يعاني العديد من الأشخاص من المياه البيضاء، التي تعد أحد الأمراض التي تصيب العين، ولها العديد من الآثار السلبية على الرؤية وإهمالها قد يزيد من المشكلة. في الحوار التالي مع الدكتور عبدالحميد هاشم استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى المنال للعيون يوضح لنا أبرز أسباب المياه البيضاء وطرق العلاج.
* ما هي المياه البيضاء؟
هي عبارة عن عتامة تتكون في عدسة العين الطبيعية، والتي تكون في العادة شفافة، مما يسبّب ضبابية وضعفا في النّظر.
* ما أسباب ظهورها؟
يعتبر التّقدم في السن هو أهم أسباب تكوّن المياه البيضاء، ولكن يوجد مسبّبات أخرى كذلك منها إصابات العين المباشرة، والتعرّض للأشعّة فوق البنفسجية بنسب عالية، والأمراض المزمنة وأهمّها السّكري.
إضافة إلى ذلك، فإن استخدام بعض أنواع الأدوية كالكورتيزون سواء كانت على هيئة حبوب أو قطرات أو كريمات أو حتّى بخّاخات، خصوصا إذا تم استخدامها من دون متابعة من قبل الطبيب المختص، قد تكون سبباً مباشراً لظهور المياه البيضاء في بعض الحالات.
كما لا يجب أن نغفل أن للعادات السيئة كسوء التغذية والتدخين دوراً في تكوّن المياه البيضاء في سن مبكّرة.
* ما أعراضها؟
تبدأ أعراض المياه البيضاء بشعور المريض بضعف وضبابية في النّظر، قد يتطوّر تدريجيًّا إلى صعوبة في القراءة أو تمييز التفاصيل والوجوه، كما قد يلاحظ بعض المرضى صعوبة في الرؤية في الظلام أو في الأنوار الخافتة، مما يشكّل صعوبة في قيادة السيّارة ليلاً.
من أعراض المياه البيضاء كذلك، رؤية هالات حول مصادر الضوء، ورؤية الألوان باهتة أو مصفرّة بشكل عام.
* هل ممكن أن تتحول إلى مياه زرقاء؟
هذه معلومة لا صحّة لها منتشرة بين الناس وهو أن المياه البيضاء قد تتحوّل إلى زرقاء، ولكن ما يحدث هو أن هناك بعض الحالات القليلة، الّتي قد تؤدي فيها عتامة العدسة – المياه البيضاء – إلى ارتفاع في ضغط العين (الجلوكوما) الّذي يسمّى عرفاً بالمياه الزرقاء. وكما ذكرنا، فإن هذه الحالة نادرة الحدوث، وعادة ما تصيب المريض إذا تأخر كثيراً في إجراء عملية سحب المياه البيضاء.
* هل ينصح بالعلاج المبكر أم الانتظار لحين اكتمالها وانعدام الرؤية؟
مع تقدّم التقنيّات الحديثة المستخدمة لإجراء عمليات سحب المياه البيضاء، لم يعُد هناك داعٍ للانتظار حتى اكتمال المياه البيضاء أو انعدام الرؤية تماماً لإجراء العمليّة.
كما لا يوجد درجة معيّنة لشدّة المياه البيضاء تتطلّب إجراء العمليّة بشكل فوري، فتجرى العمليّة عادة إذا بدأ المريض يشعر بالانزعاج من الأعراض، أو إذا بدأت أعراض المياه البيضاء تؤثّر على نمط حياته أو تمنعه من ممارسة أنشطته اليوميّة بشكل طبيعي، وهو أمر قد يختلف من شخص لآخر. لذا يتم اتخاذ القرار بعد الفحص الشّامل ومناقشة مستفيضة بين المريض والطّبيب لتحديد الوقت الأنسب لإجراء العمليّة لكل مريض.
* ما طرق علاج المياه البيضاء؟
لا تزال الجراحة هي الطريقة الوحيدة لعلاج المياه البيضاء. وقد تطوّرت العملية كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث باتت تجرى من خلال فتحة صغيرة لا يتجاوز قطرها (2مم) من دون الحاجة إلى غرز جراحية، يتم من خلالها تفتيت وتذويب العدسة المعتمة بالموجات فوق الصوتية أو ما يعرف بتقنية الـ Phacoemulsification ويتم كذلك زراعة عدسة بديلة شفّافة لاستعادة النّظر الطبيعي.
كما تجدر الإشارة إلى أنه مع التّطوّر الكبير الذي حصل في مجال العدسات الحديثة في السنوات الأخيرة، أصبح بإمكاننا زراعة عدسات ذات تقنية ودقة عالية تساعد المريض على التخلّص من النّظارة بصورة شبه نهائية بعد العملية، الأمر الّذي لم يكن ممكناً في السّابق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك