العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

هل يمكن لشبكية العين أن تحتفظ بآخر مشهد تراه الضحية قبل الموت؟

السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

اعتقد‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬أن‭ ‬الصور‭ ‬الأخيرة‭ ‬المخزنة‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬ضحايا‭ ‬القتل‭ ‬قد‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬القاتل،‭ ‬وقد‭ ‬حاولوا‭ ‬إثبات‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭.‬

وكانت‭ ‬النظرية‭ ‬السائدة‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬شبكية‭ ‬العين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحتفظ‭ ‬بآخر‭ ‬ما‭ ‬رآه‭ ‬الشخص‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حبسها‭ ‬في‭ ‬أصباغ‭ ‬حساسة‭ ‬للضوء،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬القاتل،‭ ‬لكن‭ ‬محاولات‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬لم‭ ‬تنجح،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬التحقيقات‭ ‬الجنائية‭ ‬من‭ ‬تجربتها‭ ‬على‭ ‬ضحايا‭ ‬بعض‭ ‬أشهر‭ ‬القتلة‭ ‬المتسلسلين‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭.‬

وبدأت‭ ‬القصة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬عندما‭ ‬ادعى‭ ‬القس‭ ‬كريستوف‭ ‬شينر‭ ‬أنه‭ ‬رأى‭ ‬صورة‭ ‬باهتة‭ ‬على‭ ‬شبكية‭ ‬عين‭ ‬ضفدع‭ ‬مشرح‭. ‬وأثارت‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬التصوير‭ ‬الضوئي‮»‬‭ (‬optography‭)‬،‭ ‬اهتمام‭ ‬عالم‭ ‬وظائف‭ ‬الأعضاء‭ ‬الألماني‭ ‬ويليام‭ ‬فريدريش‭ ‬كوهن،‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬أبحاثه‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭.‬

وبدأ‭ ‬كوهن‭ ‬إجراء‭ ‬تجارب‭ ‬على‭ ‬الأرانب‭ ‬والضفادع،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يعرضها‭ ‬لصور‭ ‬ساطعة‭ ‬قبل‭ ‬قتلها‭ ‬واستخراج‭ ‬عيونها‭. ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بشق‭ ‬العيون‭ ‬واستخدام‭ ‬محلول‭ ‬كيميائي‭ ‬لتثبيت‭ ‬صبغة‭ ‬رودوبسين‭ (‬Rhodopsin‭) ‬الصباغ‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬شبكية‭ ‬العين،‭ ‬بهدف‭ ‬إنشاء‭ ‬صورة‭ ‬تظهر‭ ‬ما‭ ‬رآه‭ ‬الحيوان‭ ‬قبل‭ ‬موته‭.‬

وقالت‭ ‬المؤرخة‭ ‬الطبية‭ ‬الدكتورة‭ ‬ليندسي‭ ‬فيتز‭ ‬هاريس‭ ‬في‭ ‬مقطع‭ ‬من‭ ‬مسلسلها‭ ‬الوثائقي‭ ‬The‭ ‬Curious‭ ‬Life‭ ‬and‭ ‬Death‭ ‬Of‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬Smithsonian‭ ‬Channel‭ ‬إن‭ ‬إحدى‭ ‬الصور‭ ‬بدت‭ ‬كأنها‭ ‬تُظهر‭ ‬نافذة‭ ‬ذات‭ ‬قضبان‭ ‬نظر‭ ‬إليها‭ ‬الأرنب‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الفيكتوري‭ ‬تأثر‭ ‬بسرعة‭ ‬بفكرة‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬التصوير‭ ‬الضوئي‮»‬‭ ‬كأداة‭ ‬في‭ ‬التحقيقات‭ ‬الجنائية‭ ‬‮«‬ويمكن‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬لوجه‭ ‬القاتل‭ ‬محروقة‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الضحية‭ ‬التعيسة‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بعض‭ ‬القتلة‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬عيون‭ ‬ضحاياهم‭ ‬كإجراء‭ ‬احترازي‭.‬

وحاول‭ ‬كوهن‭ ‬تطبيق‭ ‬تقنيته‭ ‬على‭ ‬العيون‭ ‬البشرية‭ ‬وإعادة‭ ‬خلق‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬رآه‭ ‬بعين‭ ‬الأرنب‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬بشرية،‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنيته‭ ‬لإنشاء‭ ‬رسم‭ ‬بياني‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬قاتل‭ ‬مدان‭ ‬ومعدم‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الصورة‭ ‬الناتجة‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الوضوح‭ ‬الكافي‭ ‬لتكون‭ ‬مفيدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اختلاف‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬عيون‭ ‬الأرنب‭ ‬والبشر‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1881‭ ‬حاول‭ ‬أحد‭ ‬زملائه‭ ‬إجراء‭ ‬تجارب‭ ‬على‭ ‬البشر،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬مفيدة‭ ‬أيضا‭. ‬ورغم‭ ‬عدم‭ ‬النجاح‭ ‬بقيت‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬التصوير‭ ‬الضوئي‮»‬‭ (‬optography‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬محاولات‭ ‬لاحقة‭ ‬باستخدام‭ ‬صور‭ ‬لعيون‭ ‬الأموات‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬1888‭ ‬حاولت‭ ‬الشرطة‭ ‬أيضا‭ ‬أخذ‭ ‬‮«‬الصورة‭ ‬الشبكية‮»‬‭ (‬optogram‭) ‬من‭ ‬ضحية‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬تدعى‭ ‬ماري‭ ‬جين‭ ‬كيلي‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬وجه‭ ‬القاتل‭ ‬المتسلسل‭ ‬‮«‬جاك‭ ‬السفاح‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬بلا‭ ‬جدوى‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬صورة‭ ‬شبكية‮»‬‭ ‬كدليل‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬قتل‭ ‬عام‭ ‬1914،‭ ‬وفقا‭ ‬لتقارير‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لطب‭ ‬العيون‭.‬

واليوم،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬الصور‭ ‬الشبكية‮»‬‭ (‬optograms‭) ‬تُستخدم‭ ‬كأدلة‭ ‬جنائية،‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬في‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا