العدد : ١٧٠٩٨ - الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٨ - الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ رجب ١٤٤٦هـ

مقالات

بمناسبة الاحتفال بيوم الدبلوماسية البحرينية..
جنود الدبلوماسية البحرينية المجهولون.. خدمة بلا أضواء

بقلم: محمد صالح محمد

الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

يعد‭ ‬اليوم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬تحييه‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬مناسبة‭ ‬طيبة‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬البحريني‭. ‬فهناك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬المجهولين‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المواقع‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تولوها‭ ‬أثناء‭ ‬خدمتهم‭ ‬الدبلوماسية‭. ‬لقد‭ ‬قدم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجنود‭ ‬المجهولون‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬والتضحيات‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬خدمة‭ ‬بلدهم‭ ‬ما‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير‭. ‬كانوا‭ ‬حاضرين‭ ‬وعلى‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الظروف‭ ‬للقيام‭ ‬بواجبهم‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.. ‬وكانوا‭ ‬يعملون‭ ‬بصمت‭ ‬وإخلاص‭ ‬وراء‭ ‬الكواليس‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬مساهمين‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬للمملكة‭ ‬ورفع‭ ‬رايتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محفل‭ ‬دولي‭. ‬

هؤلاء‭ ‬الدبلوماسيون‭ ‬يعملون‭ ‬ليلاً‭ ‬ونهاراً‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬تولى‭ ‬مناصب‭ ‬رفيعة‭ ‬ولعب‭ ‬دورًا‭ ‬حيويًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسة‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية،‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحها‭ ‬الوطنية،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬رعاياها‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭. ‬كانوا‭ ‬يسعون‭ ‬دائماً‭ ‬لتكريس‭ ‬حياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬لخدمة‭ ‬بلدهم،‭ ‬مجسدين‭ ‬بذلك‭ ‬قيم‭ ‬التفاني‭ ‬والوطنية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلحظ‭ ‬الآخرون‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يبذلونها‭.‬

هذا‭ ‬المقال،‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجنود‭ ‬المجهولين،‭ ‬ويستعرض‭ ‬بعض‭ ‬جهودهم‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬بالغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬ملامح‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلوها‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬عالجوها‭ ‬بحنكة‭ ‬ودبلوماسية،‭ ‬قد‭ ‬اسهمت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬

ومن‭ ‬الجنود‭ ‬المجهولين‭ ‬الذين‭ ‬خدموا‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بهدوء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسلط‭ ‬عليهم‭ ‬الأضواء‭ ‬كثيراً‭ ‬السفير‭ ‬محمود‭ ‬عبدالله‭ ‬بهلول‭ ‬الذي‭ ‬تلقى‭ ‬تعليمه‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬التي‭ ‬نال‭ ‬منها‭ ‬الإجازة‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1965‭. ‬عمل‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬مسيرته‭ ‬المهنية،‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينضم‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬الإعلام،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬أيامها‭ ‬الأولى‭. ‬وقد‭ ‬عين‭ ‬السفير‭ ‬محمود‭ ‬بهلول‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬مديراً‭ ‬للشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬بعد‭ ‬فصل‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيات‭. ‬

كان‭ ‬السفير‭ ‬محمود‭ ‬بهلول‭ ‬يمثل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬اللجان‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬وكان‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬مستشار،‭ ‬حين‭ ‬عمل‭ ‬مديراً‭ ‬للشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وفي‭ ‬11‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬رقي‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬وزير‭ ‬مفوض‭. ‬وقد‭ ‬بقي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1980‭. ‬وخلال‭ ‬توليه‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬كان‭ ‬مسؤولاً‭ ‬عن‭ ‬التحضير‭ ‬لمشاركات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ملازماً‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مشاركاته‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬فقد‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬71‭ ‬والدورة‭ ‬72‭ ‬لمجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬العربي‭ ‬السادس‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬بالجزائر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬ومؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬العربي‭ ‬السابع‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1974،‭ ‬واجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1975،‭ ‬ومؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬العربي‭ ‬بالقاهرة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1976،‭ ‬ومؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬العربي‭ ‬الإفريقي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1977‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬السفير‭ ‬بهلول‭ ‬يشارك‭ ‬ضمن‭ ‬وفد‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬الدورة‭ ‬العادية‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وكان‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬حينها‭ ‬يترأس‭ ‬وفد‭ ‬البحرين‭ ‬لتلك‭ ‬الاجتماعات‭. ‬

أمّا‭ ‬أول‭ ‬مهمة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬خارجية‭ ‬دائمة‭ ‬للسفير‭ ‬محمود‭ ‬بهلول‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬حين‭ ‬عُين‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬سفيراً‭ ‬للبحرين‭ ‬لدى‭ ‬الجمهورية‭ ‬اللبنانية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬بالغة‭ ‬الصعوبة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬اللبنانية‭ ‬مستعرة‭ ‬آنذاك‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيات‭. ‬وقد‭ ‬بقي‭ ‬السفير‭ ‬محمود‭ ‬بهلول‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬هذا‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينيات،‭ ‬حيث‭ ‬مثل‭ ‬البحرين‭ ‬وخدم‭ ‬مصالحها‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬الظروف‭. ‬وقد‭ ‬تقاعد‭ ‬السفير‭ ‬محمود‭ ‬بهلول‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينيات‭ ‬بعد‭ ‬خدمة‭ ‬دامت‭ ‬نحو‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وتوفي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2001‭. ‬وعنه‭ ‬يقول‭ ‬أخوه‭ ‬الأستاذ‭ ‬محيي‭ ‬الدين‭ ‬بهلول‭ ‬أنّه‭ ‬عاش‭ ‬‮«‬عاشقاً‭ ‬لبلده‭ ‬الحبيب‭ ‬البحرين‭ ‬وأفنى‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬دائم‭ ‬مخلص،‭ ‬وكرس‭ ‬حياته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬بلده‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬خدموا‭ ‬بلدهم‭ ‬وأسهموا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬البحريني‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭ ‬محمود‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬دبلوماسيي‭ ‬البحرين‭. ‬وقبل‭ ‬انضمامه‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬عمل‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬محمود‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التعليم،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬مدرساً‭ ‬للغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬مدة‭ ‬عامين‭. ‬وقد‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مسيرته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬السبعينيات‭ ‬مع‭ ‬السفير‭ ‬سيف‭ ‬جبر‭ ‬المسلم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬سفير‭ ‬للبحرين‭ ‬لدى‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭. ‬

النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬السيد‭ ‬يوسف‭ ‬محمود‭ ‬المهنية‭ ‬كانت‭ ‬عام‭ ‬1989،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬مديراً‭ ‬لمكتب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬حيث‭ ‬أتيحت‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬حينها‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬العربية‭ ‬واجتماعات‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ (‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬حينها‭)‬،‭ ‬ودورات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬مرافقاً‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬وزيراً‭ ‬للخارجية‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يترأسها‭ ‬سموه‭. ‬وبقي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2000‭. ‬

أمّا‭ ‬أرفع‭ ‬منصب‭ ‬تبوأه‭ ‬السيد‭ ‬يوسف‭ ‬محمود‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬فكان‭ ‬تعيينه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬وكيلاً‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬إذ‭ ‬بقي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬حيث‭ ‬تقاعد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬وانضم‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ (‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭) ‬الذي‭ ‬استحدث‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬محمود‭ ‬أثناء‭ ‬عمله‭ ‬مديراً‭ ‬لمكتب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬ثم‭ ‬وكيلاً‭ ‬للوزارة‭ ‬يتميز‭ ‬بالهدوء،‭ ‬ورباطة‭ ‬الجأش،‭ ‬والموضوعية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الموظفين،‭ ‬وحكيماً‭ ‬في‭ ‬تعاطيه‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والصعاب‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تواجهه‭ ‬في‭ ‬عمله‭. ‬كما‭ ‬يتميز‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التواضع‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬التكلف‭.‬

ومن‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬خدموا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بإخلاص‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬السفير‭ ‬أحمد‭ ‬مهدي‭ ‬الحداد‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬البحرينيين‭. ‬والسفير‭ ‬الحداد‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬الإجازة‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬دلهي‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬ودرجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬ذاتها‭ (‬1973‭ ‬‭ ‬1975‭). ‬كما‭ ‬أنّه‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬حول‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬الدولي‭ ‬والتعاون‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬قسم‭ ‬نيودلهي‭ ‬1973‭-‬1974،‭ ‬ودبلوم‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الهندية‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬نيودلهي‭ ‬1973‭-‬1974‭.‬

وقد‭ ‬عمل‭ ‬السفير‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المختلفة،‭ ‬فقد‭ ‬عين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1982‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1985‭ ‬بسفارة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬بدرجة‭ ‬سكرتير‭ ‬أول‭ ‬وكان‭ ‬قائماً‭ ‬بأعمال‭ ‬السفارة‭. ‬وبعدها‭ ‬عين‭ ‬قنصلاً‭ ‬عاماً‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مونتريال‭ ‬بكندا‭ ‬خلال‭ ‬الفتر‭ ‬من‭ ‬1987‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1991‭. ‬وقد‭ ‬عين‭ ‬السفير‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد‭ ‬مندوبا‭ ‬دائماً‭ ‬للبحرين‭ ‬لدى‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1991‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2001‭. ‬وخلال‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬مثل‭ ‬السفير‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬بجنيف‭ ‬بعد‭ ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬المنظمة‭. ‬وعين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬أيضاً‭ ‬سفيراً‭ ‬غير‭ ‬مقيم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ (‬بون‭ ‬ثم‭ ‬برلين‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992حتى‭ ‬عام‭ ‬1996،‭ ‬كما‭ ‬عين‭ ‬سفيراً‭ ‬غير‭ ‬مقيم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬النمسا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2000‭. ‬وقد‭ ‬اكتسب‭ ‬السفير‭ ‬الحداد‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬خبرة‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

عاد‭ ‬السفير‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬وعين‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وكيلاً‭ ‬مساعدًا‭ ‬للشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬خارجية‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2010‭. ‬وخلال‭ ‬توليه‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬رافق‭ ‬السفير‭ ‬الحداد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الدورية‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬التحضير‭ ‬لمشاركات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الدولية،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬بيانات‭ ‬البحرين‭ ‬ومواقفها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬المختلفة‭. ‬ومن‭ ‬الخبرات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المميزة‭ ‬للسيد‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد‭ ‬عمله‭ ‬رئيسا‭ ‬لفريق‭ ‬عمل‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬رئاسة‭ ‬الشيخة‭ ‬هيا‭ ‬بنت‭ ‬رائد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الحادية‭ ‬والستين‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بنيويورك‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2007‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬تقاعد‭ ‬السفير‭ ‬الحداد‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭. ‬ويتميز‭ ‬السفير‭ ‬الحداد‭ ‬بإجادته‭ ‬ثلاث‭ ‬لغات‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وهي‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والهندية‭. ‬كما‭ ‬أنّه‭ ‬هادئ‭ ‬الطباع‭ ‬وتلك‭ ‬مزايا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دبلوماسي‭ ‬ناجح‭.‬

ومن‭ ‬الجنود‭ ‬المجهولين‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالله،‭ ‬وهو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬التحقوا‭ ‬بالعمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭. ‬وقد‭ ‬تلقى‭ ‬تعليمه‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬نال‭ ‬منها‭ ‬الإجازة‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬الاجتماع‭ ‬وعلم‭ ‬النفس،‭ ‬وذلك‭ ‬عام‭ ‬1972‭. ‬

انضم‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬حيث‭ ‬عين‭ ‬بدرجة‭ ‬ملحق‭ ‬دبلوماسي،‭ ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المراسم‭ ‬والقنصلية‭ ‬والقانونية‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1974‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬سكرتيراً‭ ‬ثالثاً‭ ‬بالقنصلية‭ ‬العامة‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬كراتشي‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭. ‬وبقي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬إذ‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1981،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يديرها‭ ‬حينها‭ ‬السفير‭ ‬جاسم‭ ‬بوعلاي‭. ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1985‭ ‬عين‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬حيث‭ ‬بقي‭ ‬هناك‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬وأربعة‭ ‬أشهر‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أوجها‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وكان‭ ‬رئيس‭ ‬البعثة‭ ‬حينها‭ ‬السفير‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كمال‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭. ‬ومن‭ ‬بغداد‭ ‬مباشرة،‭ ‬نقل‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬حيث‭ ‬بقي‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1990‭. ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬نقل‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1990‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2002‭. ‬

وفي‭ ‬25‭ ‬يونيه‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بتعيين‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬مديراً‭ ‬لإدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬القنصلية‭. ‬وقد‭ ‬عمل‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬مصالح‭ ‬وشؤون‭ ‬الرعايا‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وتذليل‭ ‬ما‭ ‬يعترضهم‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬وعقبات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يتواجدون‭ ‬فيها،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعثات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬وكان‭ ‬ضمن‭ ‬مهامه‭ ‬كذلك‭ ‬كمدير‭ ‬للإدارة‭ ‬القنصلية‭ ‬تمثيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للحج‭ ‬والعمرة‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬شعور‭ ‬كبير‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬مدير‭ ‬لإدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬القنصلية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتابع‭ ‬بنفسه‭ ‬كل‭ ‬قضية‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬القنصلية‭ ‬الكثيرة‭ ‬والمتنوعة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يهدأ‭ ‬له‭ ‬بال،‭ ‬إلا‭ ‬بتذليل‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬

وقد‭ ‬بقي‭ ‬السفير‭ ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬القنصلية‭ ‬حتى‭ ‬تقاعده‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬يناير‭ ‬2016،‭ ‬بعد‭ ‬خدمة‭ ‬طويلة‭ ‬دامت‭ ‬43‭ ‬سنة‭ ‬كان‭ ‬خلالها‭ ‬رمزاً‭ ‬في‭ ‬التفاني‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهامه‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬

ومن‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الآخرين‭ ‬المميزين‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬خلف‭ ‬الأضواء‭ ‬بكل‭ ‬مهنية‭ ‬واقتدار‭ ‬السيد‭ ‬محسن‭ ‬محمد‭ ‬البقشي‭ ‬الذي‭ ‬تلقى‭ ‬تعليمه‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الإجازة‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1971‭. ‬

والسيد‭ ‬محسن‭ ‬البقشي‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬دبلوماسيي‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬البحرينيين‭ ‬المميزين‭ ‬الذي‭ ‬التحقوا‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬سنواتها‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬مسيرته‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بتعيينه‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1971‭ ‬بدرجة‭ ‬ملحق‭ ‬دبلوماسي‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر،‭ ‬ثم‭ ‬سكرتيراً‭ ‬ثالثاً‭. ‬وقد‭ ‬تنقل‭ ‬السيد‭ ‬محسن‭ ‬البقشي‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬إدارات‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬المختلفة،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الإدارية،‭ ‬ثم‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وأخيراً‭ ‬إدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الدولية‭. ‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬السيد‭ ‬محسن‭ ‬البقشي‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬اللجان‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ممثلاً‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬اللجان‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬وفي‭ ‬12‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1975‭. ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬كان‭ ‬السيد‭ ‬محسن‭ ‬البقشي‭ ‬يقوم‭ ‬بمهام‭ ‬الترجمة‭ ‬للوثائق‭ ‬المهمة‭. ‬كما‭ ‬أنّه‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بترجمة‭ ‬خطابات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يلقيها‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الثمانينيات‭. ‬وقد‭ ‬تقاعد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬وكان‭ ‬حينها‭ ‬بدرجة‭ ‬مستشار‭.‬

وقد‭ ‬شارك‭ ‬السيد‭ ‬محسن‭ ‬البقشي‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مؤتمرات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬ومنها‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإفريقية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1977،‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬دورات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬واجتماعات‭ ‬دولية‭ ‬أخرى‭. ‬وقد‭ ‬عرف‭ ‬السيد‭ ‬محسن‭ ‬البقشي‭ ‬بتواضعه‭ ‬الجم‭ ‬وأخلاقه‭ ‬السامية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬اجادة‭ ‬تامة‭ ‬للغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬يحيلون‭ ‬إليه‭ ‬مهمة‭ ‬ترجمة‭ ‬الوثائق‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يترجمها‭ ‬بحرفية‭ ‬عالية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬محل‭ ‬اعجاب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬زملائه‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬

في‭ ‬كل‭ ‬زمان‭ ‬ومكان،‭ ‬هناك‭ ‬دائماً‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجنود‭ ‬المجهولين‭ ‬الذين‭ ‬يلعبون‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً،‭ ‬ويؤدون‭ ‬واجبهم‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الكثيرون‭ ‬عنهم‭ ‬شيئاً‭. ‬ولهذا،‭ ‬رأينا‭ ‬أن‭ ‬نسلط‭ ‬بعض‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬سيرة‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬المميزين‭ ‬الذي‭ ‬خدموا‭ ‬بلدهم،‭ ‬وأسهموا‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬واظهارها‭ ‬بوجهها‭ ‬المشرق‭.‬

‭ ‬

باحث‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الدبلوماسي‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا