الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل، فكيف إذا ما كان في أحد أهم مجالات العصر، مجال الأمن السيبراني والحماية الرقمية، وهو الذي بات عنصرا أساسيا ومحركا رئيسيا لأهم مجال في وقتنا الحالي وفي المستقبل ربما، مجال التكنولوجيا الذي يعد بمثابة الشريان الأساسي الذي يغذي جميع المجالات الأخرى.
مؤخرًا أعلن مركز ناصر العلمي والتقني إطلاق أول هاكاثون للأمن السيبراني، تحت شعار «صناع الأمان 2025» خلال شهر فبراير المقبل، وذلك لطلبة المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية بما فيهم طلبة الدراسات العليا من مختلف التخصصات، برعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء مركز ناصر العلمي والتقني.
وترنو اللجنة المنظمة إلى إتاحة المجال للمشاركين لاستعراض أفكارهم حول إيجاد حلول مبتكرة تعمل على معالجة التحديات السيبرانية باستخدام أحدث التقنيات، وذلك من خلال العمل على أحد التحديات المطروحة التي تشكل مواضيع جوهرية في مجال الأمن السيبراني، مثل: انترنيت الأشياء، السحابة، أمن الشبكات، استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات وتحليل البيانات، وأمن التطبيقات.
لا شك أن المشاركة في هذا الهاكاثون تمثل فرصة ثمينة وقيمة للمهتمين والموهوبين والمختصين من شريحة الشباب المستهدفة، إذ تتيح لهم هذه الفرصة الإمكانية لتسليط الضوء على قدراتهم وإبداعاتهم، الأمر الذي من المتوقع أن يخلق العديد من الفرص المهمة للمشاركين.
وبالمقابل تمثل مثل هذه الفعاليات أيضاً فرصة للدولة للتعرف على الموارد البشرية من الطاقات الشابة المتميزة واللامعة في هذا المجال الحيوي، وخاصة إبان التحديات الأمنية العالمية التي تواجه الدول في التصدي للهجمات السيبرانية من خلال اتخاذ التدابير الوقائية لحماية الفضاء السيبراني، وذلك تجنبًا لأي خسائر محتملة على صعيد البيانات أو المادة، حيث من المهم أن يتوافر لكل دولة قاعدة بشرية مختصة في هذا المجال، تضم الخبراء في الصف الأول والشباب القابل للاستثمار والتطوير في الصف الثاني، وذلك لتكون له القدرة على أخذ زمام المبادرة متى ما استدعت الحاجة ذلك، ليكون لهم بصمة في المساهمة في خدمة ورفعة الوطن.
ولا بد أن نشير إلى أن إدماج طلاب المرحلة الثانوية في هذه الفعالية لفتة تستحق الإشادة، ولا سيما أنها قد تعزز أو تخلق شغفا لهؤلاء الطلبة تجاه تخصصات علمية جديدة من غير المعتاد عليها، وذلك للانخراط فيها بالمستقبل؛ وخاصة أنها أحد أكثر التخصصات المطلوبة حالياً في سوق العمل. إن مثل هذه الفعاليات ليست بجديدة على مملكة البحرين من حيث المبدأ وإنما من حيث النوع، إذ من المعروف أن المملكة تولي دائمًا اهتمامًا خاصًا لشبابها وللاستثمار في مواهبهم وإمكانياتهم، كما تحرص على تمكينهم في مختلف المجالات بما فيها مجالات العصر الحديثة، كما تعرف بأنها سباقة في إقامة مثل هذه الفعاليات بين دول المنطقة، ولا شك أن إدماج الشباب البحريني بمثل هذه المجالات الجديدة هو نقطة ايجابية تحسب للمملكة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك