العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

تضامنا مع الشعب الفلسطيني

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

يصدف‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬الذي‭ ‬أعتُمِد‭ ‬كيومٍ‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬يُحتفى‭ ‬فيه‭ ‬بمنجزاتها‭ ‬كشريك‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وقد‭ ‬اتُّخذ‭ ‬من‭ ‬مقولة‭ (‬المرأة‭ ‬شريك‭ ‬جدير‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭) ‬شعاراً‭ ‬ليوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬2024،‭ ‬وهو‭ ‬شعار‭ ‬عن‭ ‬استحقاق،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬جديرة‭ ‬بهذا‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬واقعا‭ ‬حقيقيا‭ ‬لدور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وإسهامها‭ ‬الفعّال‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬فيه،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لسيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظّم،‭ ‬الذي‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬وضمن‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬ممارسة‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬دستورياً،‭ ‬فكل‭ ‬عام‭ ‬والمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬رفعة‭ ‬ورخاء‭ ‬برعاية‭ ‬من‭ ‬سيدة‭ ‬البحرين‭ ‬الأولى‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭.‬

وإن‭ ‬تناولي‭ ‬ليوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬يأتي‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬المناسبة‭ ‬وتأكيداً‭ ‬للنهج‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬نحو‭ ‬صون‭ ‬وكفالة‭ ‬واحترام‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬بسبب‭ ‬الجنس‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬التمييز‭. ‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬موضوعي‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أنموذجاً‭ ‬حيث‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬تزدحم‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬والعالمية،‭ ‬ويهمني‭ ‬التركيز‭ ‬لأغراض‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬على‭ ‬شعار‭ (‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭) ‬الذي‭ ‬يوافق‭ ‬يوم‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬إقرار‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬كأول‭ ‬وثيقة‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬تضمين‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬وحقوق‭ ‬التضامن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬الوثيقة‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬أساسات‭ ‬العهدين‭ ‬الدوليين‭ ‬الخاصين‭ ‬بحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬وبقية‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬الحقوق‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬العهدين‭ ‬الدوليين‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬هو‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬نصت‭ ‬عليه‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬منهما‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها،‭ ‬وهذا‭ ‬يجرّنا‭ ‬إلى‭ ‬احتفاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬والعشرين‭ ‬منه‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬الذي‭ ‬أقرّته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬1977،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬احتفالية‭ ‬السفارة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬يتجدد‭ ‬فيها‭ ‬الأمل‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بإيجاد‭ ‬حلّ‭ ‬جذري‭ ‬لقضية‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أمضت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعين‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬عين‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬عاناه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬وتدمير‭ ‬ممتلكات‭ ‬وتهجير،‭ ‬لتتوّج‭ ‬جهود‭ ‬المحتل‭ ‬بأحداث‭ ‬غزّة‭ ‬المخزية،‭ ‬التي‭ ‬أيقظت‭ ‬ضمائر‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬وليس‭ ‬العرب‭ ‬أو‭ ‬المسلمين‭ ‬فقط،‭ ‬فقد‭ ‬حققت‭ ‬أحداثها‭ ‬مبدأ‭ ‬عدم‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صوره‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحقّة،‭ ‬ووقفت‭ ‬دول‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬أعمال‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬والتهجير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المواقف‭ ‬الشعبية‭ ‬والدولية‭ ‬لم‭ ‬تُحقق‭ ‬خطوة‭ ‬عملية‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بشكل‭ ‬يحفظ‭ ‬له‭ ‬كرامته‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويحمي‭ ‬حقوقه‭ ‬كإنسان‭ ‬يستحق‭ ‬الحياة‭ ‬بكرامة‭.‬

ولا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬وجميع‭ ‬القوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كمنظمة‭ ‬دولية‭ ‬معنية‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬أي‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬نحو‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولم‭ ‬تنظر‭ ‬بعين‭ ‬العطف‭ ‬والإنسانية‭ ‬تجاهه‭ ‬أبدا‭.‬

وبناء‭ ‬عليه‭ ‬فإن‭ ‬مطالبة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬باتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬حاسمة‭ ‬وحازمة‭ ‬نحو‭ ‬نصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بتوظيف‭ ‬أجهزتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬أمده‭ ‬وتعدد‭ ‬ألوان‭ ‬الظلم‭ ‬والاستبداد‭ ‬التي‭ ‬مورست‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬تفعيل‭ ‬شعار‭ ‬نصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ويكون‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الاحتفاء‭ ‬الحقيقي‭ ‬بنصرة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬اتّخذ‭ ‬العزّة‭ ‬والصمود‭ ‬ثقافة‭ ‬وأسلوب‭ ‬حياة‭ ‬حتى‭ ‬النصر‭. ‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا