العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

«سكراب».. بين البيوت

الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تشويه للمناظر.. إساءة للذوق العام.. مخالفة للقوانين.. وإزعاج للجيران


تصوير‭ - ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

 

نعم‭.. ‬هي‭ ‬تشويه‭ ‬للمناظر،‭ ‬وإساءة‭ ‬للذوق‭ ‬العام،‭ ‬وإزعاج‭ ‬للجيران‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأنانية‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬بالآخرين‭.. ‬أو‭ ‬بالقوانين‭. ‬

سيارات‭ ‬تبقى‭ ‬مهملة‭ ‬بين‭ ‬البيوت‭ ‬مددا‭ ‬طويلة‭ ‬تصل‭ ‬أحيانا‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭. ‬تبذل‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬بسببها‭ ‬جهودا‭ ‬مضاعفة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬التوعية‭ ‬والتحذير‭ ‬والانذار‭.. ‬ثم‭ ‬الازالة‭. ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬الظاهرة‭ ‬مستمرة‭. ‬ولسنا‭ ‬نبالغ‭ ‬إن‭ ‬قلنا‭ ‬إنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المنظر‭ ‬متكرر‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬والطرقات‭.‬

تنص‭ ‬المادة‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬النظافة‭ ‬العامة‭ ‬رقم‭ (‬10‭) ‬لسنة‭ ‬2019‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يُحظَر‭ ‬على‭ ‬مُلَّاك‭ ‬المركبات‭ ‬المهملة‭ ‬وجميع‭ ‬أنواع‭ ‬الخردة‭ ‬والسكراب‭ ‬وضْعُها‭ ‬أو‭ ‬ترْكُـها‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأرصفة،‭ ‬وفي‭ ‬الساحات‭ ‬والميادين‭ ‬العامة‭ ‬والشواطئ‭. ‬وعلى‭ ‬البلدية‭ ‬أو‭ ‬الأمانة‭ ‬المختصة‭ ‬إنذار‭ ‬مُـلَّاك‭ ‬هذه‭ ‬المركبات‭ ‬المتروكة‭ ‬والخردة‭ ‬برفْعِها‭ ‬ونقْـلِها‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تحدِّدها‭ ‬البلدية‭ ‬أو‭ ‬الأمانة‭ ‬المختصة‭ ‬خلال‭ ‬48‭ ‬ساعة،‭ ‬ويكون‭ ‬الإنذار‭ ‬بوضْع‭ ‬علامة‭ ‬عليها‭ ‬تفيد‭ ‬بدء‭ ‬سريان‭ ‬المدة‭ ‬المذكورة‭ ‬والإجراء‭ ‬المتخذ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‮»‬‭.‬

وتنص‭ ‬المادة‭ ‬ذاتها‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مخالفة‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬على‭ ‬البلدية‭ ‬أو‭ ‬الأمانة‭ ‬المختصة‭ ‬ضبْط‭ ‬المركبات‭ ‬وحجْزُها‭ ‬لديها‭. ‬ولها‭ ‬بعد‭ ‬مُـضِي‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الحجْز‭ ‬وعدم‭ ‬تقدُّم‭ ‬صاحبها‭ ‬لاستردادها‭ ‬وسداد‭ ‬المصاريف،‭ ‬أن‭ ‬تتصرف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭ ‬ببيعها‭ ‬بالمزاد‭ ‬العلني،‭ ‬وتخصم‭ ‬المصاريف‭ ‬من‭ ‬ثمنها‭ ‬ويودع‭ ‬باقي‭ ‬الثمن‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬المالك‭ ‬إنْ‭ ‬وُجِد‮»‬‭.‬

اذن‭ ‬القانون‭ ‬صريح،‭ ‬والإجراءات‭ ‬واضحة،‭ ‬والخطوات‭ ‬العملية‭ ‬مطبقة،‭ ‬بدليل‭ ‬تلك‭ ‬الاحصائيات‭ ‬التي‭ ‬تنشرها‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬بين‭ ‬فنية‭ ‬وأخرى‭ ‬حول‭ ‬عدد‭ ‬المركبات‭ ‬المهملة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬انذار‭ ‬أصحابها‭ ‬او‭ ‬ازالتها‭. ‬ولكن‭.. ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬تبقى‭ ‬الظاهرة‭ ‬موجودة،‭ ‬والاعداد‭ ‬كبيرة‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬تم‭ ‬إزالة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬سيارة‭ ‬مهملة‭ ‬من‭ ‬طرقات‭ ‬البحرين،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬إخطار‭ ‬بالإزالة‭ ‬تم‭ ‬توجيهها‭ ‬الى‭ ‬ملاك‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭.‬

المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬البلديات‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬تتطلب‭ ‬وقتا‭ ‬وجهدا،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬المركبة‭ ‬المهملة،‭ ‬ثم‭ ‬توجيه‭ ‬اخطار‭ ‬بالإزالة،‭ ‬وانتظار‭ ‬انقضاء‭ ‬المدة‭ ‬القانونية‭ ‬ثم‭ ‬الازالة‭. ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬إجراءات‭ ‬البيع‭ ‬بالمزاد‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬تعقيدا‭ ‬عن‭ ‬سابقتها‭. ‬وما‭ ‬يضاعف‭ ‬المشكلة‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مناطق‭ ‬مخصصة‭ ‬لتكديس‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭ ‬قبل‭ ‬بيعها‭ ‬او‭ ‬تسوية‭ ‬أوضاعها‭. ‬فالأعداد‭ ‬بالمئات‭. ‬

 

ولا‭ ‬تنتهي‭ ‬المشكلة‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭. ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تبدأ‭ ‬بعد‭ ‬الإزالة،‭ ‬لان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬تلك‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬لأشهر‭ ‬في‭ ‬الطرقات،‭ ‬يحتجون‭ ‬على‭ ‬الازالة‭ ‬ويقدمون‭ ‬الشكاوى‭ ‬ويؤكدون‭ ‬انها‭ ‬ليست‭ (‬سكرابا‭)! ‬بل‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬أحد‭ ‬المعنيين‭ ‬أنهم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للتهجم‭ ‬والهيجان‭ ‬والصراخ‭ ‬والتوعد‭ ‬والتهديد‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭ ‬عندما‭ ‬تستنفذ‭ ‬البلدية‭ ‬السبل‭ ‬القانونية‭ ‬وتلجأ‭ ‬الى‭ ‬الازالة‭. ‬ويصل‭ ‬الامر‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الى‭ ‬دعاوى‭ ‬قانونية‭ ‬والنشر‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬والشكوى‭ ‬عبر‭ (‬تواصل‭)‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المخالفة‭ ‬الصريحة‭. ‬البعض‭ ‬يعمد‭ ‬الى‭ ‬التحايل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيف‭ ‬السيارة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬لتبدو‭ ‬وكأنها‭ ‬غير‭ ‬مهملة‭! ‬ووفقا‭ ‬للتصريحات،‭ ‬هناك‭ ‬نوعان‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬المركونة،‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬أبدا‭ (‬سكراب‭)‬،‭ ‬وهذه‭ ‬تترك‭ ‬لأسباب‭ - ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬المعنيون‭ - ‬منها‭ ‬عدم‭ ‬اكتراث‭ ‬ملاكها‭ ‬بالمنظر‭ ‬العام‭ ‬ولا‭ ‬بالقوانين،‭ ‬أو‭ ‬انهم‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬السكراب‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬رسوم‭ ‬متعلقة‭ ‬بإلغاء‭ ‬تسجيل‭ ‬المركبة‭.‬

والنوع‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬السيارات‭ ‬المهملة‭ ‬لأسباب‭ ‬منها‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬تصليح‭ ‬مثلا‭. ‬وهذه‭ ‬قد‭ ‬تبقى‭ ‬أشهرا‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تحريك‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬أمام‭ ‬ورش‭ ‬التصليح‭ ‬لأشهر‭ ‬طويلة‭ ‬وتحتل‭ ‬مساحات‭ ‬كبيرة‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬هي‭ ‬مركبات‭ ‬مخالفة‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭. ‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬كدولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬لا‭ ‬ينص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الاخطار،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬إزالة‭ ‬أي‭ ‬مركبة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬انذار‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬وضعها‭ ‬مشوبا‭ ‬بأي‭ ‬مخالفة‭. ‬وعلى‭ ‬المالك‭ ‬مراجعة‭ ‬الدوائر‭ ‬الرسمية‭ ‬ودفع‭ ‬المخالفة‭ ‬وتحمل‭ ‬كافة‭ ‬النفقات‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يطالب‭ ‬به‭ ‬المختصون‭ ‬لدينا‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البلدي‭.‬

باختصار‭.. ‬يحتاج‭ ‬الأمر،‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬المهندس‭ ‬صالح‭ ‬طرادة،‭ ‬الى‭ ‬شراكة‭ ‬مجتمعية‭ ‬حقيقية‭ ‬يتحمل‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬المسؤولية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الوطن‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا