العدد : ١٧١٠٦ - الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٦ - الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ رجب ١٤٤٦هـ

مقالات

أين هم من هذه الأعداد؟

حسين سلمان العويناتي.

الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

تبذل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬جهودا‭ ‬مضنية‭ ‬لتوظيف‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المد‭ ‬الجارف‭ ‬من‭ ‬أفواج‭ ‬الخريجين‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬سنويًا‭ ‬يفوق‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬المواكبة‭ ‬والظفر‭ ‬برضى‭ ‬العاطلين‭ ‬وتحقيق‭ ‬رغبات‭ ‬أغلب‭ ‬الخريجين،‭ ‬وأنها‭ ‬تسعى‭ ‬بقدر‭ ‬المستطاع‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬لإيجاد‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للعاطلين،‭ ‬ويجري‭ ‬مكتب‭ ‬التوظيف‭ ‬بالوزارة،‭ ‬مشكورًا،‭ ‬الاتصال‭ ‬يوميًا‭ ‬بأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬مباشرة،‭ ‬حتى‭ ‬إني‭ ‬تلقيت‭ ‬شخصيًا،‭ ‬كما‭ ‬تلقى‭ ‬غيري‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل،‭ ‬عدة‭ ‬مكالمات‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬بسؤال‭: ‬هل‭ ‬توجد‭ ‬لديك‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬للخريجين؟‭ ‬هل‭ ‬ستفتح‭ ‬شاغرًا‭ ‬للتوظيف؟‭ ‬وأصبحت‭ ‬الوزارة‭ ‬باحثة‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بعدة‭ ‬برامج،‭ ‬من‭ ‬معارض،‭ ‬وفعاليات‭ ‬عديدة،‭ ‬وبرامج‭ ‬كثيرة‭ ‬للتوظيف،‭ ‬لكنه‭ ‬يصبّ‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬وفي‭ ‬مسار‭ ‬واحد،‭ ‬ولا‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬مساعدة‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬وظيفية‭ ‬للعمل‭.‬

وإني‭ ‬لا‭ ‬أختزل‭ ‬جهود‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المضمار‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬أستحثها‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الابتكار‭ ‬والحيوية،‭ ‬والأمل‭ ‬معقود‭ ‬بها‭ ‬كي‭ ‬تشحذ‭ ‬كوادرها‭ ‬ومواردها‭ ‬أكثر،‭ ‬وأن‭ ‬التحدّي‭ ‬كبير‭ ‬والأعداد‭ ‬تتزايد‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬وأن‭ ‬تبتكر‭ ‬بمهارة‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬البرامج‭ ‬المكثفة‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬تمكين‭ ‬ويعلنها‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬واخرى‭.‬

ولأن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬شائك‭ ‬وأعداد‭ ‬العاطلين‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر،‭ ‬ويمس‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬بحريني‭ ‬ويحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬القيادة‭ ‬السياسة‭ ‬والمجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬فإن‭ ‬التربص‭ ‬بأدائها‭ ‬ومراقبته‭ ‬بعين‭ ‬حادة‭ ‬أمر‭ ‬منطقي‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه،‭ ‬ونلامسه‭ ‬بتصدر‭ ‬النواب‭ ‬المشهد‭ ‬وتصريحاتهم‭ ‬عن‭ ‬أدائها‭ ‬وإحصاءاتها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تلامس‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬نظرهم،‭ ‬وأن‭ ‬مبدأ‭ ‬التشكيك‭ ‬هذا‭ ‬مشكلة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تعالجها‭ ‬مع‭ ‬الأيام،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬أوقعت‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬الاتهام‭ ‬لدورانها‭ ‬حول‭ ‬حلقة‭ ‬مكتب‭ ‬توظيف‭ ‬العاطلين،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬انجازاتها‭ ‬في‭ ‬سابق‭ ‬عهدها‭ ‬متنوعة‭ ‬وغير‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬التوظيف‭ ‬فقط،‭ ‬كتدريب‭ ‬الباحثين‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬لمواكبة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وتخريجهم‭ ‬بشهادات‭ ‬معتمدة‭ ‬ورسمية،‭ ‬ثم‭ ‬الزجّ‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬العمل،‭ ‬وإنفاذها‭ ‬لأوامر‭ ‬بقصر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬والمهن‭ ‬على‭ ‬البحرينيين‭ ‬فقط‭ ‬كمدير‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬مثلًا،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬وغيرها‭ ‬سابقًا‭ ‬غير‭ ‬مسموح‭ ‬بها‭ ‬لغير‭ ‬البحريني،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬هذا‭ ‬التوجيه‭ ‬والمراقبة‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭.‬

ويأتي‭ ‬تساؤل‭ ‬لحاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬هل‭ ‬الأولوية‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬هي‭ ‬التخطيط‭ ‬والاعداد‭ ‬والتنسيق‭ ‬لخلق‭ ‬فرص‭ ‬وظيفية‭ ‬للباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل؟‭ ‬أم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬للعاطلين؟

لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ديناميكية‭ ‬أكثر،‭ ‬وأن‭ ‬تطرح‭ ‬مبادرات‭ ‬فعالة‭ ‬تهم‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬وتغير‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬يحتاج‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬هجمة‭ ‬شرسة‭ ‬وإرادة‭ ‬صلبة‭ ‬لمواكبة‭ ‬أعداد‭ ‬الخريجين‭ ‬سنويًا،‭ ‬وهو‭ ‬مبتغى‭ ‬ليس‭ ‬بصعب‭ ‬المنال‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬قوي‭ ‬لا‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭- ‬لتوظيف‭ ‬العاطلين‭. ‬

ولها‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‭ ‬مثل‭ ‬يحتذى،‭ ‬فمن‭ ‬وزارة‭ ‬تقدم‭ ‬أرقامًا‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬السياح‭ ‬إلى‭ ‬شعلة‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬والحيوية،‭ ‬والمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬لاحظ‭ ‬وشعر‭ ‬بالتغيير‭ ‬بين‭ ‬الإحصائيات‭ ‬والأرقام‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُقدم‭ ‬سابقًا،‭ ‬والأثر‭ ‬للعمل‭ ‬الميداني‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬بكثرة‭ ‬الفعاليات‭ ‬السياحية‭ ‬والاحتفالات‭ ‬والمهرجانات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬تغييرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة،‭ ‬والتفاعل‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬جمهور‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬والسياح،‭ ‬وثناؤهم‭ ‬وإعجابهم‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬مساعي‭ ‬الوزارة‭ ‬والهيئة‭.‬

أقترح‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬وإدارة‭ ‬دفتها‭ ‬وتصويب‭ ‬مسارها،‭ ‬مثلًا‭ ‬قطاع‭ ‬تجارة‭ ‬التجزئة‭ ‬وبيع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬للشركات‭ ‬الموزعة‭ ‬ووكلاء‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية،‭ ‬وقطاع‭ ‬بيع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬وقطاع‭ ‬الشحن‭ ‬والتفريغ،‭ ‬وظائف‭ ‬مندوبي‭ ‬المبيعات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬يتمتعون‭ ‬بحوافز‭ ‬من‭ ‬سيارة‭ ‬وسكن‭ ‬وهاتف‭ ‬ونسبة‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬المبيعات،‭ ‬وهي‭ ‬وظيفة‭ ‬يحلم‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬شاب‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة،‭ ‬فلو‭ ‬يتم‭ ‬الاحلال‭ ‬للبحريني‭ ‬وفق‭ ‬دراسة‭ ‬ممنهجة‭ ‬وتقديم‭ ‬حوافز‭ ‬تشجيعية‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وفرصة‭ ‬زمنية‭ ‬يتم‭ ‬التوافق‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬لاستبدال‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين‭ ‬جميعهم‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬إنتاجية‭ ‬الشركات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا