العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

رغم رحيلك ستظل حـيا بإنجـازاتـك

الراحل د. يوسف محمد.

بقلم: خالد عبدالله الزياني

الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

د‭. ‬يوسف‭ ‬محمد،‭ ‬لقد‭ ‬غادرتنا‭ ‬سريعاً،‭ ‬ولم‭ ‬تحقق‭ ‬كل‭ ‬أحلامك،‭ ‬وتركتنا‭ ‬في‭ ‬حزن‭ ‬وأنت‭ ‬على‭ ‬أعتاب‭ ‬النور‭.‬

كنت‭ ‬شغوفاً،‭ ‬محباً‭ ‬لعملك‭ ‬مبدعاً‭ ‬في‭ ‬تواصلك‭ ‬مع‭ ‬ناسك‭ ‬ومجتمعك،‭ ‬وعطاؤك‭ ‬لم‭ ‬يكتمل‭ ‬بعد‭.‬

كنت‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بجد‭ ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬التميز،‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬وتبني‭ ‬أحلامك‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة‭.‬

تركت‭ ‬لنا‭ ‬ذكرياتك‭ ‬وأفكارك،‭ ‬وصوتك‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتك‭ ‬الاعلامية‭ ‬الجميلة‭ ‬والمكتظة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مفيد‭.‬

عرفتك‭ ‬طالبا‭ ‬نجيبا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬حينما‭ ‬كنت‭ ‬احاضر‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الإعلام‭ ‬وعملنا‭ ‬سويا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬محط‭ ‬اهتمامنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬وكان‭ ‬اندفاعك‭ ‬الدائم‭ ‬هو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأفضل‭ ‬وتحقيق‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭. ‬

كنت‭ ‬مثالًا‭ ‬للشغف‭ ‬بالعلم‭ ‬والإبداع،‭ ‬وحريصًا‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتك‭ ‬وتوسيع‭ ‬آفاق‭ ‬معرفتك‭. ‬

لقد‭ ‬واجه‭ ‬د‭. ‬يوسف‭ ‬التحديات‭ ‬بابتسامة،‭ ‬ولا‭ ‬يراه‭ ‬الآخرون‭ ‬إلا‭ ‬متفائلًا‭ ‬ومصممًا‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدفه‭. ‬

‭.. ‬كان‭ ‬يشارك‭ ‬الجميع‭ ‬أفكاره‭ ‬ومشروعاته،‭ ‬ملهمًا‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬زملائه‭ ‬من‭ ‬طاقته‭ ‬وحماسه‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬اعلاميا‭ ‬شاملا‭ ‬ولماحاً،‭ ‬ذا‭ ‬طموح‭ ‬عالٍ‭ ‬ومثالاً‭ ‬للأدب‭ ‬والجدية‭ ‬في‭ ‬عمله‭. ‬لقد‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬واضحة‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفه،‭ ‬وكان‭ ‬نموذجاً‭ ‬للشاب‭ ‬الطموح‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬دوماً‭ ‬للتفوق‭ ‬والإبداع‭.‬

إن‭ ‬فقدانه‭ ‬يشكل‭ ‬خسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬لمجتمعه‭ ‬وللوسط‭ ‬الصحفي‭ ‬والإعلامي‭.‬

ان‭ ‬وفاة‭ ‬الأحبة‭ ‬ليس‭ ‬سهلاً،‭ ‬ولكن‭ ‬مشيئة‭ ‬الله‭ ‬هي‭ ‬الغالبة‭.‬

‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬شخصية‭ ‬آسرة‭ ‬في‭ ‬محيطه،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬الذي‭ ‬أحبه‭ ‬وتفانى‭ ‬فيه‭.‬

إن‭ ‬رحيله‭ ‬يعد‭ ‬فقداً‭ ‬كبيراً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأسرته،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تعامل‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬قرب‭. ‬

وسيظل‭ ‬يوسف‭ ‬محمد‭ ‬حيّاً‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬بذكرياته‭ ‬الطيبة‭ ‬وأثره‭ ‬الباقي‭.‬

واليوم،‭ ‬ونحن‭ ‬نودعه،‭ ‬يعترينا‭ ‬الحزن‭ ‬العميق‭ ‬على‭ ‬فقدان‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬أضاء‭ ‬سماءنا‭ ‬بحضوره‭ ‬وحبه‭ ‬للعمل‭ ‬والتميز‭. ‬يوسف،‭ ‬أنت‭ ‬اليوم‭ ‬غائب‭ ‬عنا‭ ‬جسديًّا،‭ ‬ولكن‭ ‬سيبقى‭ ‬ذكرك‭ ‬حيًّا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬قلوبنا‭.  ‬وستظل‭ ‬انجازاتك‭ ‬وارثك‭ ‬الاعلامي‭ ‬حاضرا‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬احبك‭.‬

رغم‭ ‬رحيلك،‭ ‬ستظل‭ ‬حياً‭ ‬في‭ ‬قلوبنا،‭ ‬وإرثك‭ ‬يبقى‭ ‬محفوراً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حرف‭ ‬وكل‭ ‬فكرة‭ ‬قدمتها‭ ‬لوطنك‭ ‬ومجتمعك‭.‬

رحمك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬يوسف،‭ ‬وأسكنك‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وجعل‭ ‬عملك‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬شاهدًا‭ ‬لك‭ ‬عند‭ ‬الله‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا