القراء الأعزاء،
من المعلوم بأن دول مجلس التعاون لدول الخليجي العربي ترتبط تاريخيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً ارتباطاً وثيقاً وتشترك في مصير واحد يقضي ديمومة حُسن العلاقات الخليجية حفاظاً على المصير المشترك بينها، فهي بحق مثل الجسد الواحد الذي تتداعى سائر أعضائه بالسهر والحمى إذا اشتكى عضو منه.
لذا يقوم تفاعل قادة دول الخليج العربي بدور فاعل على صعيد تعزيز هذه العلاقات، ضمن اللقاءات المختلفة والمتواصلة ضمن أجندات سنوية على مستويات القمة التي تعقد على أصعدة مختلفة، ولكن تبقى دائماً الزيارات بين قادة الدول هي أعلى مستويات هذه الزيارات، وفي مقدمتها زيارة الدولة.
حيث تعتبر زيارة الدولة أهم صور الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي، هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، والتي تصاحبها مراسم خاصة، حيث تكون بناء على دعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة لنظيره رئيس الدولة الزائر، فتصاحبها إجراءات شديدة الخصوصية والدقة على صعيد الضيافة والمراسم البروتوكولية ومقر الاستضافة.
وإن من اضاءات عام 2025 هو أن يبدأ بزيارة دولة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ملك البلاد المعظم إلى أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد المعظم، وهي زيارة مهمة على أصعدة مختلفة قد بانت جليّة في كلمة جلالة الملك المعظم وتمثلت في تناول العلاقات الثنائية الوثيقة وسبل دعم مسارات التعاون الاستراتيجي الوطيد في مختلف المجالات، إضافة إلى مجريات الأحداث والتطورات الدائرة في الوقت الراهن على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن منطلق الايمان بالأثر الذي قد يحققه التعاون الثنائي بين الدولتين من تطور ونمو في مختلف المجالات، وتعزيز الروابط المشتركة والمصالح المتبادلة وصولاً إلى تحقيق الخير والنفع للبلدين والشعبين الشقيقين.
ومن بشائر خير زيارة الدولة تلك، والتي تعتبر حراكا خليجيا على مستوى قيادات الدولتين، أنها قد تقاطعت مع اعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس والذي يدخل دخول اتفاق حيز النفاذ اليوم الاحد 19 يناير، ولا سيما وأن موضوع الأوضاع الإقليمية والدولية كانت من المواضيع المطروحة في اجتماعات العاهلين.
وبجانب ما اسفرت عنه الزيارة من توافقات على أصعدة مختلفة فإن الزيارة الملكية قد أسهمت أيضاً على الصعيد الاجتماعي وازدياد تقارب الشعبين البحريني والعماني، الذين يتشابهان كثيراً في سماتهم وطباعهم، وتوطيد علاقاتهما وهي علاقة وثيقة ازدادت عمقاً، بعد أن أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي حجم الاحتفاء والترحيب الشعبي بهذه الزيارة على مستوى شعب البحرين والشعب العماني.
Hanadi_aljowder@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك