يصادف اليوم الأول من ديسمبر مناسبة مهمة وثابتة في الأجندة الوطنية، إذ تحتفل مملكة البحرين كل عام بيوم المرأة البحرينية، الذي تحتفي من خلاله بمسيرة وعطاء وإنجازات السيدات البحرينيات، في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، مثمنة بذلك دورهن الفاعل والمحوري والأساسي في نهضة الوطن بجانب الرجل.
وتسلط هذه المناسبة الضوء بشكل أكثر سطوعًا على ما وصلت إليه المرأة من مكانة مهمة وملهمة في المجتمع، على امتداد مسيرة مميزة وحافلة، تزخر بمعاني الفخر والاعتزاز بالأثر والبصمة اللتين تتركهما النساء البحرينيات بمختلف القطاعات، وذلك عبر إسهاماتهن الغزيرة ومساعيهن الدؤوبة، في تحقيق أهداف التنمية الوطنية، ورفد المسيرة التنموية الشاملة لجلالة الملك، وهو ما يبدو أثره جليًا في المجتمع المدني، والحراك السياسي، والاقتصاد الوطني.
ويتبنى المجلس الأعلى للمرأة هذا العام شعار «المرأة شريك جدير ببناء الدولة» كعنوان للاحتفاء بيوم المرأة البحرينية، وهو ذاته شعار الاستراتيجية الوطنية المعتمدة من قبل جلالة الملك المعظم عام 2005م.
ولأن المرأة البحرينية تمثل هذا الشعار بكل ما يحمله من معنى، إذ استطاعت أن تثبت جدارتها وإمكانياتها، من خلال تبوئها أعلى المناصب في مختلف القطاعات، بما فيها قطاع التكنولوجيا، التي حجزت لها موقعا مميزا فيه هو الآخر، وذلك استنادًا إلى الفرص التي تتيحها لها المملكة، لتدعم تقدمها وتمكينها في هذا المجال، وذلك لما تتلمسه الدولة من مواهب وكفاءات نسائية في هذا القطاع.
لذلك حرص المجلس الأعلى للمرأة، بقيادة حكيمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، على تكثيف الفرص النوعية التي تعزز وجود المرأة البحرينية في مجال التكنولوجيا، كما في مختلف المجالات، وذلك سعيًا لإدماجها في هذا القطاع المهم ضمن نطاق تنمية الاقتصاد الوطني.
وقد أطلق المجلس بالتعاون مع جامعة بوليتكنك البحرين، ومسرعة (الأعمال برينك – بتلكو) هاكاثون نسائيا بعنوان تنافس وابتكار، وذلك كفعالية مصاحبة ليوم المرأة البحرينية عام 2019م، الذي خصص للاحتفاء بالمرأة في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل.
كما أطلق بنك (ستاندرد تشارترد) العالمي بالتعاون والتنسيق مع المجلس الأعلى للمرأة وخليج البحرين للتكنولوجيا المالية (فنتك بي) برنامج المرأة والتكنولوجيا عام 2020م، الذي كان يهدف إلى دعم الشركات الناشئة ذات القيادات النسائية، بما يعزز إبداعهن في مشاريعهن الرقمية، حيث تضمن البرنامج مسابقة لطرح الأفكار وبرنامجا تدريبيا، ومازال البرنامج مستمرا للعام الخامس على التوالي.
وعلاوة على ذلك اتخذت المملكة العديد من الخطوات لتمكين النساء في هذا المجال، حيث استضافت مؤتمر (أمازون ويب سيرفيسز) عام 2019م، الذي يعد من أهم المؤتمرات في مجال الحوسبة السحابية، التي تعنى بدفع الجيل القادم من التكنولوجيا إلى الأمام بما يغذي الطفرة التكنولوجية في المنطقة، وذلك عبر توفير برامج تدريبية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الرقمية، مع مراعاة مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين.
وفي السياق ذاته أعلنت هالسيون –منظمة غير ربحية– بالتعاون مع (أمازون ويب سيرفيسز) عام 2020م برنامج حاضنة مكثفا للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بالعاصمة الأمريكية واشنطن، مخصصا للسيدات البحرينيات اللواتي يشرفن على إدارة مشاريع تقنية في المملكة، بحيث ينطلق عام 2021م، واختيرت آنذاك ثماني سيدات للمشاركة، وذلك بعد المرور بعمليات الفرز والاختيار للمترشحات، من مجمل المتقدمات للبرنامج حينها.
كما أطلقت هيئة الحكومة الالكترونية عام 2023م برنامج تنمية الكوادر التقنية للجنسين، وشكلت نسبة المتدربين من الإناث 75% من متدربي البرنامج، وهو ما يؤكد مدى التقدم الذي تحرزه المرأة البحرينية في هذا القطاع، ويبرهن على رغبتها في المشاركة بدفع عجلة التنمية نحو مزيد من التقدم.
واحتلت المرأة البحرينية المرتبة الأولى عالميًا في التدريب على المهارات الرقمية لعام 2022م، وذلك وفق مؤشر الإنترنت الصادر عن شركة ميتا، حيث شملت المؤشرات: السياسات الوطنية لتدريب الإناث على المهارات الرقمية، وتعليم مواد العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، بالإضافة إلى سياسات البيانات المفتوحة، والتشريعات المرتبطة بالخصوصية.
الجدير بالذكر أن السيدات يشكلن ما نسبته 42% من عدد طلبة التعليم العالي بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فيما تشكل نسبة رائدات الأعمال البحرينيات ما يقارب 40% من مجمل مؤسسي الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، بينما تشغل البحرينية ما يقدر بـ42% من موظفي هيئة المعلومات والحكومة الالكترونية، و31% من المناصب الإدارية بذات الجهة، كما تشغل العديد من السيدات مناصب مهمة وقيادية في ذات المجال وبتعدد أنواعه؛ كتكنولوجيا الطيران، وتكنولوجيا الفضاء، والتكنولوجيا المالية، وغيرها، وذلك بمختلف الشركات والمؤسسات المحلية المختصة بذات الشأن بقطاعيها العام والخاص، إذ تتفوق المملكة بذلك على عدد من الدول المتقدمة، وذلك بحسب البيانات الإحصائية للسنوات القليلة الماضية، التي لا شك أنها تنمو طرديًا بشكل دوري.
وذلك ليس بغريب على المرأة البحرينية، فقد كانت ومازالت ذات بصمة بارزة وأثر ملموس في تشكيل هوية المجتمع البحريني، بما حققته من انجازات مميزة، ومكتسبات مشرفة للوطن في شتى الميادين، من خلال دورها الحيوي والمحوري الذي تلعبه في بناء نهضة الوطن، وما هذه المناسبة إلا تكريم لها، وتقدير لعطائها، وتتويج لإنجازاتها، وتأكيد لجدارتها وكفاءتها.
فألف تحية لكل امرأة بحرينية في يومها، بكن الوطن يكتمل!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك