العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

السياحي

استخدمت ما قبل الجمال والخيول
الحمير.. وسيلة نقل تجاري برية في دلمون

كتبت‭ ‬زينب‭ ‬إسماعيل‭:‬

الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

 

أكد‭ ‬د‭. ‬سلمان‭ ‬المحاري‭ ‬مدير‭ ‬الآثار‭ ‬والمتاحف‭ ‬بهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬أن‭ ‬الحمار‭ ‬كان‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬تجاري‭ ‬برية‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الدلمونية،‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬استخدام‭ ‬الخيول‭ ‬والجمال‭.‬

وذكر‭ ‬المحاري‭ -‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬ستيفن‭ ‬لاورسن‭ ‬والدكتور‭ ‬فالح‭ ‬العتيبي‭- ‬أن‭ ‬الخط‭ ‬التجاري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يربط‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحضارة‭ ‬الدلمونية‭ ‬ومدينة‭ ‬الفاو‭ ‬الأثرية‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬يصل‭ ‬عمره‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬سنة،‭ ‬وهي‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬دلمون‭ ‬بمسافة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الألف‭ ‬كيلومتر‭. ‬

وأضاف‭ ‬المحاري‭: ‬‮«‬عمليات‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬دلمون‭ ‬والحضارات‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الأغلب‭ ‬تتم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البحر‭. ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬دلمون‭ ‬ومدينة‭ ‬الفاو‭ ‬الأثرية‭ ‬كانت‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬البر‭. ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الجمال‭ ‬والأحصنة‭ ‬قد‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬النقل‮»‬‭. ‬

وتابع‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬لعل‭ ‬وسيلة‭ ‬التنقل‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ -‬والمقترحة‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬وأعمال‭ ‬التنقيب‭- ‬هي‭ ‬الحمير‮»‬،‭ ‬ورجح‭ ‬المحاري‭ ‬لجوء‭ ‬ناقلي‭ ‬البضائع‭ ‬إلى‭ ‬خيارين‭ ‬إما‭ ‬تحمل‭ ‬المسار‭ ‬الطويل‭ ‬والتوقف‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الخط‭ ‬التجاري‭ ‬أو‭ ‬قصر‭ ‬عملية‭ ‬النقل‭ ‬التجاري‭ ‬على‭ ‬موسم‭ ‬الشتاء،‭ ‬حيث‭ ‬الأجواء‭ ‬الباردة‭ ‬المناسبة‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬قرية‭ ‬الفاو‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بقرية‭ ‬ذات‭ ‬كهل‭ ‬تقع‭ ‬حوالي‭ ‬700‭ ‬كم‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬الرياض،‭ ‬وحوالي‭ ‬150‭ ‬كم‭ ‬جنوب‭ ‬شرقي‭ ‬الخماسين‭ ‬بوادي‭ ‬الدواسر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يتداخل‭ ‬فيها‭ ‬وادي‭ ‬الدواسر‭ ‬ويتقاطع‭ ‬مع‭ ‬جبال‭ ‬طويق‭.‬

وتقع‭ ‬قرية‭ ‬الفاو‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬التجاري‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬جنوب‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬وشمالها‭ ‬وشمالها‭ ‬الشرقي‭ (‬المعروف‭ ‬بطريق‭ ‬نجران‭) ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬القوافل‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬ممالك‭ ‬سبأ‭ ‬ومعين‭ ‬وقتبان‭ ‬وحضرموت‭ ‬وحمير‭ ‬متجهة‭ ‬إلى‭ ‬نجران‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬قرية،‭ ‬وهي‭ ‬تعتبر‭ ‬مركزا‭ ‬تجاريا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭. ‬وكانت‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حضارات‭ ‬الجنوب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ (‬سبأ،‭ ‬قتبان،‭ ‬حمير،‭ ‬حضرموت‭) ‬وبين‭ ‬حضارات‭ ‬فارس‭ ‬والعراق‭ ‬والبحرين‭.‬

أما‭ ‬دلمون‭ ‬فقد‭ ‬شكلت‭ ‬محطة‭ ‬تجارية‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬البحرية‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬شرق‭ ‬بلاد‭ ‬السند‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬بلاد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النهرين،‭ ‬ففيها‭ ‬كانت‭ ‬السفن‭ ‬تتوقف‭ ‬ثم‭ ‬تواصل‭ ‬رحلتها‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬العراق،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تفرغ‭ ‬حمولتها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحطة،‭ ‬لتُنقل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النواحي‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬سفن‭ ‬دلمونية‭. ‬

وكان‭ ‬يُنقل‭ ‬من‭ ‬دلمون‭ ‬الذهب‭ ‬واللازورد‭ ‬والعقيق‭ ‬الأحمر،‭ ‬وخشب‭ ‬الميس‭ ‬وأخشاب‭ ‬البحر،‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬والبلور،‭ ‬والنحاس‭ ‬والأبنوس‭ ‬والمعدن،‭ ‬والحبوب‭ ‬وزيت‭ ‬السمسم،‭ ‬والثياب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا