تغير منظومة القيم لدى الأبناء وانتشار العناد والعصبية والإدمان.. والابتزاز الإلكتروني
كتبت: ياسمين العقيدات
أكدت اختصاصية العلاج النفسي في وزارة التنمية الاجتماعية فاطمة عبدالعال، وجود تحديات جديدة تواجهها الأسر في مملكة البحرين، تتجسد في التحديات الرقمية التي تفرز مشاكل تربوية، حيث تمتد آثار غزو وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراته السلبية على الأسرة بسبب تغيير منظومة القيم في الجيل الحالي، بالإضافة إلى تراجع دور وهيمنة سلطة الوالدين على الأبناء، ومواجهة أبناء متطلبين غير قنوعين لديهم متطلعات عالية مختلفة عن المجتمع المحيط أو حتى الأسرة.
وأضافت اختصاصية العلاج النفسي خلال الجلسة الحوارية الأسرية المفتوحة حول أهم مشكلات الأسر والحلول المقترحة، أن مملكة البحرين اعتمدت مبادرات مهمة في هذا الشأن، حيث وفرت خدمة الارشاد الأسري بشكل مجاني، حيث إن هذه الخدمات في دول الغرب مكلفة جدًا تصل كلفة الجلسة الواحدة إلى 70 دينارا والجلسة الواحدة لا تكفي، حيث تحتاج معظم المشاكل الى أكثر من 10 جلسات واستشارة.
وتابعت الاختصاصية حديثها قائلةً: هذه المبادرات التي أطلقتها وزارة التنمية الاجتماعية تأتي ضمن رؤية وزارة في بناء مجتمع بحريني متماسك ومتكافل يشارك أبناؤه في بناء مستقبل أفضل وجميع الجهود والخدمات تصب في مصلحة تحقيق هذه الرؤيا، حيث إن هذه الحوارات المفتوحة تُطلعنا أكثر على التحديات التي تعاني منها الأسر والتي يجب أن نسلط الضوء عليها بشكل أكبر في مبادرات الوزارة في الفترة القادمة.
وبينت وجود أسر تعاني اليوم من أطفال يتسمون بصفات سلبية مثل العناد والعصبية والادمان على الألعاب الالكترونية، بالإضافة إلى أطفال يُعانون من مشاكل الطفولة التي خلقها التحديات الرقمية، والتي من الممكن أن تكون مشاكل ذات أبعاد كبير، وهذا الجانب يقلق كثيرا من الأسر ومنها الابتزاز الالكتروني الذي يمثل الوجه الآخر من المشاكل التي تعاني منها الأسر، حيث واجهت هذه المشكلة الحملة الوطنية التي تم إطلاقها تحت مسمى «حماية»، حيث أتت هذه الحملة بسبب مشكلة في الأسر وافراد الأسر خصوصًا الأطفال.
وأكدت أنه يتم علاج هذه المشاكل عبر تقوية سلطة الوالدين ووعي الوالدين بمتطلبات المرحلة العمرية بالإضافة الى بعض الأساليب التربية في حال تم متابعتها ستساعد في إدارة الطفل، كما أن زيادة المهارات لدى الوالدين والوعي لمتطلبات المرحلة العمرية للطفل وكيفية مواجهتها يسهم في علاج مثل هذه المشاكل.
وأشارت الاختصاصية إلى ارتفاع نسبة وعي أولياء الأمور بسبب زيادة الاقبال على الارشاد الأسري لأخذ استشارة، حيث إن أولياء الأمور اليوم لديهم وعي أكبر من الأجيال السابقة بسبب أن التعليم اليوم خلق جيل واعي، بالإضافة إلى أن هناك أولياء أمور يستفيدون من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي من خلال المؤثرين الاجتماعيين، بالإضافة إلى المحاضرات الالكترونية.
وبينت أن المعاناة لم تشمل فقط الأطفال إنما شملت أولياء الأمور، حيث إن هناك بعض أولياء الأمور يحصلون على صعوبات في الحصول على الوعي للتعامل مع الأبناء بسبب الترسبات الخاطئة التي وجدت في البيئة التي تربى فيها ووعي جديد ومحاولة خاطئة في ممارستها مع الأطفال.
وأكدت عبدالعال خلال الحوار المفتوح أنه من المهم أن يواكب الأهالي التحديات المتغيرة من جيل إلى آخر، حيث خصصت مملكة البحرين إدارة كاملة للإرشاد الأسري في وزارة التنمية الاجتماعية بحيث تنوعت خصائص الارشاد الفردي بسبب مواجهة بعض الأفراد مشاكل مع أسرهم والتي تحتاج الى الرجوع الى مختصين لعلاجها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك