خطة شاملة لتجديد وصيانة جميع مرافق مستشفى السلمانية خلال عامين
رقمنة الصيدليات وتوفير أجهزة إلكترونية لتسليم الأدوية
في أول ظهور إعلامي لها بعد توليها رئاسة المستشفيات الحكومية.. الدكتورة مريم الجلاهمة:
1200 مريض مراجع لقسم الطوارئ يومياً
فترة الانتظار أقل من نصف ساعة للحالات المتوسطة ولا تتجاوز 4 ساعات للحالات البسيطة
أجهزة ومعدات طبية جديدة وتوظيف كوادر وطنية في قسم الأشعة قريباً
حوالي 2800 مريض مراجع للعيادات الخارجية وإجراء 80 إلى 90 عملية في اليوم الواحد
افتتاح 44 سريرا في مبنى مهبط الطائرات التابع لمجمع السلمانية
تحرص المستشفيات الحكومية على العمل وفق منظومة حكومية موحدة قائمة على الالتزام برؤية متكاملة قائمة على سياسات صحية واستراتيجيات جديدة تهدف إلى تطوير خدماتها الصحية والعلاجية، وذلك من خلال سعيها ومتابعتها الجادة لتحسين ورفع مستوى جودة الخدمات العلاجية للمرضى.
فضلاً عن ذلك، قامت المستشفيات الحكومية باتخاذ عدة خطوات مهمة تتعلق بدعم وتوظيف وتدريب الكوادر الصحية الوطنية، وإقامة مشاريع حديثة أبرزها توسعة قسم الطوارئ واتخاذ عدة خطوات تهدف إلى تقليل فترات الانتظار لمواعيد العمليات والعيادات والصيدلية ومواعيد الأشعة، إضافة إلى افتتاح غرف جديدة لمرضى الطوارئ ومضاعفة عدد الأسرة في عدة أقسام، وكذلك توفير أحدث الإمكانات والمعدات والأجهزة الطبية.
كما فعّلت المستشفيات الحكومية وفي إطار الإشراك الفاعل للجمهور التطبيقات التفاعلية الحديثة والتي أتاحت أمامهم الفرصة للمشاركة في التعبير عن آرائهم وتقديم مقترحاتهم المختلفة لتطوير الخدمات الصحية والعلاجية التي تقدم لهم عبر المراكز والمستشفيات وغيرها من الخدمات.
«أخبار الخليج» زارت مستشفى السلمانية القلب النابض للقطاع الصحي في البحرين برفقة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية الدكتورة مريم الجلاهمة للحديث حول آخر مستجدات وتطورات القطاع الصحي في البحرين وبالأخص مجمع السلمانية الطبي.
قسم الطوارئ
وخلال الجولة الميدانية في أقسام مستشفى السلمانية، أشارت الدكتورة مريم الجلاهمة إلى أن مستشفى السلمانية والذي تم رفع الطاقة الاستيعابية فيه إلى 1080 مريضا ويشهد تطورات شاملة في جميع الأقسام أبرزها قسم الطوارئ الذي تم افتتاح 7 غرف جديدة للأطباء و5 غرف حديثة للتصنيف فيه، و16 غرفة جديدة في قسم طوارئ الأطفال، وكذلك افتتاح أجنحة جديدة بغرف خاصة إضافة إلى الغرف العامة مسبقا.
وأكدت د. مريم الجلاهمة أن افتتاح 21 غرفة جديدة خاصة بقسم الطوارئ في عام 2023 أسهم في تخفيف الضغط على قسم الطوارئ، وأن هذه الغرف الإضافية أعطت الخصوصية للمريض ومجهزة بالكامل بالمعدات الطبية، ويتم استدعاء طبيب التخصصات الدقيقة لمعاينة المريض فيها في حال استدعت الحاجة إلى التحويل إليه.
أما بخصوص المشاريع الحديثة، أوضحت الجلاهمة أن هناك مشروعا متكاملا لتجديد وتطوير جميع أقسام مستشفى السلمانية بالكامل مدة عامين، إضافة إلى عدد من المشاريع أبرزها توسعة قسم العناية القصوى بإضافة سبعة أسرة إضافية لغرفة الإنعاش وتحديث لقسم العناية القصوى للأطفال الخدج.
وأوضحت أن عدد المراجعين يومياً لقسم الطوارئ يبلغ 1200 مريض، يتم إدخال متوسط 150 مريضا منهم مقابل ترخيص 150 مريضا في اليوم، وأن هذه الأعداد الكبيرة استدعت اتخاذ عدة خطوات أبرزها التوسعة الحديثة في قسم الطوارئ الذي تم تصميمه بناءً على خط سير المريض، إذ منذ دخول المريض إلى قسم الطوارئ، يوجد فريق خاص من التمريض يصنف حالة المريض مباشرة منذ دخوله بوجود ممرضة على مكتب الاستقبال ومن ثم تحويله لتصنيف حالته، باتباع التصنيف الكندي حيث تقوم الممرضات داخل هذه الغرف بتصنيف حالته إلى 4 مستويات بحسب مستوى الخطورة.
أما بخصوص فترات الانتظار في قسم الطوارئ، قالت الجلاهمة إن الحالات الخطيرة تدخل مباشرة لغرفة الإنعاش دون انتظار، أما الحالات المتوسطة تصل فترات الانتظار فيها إلى نصف ساعة، أما الحالات البسيطة تصل فترات الانتظار فيها إلى ساعة واحدة، أما الحالات غير الطارئة فتصل مدة الانتظار إلى 4 ساعات وهي في نفس مستوى التصنيف العالمي.
وأشارت الجلاهمة إلى أن المستشفيات الحكومية وضعت خطة بحيث إن فترة بقاء المريض في الطوارئ والتي تحتاج إلى الإدخال إلى الأجنحة لا تتجاوز 24 ساعة، بحيث يتم نقله إلى الأجنحة خلال 4 إلى 5 ساعات في حال إن كانت الحالة تستدعي ذلك، كما وبإمكان المريض أن يطلب غرفة خاصة، فيما يتم إبقاء الحالات البسيطة في غرف قسم الطوارئ حتى الانتهاء من علاجه. وبالفعل نادراً ما تتجاوز المدة الخمس ساعات ما عدا بعض الحالات التي تستدعي توفير غرفة عزل خاصة.
وبينت أن المستشفيات الحكومية خصصت فريقا متخصصا لمساعدة المريض ونقله سريعاً إلى الأجنحة، ومتابعة الغرف وتجهيزها وتعقيمها قبل إدخال المريض، فيما يتم إرجاع الحالات البسيطة لمراجعة المراكز الصحية التابعة لمناطقهم، وبعض الحالات يتم إعطاؤها موعدا للمتابعة في عيادات السلمانية الخارجية كمثال في حال وجود كسور لأحد المرضى يتم علاجه وتجبيس الكسر ومن ثم إعطاؤه موعدا في العيادات الخارجية بعد أسبوعين.
وفيما يخص شكاوى المرضى بتأخير نتائج التحاليل المخبرية، قالت د. مريم الجلاهمة إن أكثر من ألف مريض يراجع قسم الطوارئ في مستشفى السلمانية يومياً، ولذلك قد تصل فترة انتظار النتائج للحالات البسيطة إلى حوالي أربع ساعات، فيما تكون هناك أولوية قصوى للحالات الخطيرة. لذا فمن المهم أن يتفهم المراجع أن الحالات الطارئة هي التي تعطى الأولوية دائما وقد تطول فترة الانتظار في بعض ساعات الذروة وهي غالبا ما تكون في الفترة المسائية.
قسم الأشعة
وفي زيارة لقسم الأشعة، أشارت الدكتورة مريم الجلاهمة عن وجود مشروع متكامل سيطرح قريباً بهدف تقليل فترات الانتظار للمواعيد والنتائج، إضافة إلى وجود خطة لتحديث الأجهزة والمعدات مع ميزانية 2025 وبينت أن المستشفيات الحكومية نجحت في تقليص فترات الانتظار بنسبة 50% مؤخراً، بالرغم أن المعدل اليومي لتصوير الأشعة يتراوح بين 800 إلى 1000 تصوير إشعاعي يومياً، وأن أكثر من 200 ألف تصوير إشعاعي أجرته المستشفيات الحكومية منذ بداية العام حتى شهر أغسطس.
وأوضحت أن هناك بعض أنواع الأشعة تمتد فترات الانتظار فيه إلى أسبوعين وبعضها يمتد إلى 3 أشهر، ويعتبر التصوير المقطعي والتصوير المغناطيسي الأكثر انتظاراً نظرا إلى دقة هذه الفحوصات والمدة التي يستغرقها التصوير والحاجة إلى قراءتها بتأنٍ من قبل الطبيب الاستشاري، وتتطلب وقتاً أكثر بسبب أن نتائجه تتطلب قراءة من الطبيب.
أما بخصوص البحرنة في قسم الأشعة، فقد أشارت الدكتورة مريم الجلاهمة إلى أن كل تصوير إشعاعي يتطلب استشاريا متخصصا، كمثال أن أشعة الرنين المغناطيسي وأشعة الأوعية الدموية والتداخلية وغيرها من التخصصات تتطلب طبيبا متخصصا وللكوادر الإضافية مثل فنيي الأشعة، ولذلك قامت المستشفيات الحكومية بتوقيع اتفاقية مع تمكين لدعم برامج الزمالة، بحيث يتم منح الأطباء البحرينيين بعثة دراسية في الخارج إضافة إلى أن المستشفيات الحكومية تلتزم في صرف الراتب للأطباء مع إجازة دراسية، وأن تطوير قسم الأشعة وشراء أجهزة حديثة ومتطورة يتطلب كذلك كوادر طبية جديدة، ولذلك وضعت المستشفيات الحكومية خطة للتدريب قائمة على قاعدتين تتمثل في كم الحاجة إلى وجود طبيب على حسب عدد المرضى، إضافة إلى خطة الإحلال والبحرنة والتي تستهدف إرسال الأطباء لدراسة الزمالة ليتمكنوا من التخصص والإحلال بدلاً من الأجنبي. وتشمل خطة التدريب ابتعاث 10 أطباء لهذا العام والعام القادم في مختلف التخصصات للأشعة.
المواعيد
أما بخصوص المواعيد في العيادات الخارجية لمجمع السلمانية الطبي، الرئيس التنفيذي الدكتورة مريم الجلاهمة أكدت أن المستشفيات الحكومية وضعت خطة متكاملة بحيث لا تتجاوز فترة انتظار المريض للحصول على موعد أكثر من 3 أشهر تماشياً مع المعايير العالمية، فيما تصل بعض فترات انتظار المواعيد في بعض العيادات إلى أسبوعين فقط، وبينت الجلاهمة أن فترات الانتظار في عيادات القلب والغدد الصماء وغيرها من التخصصات النادرة تصل إلى حوالي سنة كاملة، ولذلك تم وضع خطة لحل مشكلة الانتظار شملت التعاون مع مراكز الرعاية الأولية لإحالة المرضى الذي تم ترخيصهم من المستشفى لمتابعة وتسلم علاجاتهم بالمركز التابع لهم وقد تم حتى تاريخه ترخيص أكثر من 4000 مريض إلى المراكز.
كما قامت المستشفيات الحكومية بوضع خطة لتقليل فترات الانتظار لمواعيد عيادة القلب من خلال التعاون مع مركز الشيخ محمد بن خليفة التخصصي للقلب من خلال تحويل بعض الحالات بهدف تخفيف الضغط على مجمع السلمانية.
وأوضحت أن حوالي 2800 مريض يراجع العيادات الخارجية التابعة لمجمع السلمانية الطبي يومياً، ويتم إجراء من 80 إلى 90 عملية في اليوم الواحد، وأن هذه الأعداد الكبيرة تتطلب إجراءات وخطوات جادة لتقليل فترات الانتظار.
المختبر
اعتبرت الدكتورة مريم الجلاهمة أن مشروع المختبر الرقمي من أهم المشاريع التي دعمتها الحكومة في القطاع الطبي، حيث بينت أن المختبر الجديد يقوم بفحص 50 إلى 60 ألف عينة يومياً، وأن المختبر أجرى أكثر من 10 ملايين فحص منذ بداية العام حتى شهر أغسطس من العام الحالي.
وقالت الجلاهمة إن المختبر في مجمع السلمانية الطبي يعتبر جهة مركزية ومرجعية في البحرين لما يتمتع به من إمكانيات تكنولوجية ورقمية، وأن المختبر يستقبل العينات من 27 مركزا طبيا إضافة إلى عينات بعض مستشفيات القطاع الخاص، إضافة إلى أن بعض الدول المجاورة ترسل طواقم طبية للمختبر حتى تتعلم وتدرس آلية عمل المختبر.
وأشارت الجلاهمة إلى أن المختبر قائم على كوادر بحرينية بنسبة 100%، ويعمل على مدار 24 ساعة متواصلة وخصوصا أن هناك حالات منومة في مستشفى السلمانية الطبي تحتاج إلى النتائج أولاً بأول، فيما تجهز نتائج فحص العينات للحالات البسيطة من 24 إلى 48 ساعة.
وأوضحت الجلاهمة أن إدخال التقنيات الحديثة في المختبر ساعد في تخفيف الضغط وتسريع النتائج وتقليل إمكانية الخطأ البشري، إذ إن العينات يتم وضعها في الجهاز مباشرة وبدوره يقوم بتحليل وقراءة النتيجة إلكترونياً من دون التدخل البشري.
الصيدلية
تحدثت الجلاهمة عن وجود ضغط كبير على الصيدلية التابعة لمستشفى السلمانية الطبي، إذ يتم صرف 800 وصفة طبية في اليوم الواحد، مما يؤدي إلى أن تصل مدة الانتظار إلى ساعة. وعلى أثر ذلك قامت المستشفيات الحكومية بوضع خطة متكاملة قائمة على 3 مراحل بهدف تقليل فترات الانتظار في الصيدلية من خلال إعادة هندسة الإجراءات.
وأشارت إلى أنه من خلال التنسيق مع المجلس الأعلى للصحة تم توفير جميع الأدوية في المراكز الصحية بحيث يمكن للمريض الذي انتهى علاجه في المستشفى أن يتسلم أدويته مباشرة من المركز، مع إتاحة الصلاحيات لطبيب العائلة بتجديد الوصفات وبذلك بإمكان المريض تسلم أدويته من المراكز الصحية دون الحاجة إلى مراجعة مستشفى السلمانية الطبي، أما المرضى المستمرة متابعتهم بالمستشفى فقد تم تحويل أدويتهم لتسلمها من المركز مباشرة دون الحاجة إلى مراجعة صيدلية السلمانية، كما قامت المستشفيات الحكومية بتوفير خدمة توصيل الأدوية إلى المنازل.
وأكدت الجلاهمة وجود خطة تتمثل في رقمنة الصيدلية واتخاذ خطوات التحول الرقمي قريباً تبدأ في بداية 2025 بهدف تسريع تسليم الأدوية للمرضى وتقليل فترات الانتظار من خلال توفير أجهزة إلكترونية لتسليم الأدوية في الصيدلية والأجنحة التابعة لمستشفى السلمانية الطبي.
وأوضحت أن المستشفيات الحكومية نجحت في تقليل فترات انتظار المرضى في الصيدليات من ساعة إلى نصف ساعة، مع التوضيح أن تسليم بعض الأدوية المخدرة للمرضى يتطلب مدة انتظار أكثر بهدف التدقيق المضاعف على الوصفات الطبية.
التعامل مع الشكاوى
أما بخصوص الشكاوى، فقالت الدكتورة مريم الجلاهمة إن مجمع السلمانية الطبي يستقبل أعدادا كبيرة من المرضى، وبذلك من المتوقع جداً وجود شكاوى قد تتعلق بفترات الانتظار والمواعيد في العيادات الخارجية والأشعة، وهذه أكثر الشكاوى التي تصل إلى المستشفيات الحكومية في برنامج تواصل.
وعلى أثر هذه الشكاوى، اتخذنا عدة خطوات تتمثل في تحسين آلية عمل بعض الأقسام من خلال إعادة هندسة الإجراءات، وقمنا بدراسة جميع الخدمات المقدمة للمرضى، وعلى أثر ذلك قمنا بافتتاح 44 سريرا في مهبط الطائرات التابع لمستشفى السلمانية، 22 سريراً منها لحالات الإقامة الطويلة الذين تتطلب إقامتهم فترات طويلة ورعاية تمريضية فقط، و22 سريراً للعلاجات البيولوجية مما وفر 44 سريرا داخل المستشفى، وقللت فترات الانتظار للحصول على سرير للمرضى المحتاجين إلى إدخال، ووفرنا كذلك قسم خاص لتقديم خدمة العلاج البيولوجي الذي كان يتم تقدميه للمرضى في عدة أقسام بالمستشفى.
كما قامت المستشفيات الحكومية بافتتاح جناح خاص لمريضات السكلر يحتوي على 18 سريرا، وافتتاح وحدة نهارية لمريضات السكلر مع توفير طبيب الطوارئ لمعاينتهم في فترة الذروة من الساعة الثالثة مساءً حتى الحادية عشر مساءً.
ووعدت الجلاهمة بنقلة نوعية ملحوظة في نهاية 2024، كما حدث مع تصفير قوائم انتظار عمليات زراعة القوقعة الإلكترونية، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مع تأكيد أهمية تقليل فترات الانتظار في جميع التخصصات بالرغم أن المعايير العالمية تصل فيها فترات الانتظار إلى 6 أشهر، إلا أن الخطة تتمثل في تقليل فترات الانتظار إلى 3 أشهر وأقل. واختتمت الجلاهمة بأن المستشفيات الحكومية خصصت فريقا متكاملا لمتابعة الشكاوى، والاجتهاد لحلها أولاً بأول، مع تأكيد أن مستشفى السلمانية يتحمل ضغوطات كبيرة تتمثل في أعداد المراجعين في العيادات وقسم الطوارئ والأشعة، وبذلك قمنا بدراسة شاملة تتمثل في احتياجات المريض وعدد الممرضين المتابعين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك