العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

النيابة العامة والمجتمع أطفالنا أمانة.. فلنحمهم

الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

إيمانًا‭ ‬بدورها‭ ‬المجتمعي‭ ‬ومسؤوليتها‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬تولت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬عدة‭ ‬مبادرات‭ ‬وقائية‭ ‬تخطت‭ ‬الأدوار‭ ‬التقليدية‭ ‬لأعمال‭ ‬التحقيق،‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬رؤية‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬فضل‭ ‬البوعينين‭ ‬التي‭ ‬سلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تبني‭ ‬إجراءات‭ ‬وقائية‭.‬

ومع‭ ‬توسع‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وتنوع‭ ‬استخداماته‭ ‬وزيادة‭ ‬استعمال‭ ‬الأطفال‭ ‬لشبكة‭ ‬المعلومات‭ ‬الدولية،‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬التوعية‭ ‬كإجراء‭ ‬وقائي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الجرائم،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬التوعوية‭ ‬لحماية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬حماية‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة‭ ‬وهيئاتها‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

تستهدف‭ ‬الحملة‭ ‬الأطفال‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورهم‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬تربيتهم،‭ ‬بهدف‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬حول‭ ‬الأفعال‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭ ‬مثل‭ ‬الابتزاز‭ ‬والاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬للأطفال،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬لهذه‭ ‬الأفعال‭ ‬عبر‭ ‬فهمها‭ ‬والتصدّي‭ ‬لها‭.‬

لذلك،‭ ‬نطالب‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بمراقبة‭ ‬أطفالهم‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬فراغهم‭ -‬وخصوصاً‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬العمرية‭ ‬الحرجة‭- ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬فيها‭ ‬شخصياتهم‭ ‬وتُستهدف‭ ‬فيها‭ ‬أخلاقهم‭ ‬بدخائل‭ ‬عن‭ ‬المجتمع،‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬يرتادونها،‭ ‬ودراسة‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والمحادثات‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬تهيب‭ ‬بالآباء‭ ‬وولاة‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬في‭ ‬ترشيد‭ ‬انخراط‭ ‬أبنائهم‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تضرهم‭ ‬ولا‭ ‬تنفعهم‭ ‬وتلحق‭ ‬الأذى‭ ‬النفسي‭ ‬والفكري‭ ‬والبدني‭ ‬بهم‭ ‬وتناشدهم‭ ‬عدم‭ ‬تركهم‭ ‬نهباً‭ ‬لعزلة‭ ‬ووحدة‭ ‬تفضيان‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة،‭ ‬وأن‭ ‬يحسنوا‭ ‬إليهم‭ ‬غرس‭ ‬القيم‭ ‬المنضبطة‭ ‬والتقاليد‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬نفوسهم،‭ ‬وعليهم‭ ‬الانتباه‭ ‬لتغيرات‭ ‬أنماط‭ ‬شخصية‭ ‬الأطفال،‭ ‬وطلبهم‭ ‬لمبالغ‭ ‬مالية‭ ‬غير‭ ‬معتادة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬للاستغلال‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭.‬

ونشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التعامل‭ ‬بحكمة‭ ‬وثقة‭ ‬إذا‭ ‬كشف‭ ‬الطفل‭ ‬عن‭ ‬تعرضه‭ ‬لأي‭ ‬ابتزاز‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬إلكتروني،‭ ‬والإنصات‭ ‬إليهم‭ ‬بكل‭ ‬هدوء،‭ ‬فالهدوء‭ ‬واللين‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬يسهمان‭ ‬في‭ ‬طمأنة‭ ‬الطفل‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬الجريمة‭ ‬استنفاداً‭ ‬لكافة‭ ‬السبل‭ ‬الممكنة‭ ‬بلوغاً‭ ‬للحقيقة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الوقائع،‭ ‬مما‭ ‬يعين‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬الجناة،‭ ‬ويجب‭ ‬تغيير‭ ‬كلمات‭ ‬المرور‭ ‬الخاصة‭ ‬بالطفل،‭ ‬وعدم‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬المبتز،‭ ‬والإبلاغ‭ ‬الفوري‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬قد‭ ‬أتاحت‭ ‬منافذ‭ ‬متعددة‭ ‬للإبلاغ‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬كفل‭ ‬حماية‭ ‬هوية‭ ‬الأطفال‭ ‬ومقدمي‭ ‬البلاغات‭ ‬عنهم،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدم‭ ‬تمكين‭ ‬الغير‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬شخصيتهم‭ ‬والوصول‭ ‬إليهم،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬البلاغات‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬السرية‭ ‬والخصوصية،‭ ‬حيث‭ ‬تتعامل‭ ‬الجهات‭ ‬المنوط‭ ‬بها‭ ‬استقبال‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬البلاغات‭ ‬سواء‭ ‬وحدة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬بوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وكذلك‭ ‬التحقيق‭ ‬المُجرى‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وفقَ‭ ‬المصالح‭ ‬الفُضلى‭ ‬للطفل،‭ ‬إذ‭ ‬يُعدّ‭ ‬الأخير‭ ‬جوهر‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يُتخذ،‭ ‬وتكون‭ ‬مصلحته‭ ‬من‭ ‬أُولى‭ ‬المصالح‭ ‬المنظور‭ ‬إليها‭.‬

أطفال‭ ‬اليوم‭ ‬هم‭ ‬شباب‭ ‬المستقبل،‭ ‬وحمايتهم‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬جميعًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم،‭ ‬والتوعية،‭ ‬والحماية‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الجريمة،‭ ‬فبحسن‭ ‬تأهيلهم‭ ‬تنهض‭ ‬الأمم‭ ‬وتزدهر،‭ ‬وبضياعهم‭ ‬تنحسر‭ ‬الأمم‭ ‬وتنحدر‭.‬

 

رئيس‭ ‬النيابة

نورة‭ ‬المعلا

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا