القاهرة - سيد عبدالقادر:
طالبت باحثة بحرينية بتوجيه مزيد من الاهتمام من قبل المسؤولين عن العملية التعليمية في وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين لتوعية وتدريب طلاب المرحة الإعدادية على الأساليب الصحيحة لإدارة الغضب، للحد من العديد من المشكلات السلوكية التي يعاني منها طلاب المدارس خاصة في هذه المرحلة.
وقالت مي مبارك عبدالعزيز العازمي رئيس الإرشاد النفسي بإدارة الإرشاد ومصادر المعرفة بوزارة التربية والتعليم، في دراسة نالت عنها درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، من كلية الآداب بجامعة المنصورة إن المشكلات السلوكية خاصة العنف المدرسي، تُعد من أكثر التحديات شيوعًا بين طلاب المرحلة الإعدادية نظرًا إلى خصائص هذه المرحلة العمرية التي تتميز ببداية المراهقة، وما يصاحبها من تغيرات نفسية واجتماعية.
ويُعتبر العنف المدرسي ظاهرة متنامية تتخذ أشكالًا مختلفة، منها العنف اللفظي والجسدي والرمزي، مما ينعكس سلبًا على الطلاب من حيث التفاعل الاجتماعي، الأداء الأكاديمي، والنمو النفسي.
ويتأثر العنف المدرسي بعدة عوامل، منها أساليب التنشئة الاجتماعية، دور وسائل الإعلام، الخصائص النفسية للطلاب، وضعف الإجراءات التأديبية في المدرسة. كما تتعدد أنماط العنف المدرسي، من العنف بين الطلاب، وعنف الطلاب ضد المعلمين أو الإدارة، إلى عنف المعلمين ضد الطلاب وزملائهم.
أجريت الدراسة على عينة شملت (30) طالبا من الصف الأول الإعدادي بمدرسة الرفاع الإعدادية للبنين بمملكة البحرين، خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2023- 2024، ولقد تراوحت أعمار الطلاب بين (13-14) عاما، بمتوسط عمر زمني (13.4) عاماً.
وقد أوصت الباحثة في ختام دراستها بتوجيه مزيد من الاهتمام من قبل المسؤولين عن العملية التعليمية في وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين إلى أهمية دور إدارة الغضب في الحد من العديد من المشكلات السلوكية التي يعاني منها طلاب المدارس خاصة المرحلة الإعدادية.
كما أوصت بتوجيه مزيد من الاهتمام نحو توعية وتدريب طلاب المرحة الإعدادية بأهمية التدريب على الأساليب الصحيحة لإدارة الغضب، وذلك من خلال تعزيز العديد من الممارسات منها الحوار والتأمل وإدارة المشاعر والتأمل والتدريب على الاسترخاء.
وطالبت بالتركيز على عقد دورات تدريبية للمعلمين تسهم في تعريفهم بفنيات وأساليب إدارة الغضب وضبط السلوك العنيف لطلاب المرحلة الإعدادية بمملكة البحرين.
كما أوصت بضرورة تركيز المرشدين النفسيين والاجتماعيين في المدارس الإعدادية بمملكة البحرين على الجوانب الإيجابية لدى طلاب المرحلة الإعدادية بمختلف فئاتهم العمرية؛ لما لهذه الجوانب من تأثيرات كبيرة على قبول الطلاب للتوجيهات نحو السلوك القويم والبعد عن الانحرافات.
وكذلك ضرورة اهتمام معلمي المرحلة الإعدادية بالعوامل النفسية والخبرات الحياتية التي تؤدي إلى إدارة الغضب والحد من السلوك العنيف لدى الطلاب، والتركيز بشكل خاص على رفع مستوى الشعور بالأمن النفسي لدى هؤلاء الطلاب.
أوصت الدراسة بتدريب الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين على كيفية تطبيق هذا البرامج الإرشادية التي تسهم في مساعدة الطلاب على التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة بطريقة أكثر إيجابية.
ودعت إلى تعزيز البرامج الإرشادية المماثلة لهذا البرنامج الإرشادي الخاص بالدراسة الحالية، والتي يمكن من خلالها تعزيز فاعلية حل مشكلات هذه الفئة.
وأخيرا أكدت الباحثة أنه من الضروري أن تشتمل الأهداف التربوية الخاصة بوزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين على تعزيز قدرة الطلاب على تحصين أنفسهم ضد مشاعر الغضب والرغبة في العنف ضد الرفاق والمعلمين، من خلال تعزيز الثقة بالنفس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك