مشاركة البحرين في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، بقيادة سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، تعكس التزام المملكة بتعزيز حضورها على الساحة الاقتصادية العالمية. هذه المشاركة تمثل فرصة استراتيجية لتسليط الضوء على ما تقدمه البحرين كوجهة استثمارية رائدة تجمع بين بيئة أعمال مواتية، استقرار اقتصادي، وبنية تحتية متطورة.
المنتدى الاقتصادي العالمي يوفر منصة مثالية لتعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) إلى قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا المالية (FinTech)، الخدمات اللوجستية، السياحة، والتطوير العقاري. البحرين، بموقعها الاستراتيجي كبوابة إلى أسواق الخليج، قادرة على تقديم نفسها كشريك مثالي للشركات العالمية التي تتطلع إلى توسيع أعمالها في المنطقة.
لتعظيم الاستفادة من هذه المشاركة، يمكن للبحرين إطلاق مبادرات مبتكرة مثل برنامج «استثمر في البحرين»، الذي يهدف إلى الترويج للمشاريع الوطنية الكبرى وتقديمها للمستثمرين العالميين في دافوس. من خلال هذا البرنامج، يمكن عرض فرص استثمارية تشمل مشاريع في منطقة البحرين اللوجستية، تطوير موانئ بحرية ذكية، ومشاريع سياحية فريدة مثل تطوير جزر حوار.
كما يمكن التركيز على قطاع التجارة الإلكترونية، الذي يمثل مجالاً سريع النمو على المستوى العالمي. مع تزايد الطلب على الحلول الرقمية وخدمات الشحن والتخزين المتقدمة، يمكن للبحرين استقطاب الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال عبر تقديم مزايا تنافسية مثل قوانين مرنة، إعفاءات ضريبية، ودعم حكومي لتطوير البنية التحتية الرقمية.
من ناحية أخرى، تعزيز دور البحرين كمنصة إقليمية للشركات الناشئة يمكن أن يكون له أثر كبير في جذب استثمارات نوعية. من خلال التعاون مع صناديق استثمار دولية وشركات رأس المال الجريء، يمكن للبحرين توفير بيئة مثالية للشركات الناشئة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، مما يعزز مكانتها كوجهة مفضلة للشركات العالمية الباحثة عن التوسع في أسواق الخليج.
التواجد في دافوس ليس مجرد حضور رمزي، بل هو فرصة حقيقية لتوسيع شبكة العلاقات الاقتصادية وفتح قنوات جديدة للتعاون الدولي. من خلال التركيز على قطاعات حيوية وجذب استثمارات مستدامة، يمكن للبحرين تعزيز مكانتها كاقتصاد ديناميكي يتمتع بالمرونة والتنافسية.
تحت قيادة جلالة الملك المعظم، وبدعم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله ورعاهم، تُظهر مشاركة سمو الشيخ عيسى بن سلمان رؤية البحرين الطموحة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام. الحضور في منصات مثل دافوس هو تأكيد على أن البحرين ليست فقط شريكاً إقليمياً فاعلاً، بل لاعباً عالمياً يسعى إلى تحقيق شراكات اقتصادية تعود بالنفع على الجميع.
ماجستير تنفيذي بالإدارة من المملكة المتحدة (EMBA)
عضو بمعهد المهندسين والتكنولوجيا البريطانية العالمية (MIET)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك