العدد : ١٧١٠٣ - الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٣ - الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«زيارة دولة».. مشاريع مشتركة

ذات‭ ‬يوم‭ ‬حضرت‭ ‬مستمعا‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬السيد‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬علوي‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬العماني‭ ‬السابق،‭ ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬له‭ ‬نظر‭ ‬للمستقبل‭ ‬بعين‭ ‬ثاقبة‭.. ‬ونقل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬رحبة‭ ‬وواسعة‭ ‬نحو‭ ‬الحياة‭ ‬الحضارية‭ ‬والممارسات‭ ‬التشريعية‭ ‬والعمل‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭.. ‬وإن‭ ‬الأسرة‭ ‬المالكة‭ ‬الكريمة‭ (‬آل‭ ‬خليفة‭) ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬وجهود‭ ‬عظيمة‭.. ‬وإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬بلد‭ ‬متقدم‭ ‬ومتطور،‭ ‬وتشهد‭ ‬استقرارا‭ ‬وحركة‭ ‬استثمارية‭ ‬وتجارية‭ ‬نشطة،‭ ‬وإن‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬مركز‭ ‬الثقل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

ثم‭ ‬أضاف‭ ‬الوزير‭ ‬العماني‭ ‬قائلا‭: ‬إنه‭ ‬قضى‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وحكى‭ ‬ذكرياته‭ ‬الجميلة‭ ‬فيها،‭ ‬وشاهد‭ ‬كرم‭ ‬وشهامة‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬معه‭ ‬ومع‭ ‬الأشقاء‭ ‬العمانيين‭.. ‬وإن‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬العمانية‭ ‬راسخة‭ ‬وتاريخية‭ ‬وعريقة‭.‬

وبالأمس‭ ‬القريب‭ ‬سألتني‭ ‬الإعلامية‭ ‬المتميزة‭ ‬عزيزة‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬نشرة‭ ‬أخبار‭ ‬الثامنة‭ ‬في‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين،‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬اتفاقيات‭ ‬التعاون‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬والبرامج‭ ‬التنفيذية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توقيعها،‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬لسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬الشقيقة،‭ ‬تلبية‭ ‬للدعوة‭ ‬الكريمة‭ ‬من‭ ‬أخيه‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬السلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬المعظم‭.‬

فأشرت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬تفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬رحبة‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬المسارات‭ ‬التنموية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حزمة‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمذكرات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬تعكس‭ ‬الحرص‭ ‬المشترك‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المتبادلة،‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬مجالات‭ ‬حيوية‭ ‬وعصرية،‭ ‬وتنموية‭ ‬شاملة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬فتحت‭ ‬مجالات‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون،‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬النجاح‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬للقيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات،‭ ‬وتطوير‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات،‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مستدامة‭ ‬للتحديات‭ ‬المشتركة‭.. ‬ونلاحظ‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحزمة‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬أنها‭ ‬تدعم‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬دون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬فقط،‭ ‬وأنها‭ ‬تدعم‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ورؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2030،‭ ‬ورؤية‭ ‬عمان‭ ‬2040‭.‬

لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬الوطيدة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬العريق،‭ ‬والمرتكزة‭ ‬على‭ ‬القواسم‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬تمثل‭ ‬نموذجا‭ ‬فريدا‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬والتعاون‭ ‬والتكامل‭.. ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬توقيعه‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬ومذكرات‭ ‬وبرامج‭ ‬تنفيذية،‭ ‬ستتحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬كمشاريع‭ ‬ومبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬ثنائية‭.. ‬تعود‭ ‬بالخير‭ ‬والنفع‭ ‬على‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭.. ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭.‬

من‭ ‬أجمل‭ ‬مشاعر‭ ‬المحبة‭ ‬والوفاء‭ ‬العماني‭ ‬للبحرين‭.. ‬ما‭ ‬قرأته‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الوطن‭ ‬العمانية‭ ‬للأستاذ‭ ‬عبدالغفار‭ ‬البلوشي‭.. ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬ذكرياته‭ ‬في‭ ‬

مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لقَدْ‭ ‬فتحَت‭ ‬لنَا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلُها‭ ‬مدارسهم‭ ‬ومستشفياتهم،‭ ‬وما‭ ‬توافر‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬لكسبِ‭ ‬العيش،‭ ‬وقَبل‭ ‬كُلِّ‭ ‬ذلك‭ ‬فتَحُوا‭ ‬لنَا‭ ‬قلوبَهم‭ ‬السَّخيَّة‭.. ‬أتذكَّر‭ ‬وأنا‭ ‬صغير،‭ ‬في‭ ‬بَيْتِنا‭ ‬الحكومي‭ ‬الشَّعبي‭ ‬الَّذي‭ ‬أمرَ‭ ‬به‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشَّيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك‭ ‬ـ‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وطيَّب‭ ‬ثراه‭- ‬بمَنحِه‭ ‬لوالدي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنَّه‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬الجنسيَّة‭ ‬البحرينيَّة‭.. ‬أن‭ ‬والدي‭ ‬وضع‭ ‬صورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬برواز‭ ‬مزخرف‭ ‬في‭ ‬غرفته‭ ‬للشَّيخ‭ ‬الرَّاحل‭ ‬سلمان‭.. ‬وعِندَما‭ ‬كنَّا‭ ‬نسألُه‭: ‬لماذا‭ ‬هذه‭ ‬الصُّورة‭ ‬الكبيرة‭ ‬الَّتي‭ ‬تملَأ‭ ‬الجدار؟‭ ‬كان‭ ‬يقول‭: ‬هذا‭ ‬الشَّيخ‭ ‬سلمان‭ ‬صاحب‭ ‬الكرَم‭ ‬والسَّخاء،‭ ‬ونحن‭ ‬ننعم‭ ‬بالعيش‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنزل‭ ‬منحةً‭ ‬مِنْه؛‭ ‬لأنَّه‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬أبناء‭ ‬عُمان‭ ‬غرباء‭.. ‬بل‭ ‬أهلٌ‭ ‬أعزَّاء‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا