحركات اللاإرادية والتي قد تشمل جزءا من الجسم أو كامل الجسم، يصاحبها فقدان في الوعي أو انخفاض في نسبة الوعي.
هل الصرع مرض وراثي؟
ثمة أسباب عدة للصرع، قد يكون لأسباب وراثية وخصوصا عند حدوثه في عمر الأطفال، فنرى وجود تاريخ عائلي للمرض او قد يكون بسبب وجود تشوهات خلقية في الدماغ منذ الولادة كضمور في جزء معين أو تلف في منطقة معينة نتيجة نقص الاكسجين أو جلطة أو نزيف دماغي سابق.
كما يحدث في البالغين أيضا ويكون السبب وراثيا أو نتيجة الاصابة بعدوى في الدماغ أو ورم فيه.
ويمكن للصرع أن يتواجد حتى لدى كبار السن نتيجة لحدوث جلطات دماغية أو أورام سابقة أو التذبذب في نسبة الأملاح في الدم أو نتيجة لاضطرابات في معدل السكر.. ومع كل هذه الأسباب المذكورة نجد أن نسبة كل مريضين من ثلاثة مرضى بالصرع يكون السبب الحقيقي وراء إصابتهم بالصرع غير معروف.
هل هناك أنواع من الصرع؟
نعم، هناك نوعان رئيسيان من الصرع، وهما الصرع البؤري أو الجزئي (Focal Epilepsy) والصرع العام (Generalized Epilepsy).
الصرع البؤري ينتج من زيادة الشحنات الكهربائية في منطقة معينة من الدماغ وتكون أعراضها حسب موقع البؤرة الصرعية، حيث يمكن أن تتسبب في شرود في الذهن مع عدم التركيز وضعف الوعي لفترة بسيطة جدا، وقد يصاحبها حركات لا إرادية لا يتذكرها المريض بعد انتهاء النوبة.
وعندما تكون النوبات عامة فهي تعني ان الشحنات الكهربائية ناتجة من جميع أجزاء الدماغ يصاحبها فقدان كامل للوعي مع تشنجات مستمرة في جزء واحد أو في كامل الجسم.
ما هي محفزات نوبات الصرع؟
إن عدم انتظام النوم من أهم المحفزات الرئيسية لحدوث النوبات. كما ان الاجهاد والارهاق لهما دور كبير في حدوثها، وايضا ارتفاع درجة الحرارة والحمى قد يحفزان حدوث النوبات لدى الشخص المصاب، عدم الانتظام في أخذ الأدوية المضادة للتشنجات يعدّ من العوامل الرئيسية في تكرار حدوث النوبات. كما لوحظ أن القلق النفسي يسهم في زيادة حدوثها، وهناك أنواع من الصرع تحفز بالأضواء الساطعة فيجب تجنبها.
هل الكشف المبكر له دور في تجنب النوبات؟
نعم، بالطبع الفحص المبكر والتأكد والتشخيص والبدء في العلاج تسهم بصورة فعالة في التقليل من حدوث النوبات وفي أحيان كثيرة توقفها.
هل نوبة صرع واحدة تعني ان الشخص مصاب بالصرع؟ وما عدد التكرار النوبات؟
لا يتم تشخيص أي مصاب بنوبة تشنج واحدة على انه مريض صرع. بل يشخص المريض بالصرع عند تكرار حدوث النوبات أكثر من مرة مع عدم وجود محفزات خارجية واضحة.
كيف يتم التشخيص؟
يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي من المريض نفسه او من عائلته أو من يقوم برعايته. وهناك أعراض معينة تدل على أنها نوبة صرعية، كما تكون هناك أحيانا أعراض تحذيرية يشعر بها المريض قبل حدوث النوبة كخفقان في القلب، الدوار أو الأضواء الغريبة قبل حدوث النوبة او طنين الاذن، ومن ثم يفقد المريض الوعي يليه التشنج الجزئي والكامل للجسم.
ونحرص على أخذ التاريخ العائلي إذا كانت هذه النوبات وراثية.. وبعد ذلك يتم استكمال التشخيص بفحص الرنين المغناطيسي للدماغ (MRI) للتأكد من عدم وجود مسببات عضوية للحالة والتخطيط الكهربائي الدماغي (EEG) للتأكد من وجود الشحنات الكهربائية الزائدة وأيضا للمساعدة في تصنيف أنواع النوبات بين جزئية وكلية، والتي بدورها تساعد على اختيار العلاج الدوائي أو الجراحي المناسب.
هل هناك نصائح للوقاية من نوبات الصرع؟
ترتكز الوقاية من نوبات الصرع على منع أسباب حدوثها.. فعلى سبيل المثال يجب الانتظام في أخذ الادوية المضادة للصرع وتجنب ارتفاع درجة حرارة الجسم والحمى والعمل على تخفيض درجة الحرارة لتفادي حدوث النوبات، وخصوصا في الأطفال، والتشجيع على أخذ قسط كاف من النوم وعدم السهر والابتعاد عن القلق النفسي.. مع تقنين ساعات التعرض للأجهزة الإلكترونية وشاشات الكمبيوتر والتلفاز، اللجوء إلى الطبيب وابلاغه عند ملاحظة أي أعراض جديدة أو تغيرات غير طبيعية في المزاج او السلوك.
وبالتركيز على الوقاية يمكن المعالجة والتشافي بنسبة تصل من 60 إلى 70% من هذه الحالات.
كيف نتعامل مع مريض الصرع؟
يجب البقاء مع الشخص حتى تنتهي النوبة ويصبح في كامل وعيه، وتجنب تحريك المريض إلا للضرورة بوضعه على أحد جانبيه، وتفادي وضع أي شيء في فم المصاب وإبعاد الأشياء الحادة القريبة منه.
في حال استمرار النوبة أكثر من خمس دقائق أو في حال تكرار نوبة الصرع مرة اخرى يجب سرعة الاتصال بالإسعاف وأخذ المريض إلى المستشفى.
أحدث الطرق العلاجية؟
يعالج الصرع عن طريق العلاج الدوائي وقد تم تطويره في السنوات الاخيرة وإدخال أدوية جديدة مضادة للصرع، ذات خصائص سلامة وفعالية محسنة، مع تقليل الأعراض الجانبية له.
وتتوافر الآن علاجات مضادة للصرع آمنة مع الحمل والانجاب، ومن أحدث ابتكارات علاج الصرع التعديل العصبي أو التحفيز العصبي (DBS) وهي زراعة أقطاب كهربائية في الدماغ تعمل على تقليل النوبات وتحفيز العصب المبهم (VNS) بوضع قطب كهربائي بالقرب من العصب المبهم لتقليل النوبات. هذه التقنيات تعمل على التحفيز العميق للدماغ وتهدف إلى تعديل نشاط الدماغ وتقليل تكرار النوبات، كما يمكن الاستئصال الجراحي للبؤرة الصراعية في حال تواجد بؤرة صرعية واضحة مسببة للمرض.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك