كتبت: أمل الحامد
جسد حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم على تكريم أصحاب الإنجازات الوطنية، الذي شمل الفائزين بجائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم في دورتها الثامنة والعشرين، والمسابقات القرآنية الدولية 2022-2024، تأكيدا لدعم جلالته خدمة كتاب الله ودعم حفظته.
وتؤدي مراكز تحفيظ القرآن الكريم دورا فاعلا في تنفيذ أنشطة قرآنية للنشء والشباب، وهو ما انعكس على تكثيف برامج إعداد وتأهيل المتسابقين في المسابقات القرآنية بمختلف مستوياتها وفئاته، كما باتت المراكز والحلقات القرآنية في مملكة البحرين قبلة النشء والشباب خلال إجازة الصيف.
كشف عبدالله عبدالعزيز العمري مدير إدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف لـ«أخبار الخليج» عن أن عدد المراكز والحلقات القرآنية في مملكة البحرين يبلغ 311 مركزاً وحلقة قرآنية. وشارك في البرامج الصيفية منها هذا العام 105 مراكز.
وأشار إلى أن عدد مراكز تحفيظ القرآن المخصصة للأولاد يبلغ 162 مركزاً، ومراكز الإناث 149 مركزاً.
وذكر أن إدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف هي الجهة المسؤولة والمشرفة على جميع المراكز والحلقات القرآنية، ومتابعة شؤون منسوبيها من أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية والطلاب.
وأكد العمري أن المراكز والحلقات القرآنية تستمر في تقديم البرامج الدراسية الأساسية طوال العام بما في ذلك العطلة الصيفية، وهذه البرامج الدراسية معتمدة في اللائحة التعليمية وهي كالآتي: برنامج حفظ القرآن الكريم، برنامج علم التلاوة وعلم التجويد، برنامج التلاوة الصحيحة، برنامج التأسيس على القراءة العربية، إضافة إلى برامج متقدمة في الإجازات والقراءات القرآنية المتواترة.
وأضاف أن العطلة الصيفية تتميز بإضافة برامج وأنشطة متنوعة تستهدف طلاب المراكز والحلقات القرآنية، بما يعود عليهم بالمنفعة والفائدة سواءً من الناحية العلمية أو التربوية والسلوكية. وقد درجت الوزارة على إقامة هذا النشاط سنويا، حيث يعد النشاط هذا العام الحادي والعشرين.
وتابع: ومن أهم البرامج والأنشطة التي تنفذها المراكز والحلقات القرآنية خلال فترة الصيف إقامة دورس تربوية لغرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء من خلال موضوعات متعلقة بالإيمان بالله واليوم الآخر والرسل والكتب السماوية. وكذلك دروس نظرية وعملية في العبادات وكيفية أدائها كأحكام الطهارة والصلاة والصيام والأذكار وغيرها، إضافةً إلى محاضرات ومواقف عملية في الأخلاق وتهذيب النفس، والتي تشمل موضوعات مثل التسامح، وبر الوالدين، وآداب حامل القرآن، وآداب الحوار والحديث، وآداب الطريق وغيرها. كما أنَّ هناك العديد من الفعاليات الرياضية والثقافية والتفاعلية التي يشارك فيها طلاب النشاط ومنها: كرة القدم، وكرة السلة، والسباحة، الرسم، الخط العربي، زيارات المعالم الثقافية والسياحية في المملكة، وغيرها من الفعاليات.
وحول كيفية تنمية مهارات المحفظين، أوضح العمري أنه سعيًا للنهوض بالعملية التعليمية في المراكز والحلقات القرآنية تسعى إدارة شؤون القرآن الكريم إلى تنمية مهارات المعلمين من خلال العديد من البرامج التدريبية والورش العملية التي تنمي مهارة معلم القرآن الكريم. ومن أهم تلك البرامج برنامج دبلوم معلم القرآن الكريم وبرنامج دبلوم القراءات اللذان يقدمهما معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم التابع للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وكذلك إقامة الدورات التدريبية في كيفية تقييم طلاب البرامج الدراسية وقياس مهاراتهم؛ إضافة إلى إقامة العديد من الورش المؤهلة للحصول على رخصة المقيم المعتمد لمعلم القرآن. كما تعقد الإدارة من وقت لآخر دورات تدريبية إدارية في كيفية توظيف التقنيات الحديثة في بيئة المراكز والحلقات القرآنية.
أما بخصوص التنسيق مع وزارة التربية والتعليم أو جهات الأخرى، أكد مدير إدارة شؤون القرآن الكريم أن وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف تهتم بتجسيد مفهوم الشراكات المجتمعية مع مختلف الوزارات والهيئات الحكومية عبر إقامة برامج وأنشطة مشتركة من أهمها: مسابقة (غفران) خاصة لنزلاء ونزيلات دور الإصلاح والتأهيل بالتنسيق مع وزارة الداخلية، مسابقة (بيان) خاصة لطلبة وطالبات المدارس الحكومية والخاصة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، ومسابقة (أجران) خاصة لذوي الهمم بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية.
وعن أبرز إنجازات مملكة البحرين على الصعيد الدولي في مسابقات القرآن الكريم الدولية، أوضح مدير إدارة شؤون القرآن الكريم أن مملكة البحرين تشارك بشكل منتظم في معظم المسابقات القرآنية الدولية، وتحقق مراكز متقدمة فيها. وخلال العام الجاري 2024 حققت مملكة البحرين خمسة مراكز متقدمة في هذه المسابقات، وهي: المركز الأول في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، المركز الأول في مسابقة دبي للقرآن الكريم لأصحاب الهمم، المركز الأول في مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت (القارئ العالمي)، المركز الأول في جائزة بريكس للقرآن الكريم في روسيا، والمركز الخامس في جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره.
الأهالي يشيدون بجهود رعاية كتاب الله وحفظته في المملكة
أكد أولياء أمور لطلبة بمراكز تحفيظ القرآن الكريم حرصهم على التحاق أبنائهم بالبرامج والأنشطة التي تنفذها المراكز والحلقات القرآنية خلال فترة الصيف والتي تساهم في غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء، وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
وصرحوا لـ«أخبار الخليج» بأن هذه البرامج والأنشطة الصيفية تسهم في تعزيز الثقة في نفوس الأطفال، تنشئة الأطفال على تعلم السيرة النبوية وحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك تعلم القرآن الكريم وتفسيره.
ونظمت مراكز تحفيظ القرآن الكريم برامج لتحفيظ القرآن الكريم في العطلة الصيفية، ركزت على تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
والتقت «أخبار الخليج» أحد منسقي الأنشطة الطلابية في مركز لتحفيظ القرآن الكريم وأولياء الأمور والذين أكدوا أهمية الاهتمام والعناية بتعلم القرآن الكريم وحفظه والذي يساهم في إعداد جيل النشء الملم بعلوم القرآن الكريم وأحكامه ويكون على خلق قويم ويساهم في بناء المجتمع.
ونظم مركز جامع عسكر الجنوبي بالمحافظة الجنوبية برنامجا صيفيا لتحفيظ القرآن الكريم للأولاد بعنوان «صيفنا وناسة وعبادة» لبناء جيل راقٍ مترابط يخدم الدين وتنمية المجتمع والتأثير الإيجابي الإنساني الوسطي، وفي نهاية البرنامج تم تكريم الأولاد. واحتوى البرنامج على تعلم القرآن والأخلاق والعبادات والإيجابية والقيم والمسابقات الثقافية والحركية وتوزيع الجوائز على الفائزين وهدايا للمتميزين.
وقال الشيخ جمال الدوسري منسق الأنشطة الطلابية بمركز جامع عسكر الجنوبي لـ«أخبار الخليج»: إن «الحمد لله الذي من علينا بولاة أمورنا ممن يرعون كتاب الله ويحثون العباد للعناية به وقد سخرنا لخدمة كتابه برؤية ثاقبة لجيل راقٍ مترابط إيجابي مؤثر مقتدٍ بقائد الأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه».
وأشار إلى أن البرنامج الصيفي شهد إقبالا ويزداد عدد الطلبة ولله الحمد والمنة، وبلغ عددهم في ختام البرنامج الصيفي 18 طالباً، مؤكداً أن التفاعل لا يأتي إلا بجهود فيها إخلاص لله عز وجل ومنهج سليم.
وأكد أن جيلنا فيه خير كثير لا يريد إلا المنهج الوسطي طاعة الله وطاعة رسولنا وولي أمرنا والمؤثرين المخلصين القدوات.
وذكر أن المركز في ختام البرنامج قدم هدايا تشجيعية للطلبة مع توزيع الشهادات، كما تم حث أولياء الأمور على الاستمرار، خصوصاً أن القرآن الكريم يضبط السلوك لجيل الأطفال، مؤكداً أنهم يسعون لخلق جيل فاهم وواعٍ يحب الخير للإنسانية كلها لان الله خلق الناس وكرمهم التكريم الإلهي، مضيفاً أنه يتم السير على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن رسوم البرنامج الصيفي كانت في متناول الجميع، وتضمن البرنامج أنشطة متنوعة تشمل بركة للسباحة، لعب كرة القدم، تعلم الوضوء، الأخلاق، الصدق، الأمانة، طاعة ولي الأمر، التفقه في الدين، وغرس هذه الأشياء في جيل الأطفال للحصول على ثمار طيبة.
وأضاف منسق الأنشطة أن المركز سيواصل في برامج تحفيظ القرآن الكريم، والبرامج مستمرة طول العام، وستتضمن مستقبلا زيارات للأماكن السياحية وأماكن أخرى تضيف استفادة للطلبة مثل متحف البحرين الوطني ودار لرعاية الأيتام وهيئة الإذاعة والتلفزيون.
وأشار إلى أنه سيتم تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم باسم المرحوم الشاب طلال العطاوي لفئة الشباب، والأولى لحفظ جزء عم، والأخرى لحفظ جزأين، هما جزء عم وجزء تبارك، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد وقت تنظيم المسابقة حتى الآن.
من جانبه، قال والد الطالب إبراهيم الذوادي بالبرنامج الصيفي إنه تمت الاستفادة من البرنامج الصيفي في جامع عسكر الجنوبي لتعليم الأطفال صفة الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام والوضوء والعظة والقيم والتفسير، وهذا عزز الثقة في نفس الطفل وتقويته، وهذا أمر جيد لتنشئة الأطفال على حب النبي صلى الله عليه وسلم والسيرة والتفسير وهذه الأمور.
بدوره، قال مهنا الكعبي والد الطالبين حمود وعلي إن البرنامج الصيفي في جامع عسكر الجنوبي ساهم في تطور نمو عقل الأطفال عن الدين وأصبح وقتهم في بيت الله وأهم شيء أن يستمروا على نفس المنوال ويواصلوا في تعلم القرآن الكريم.
إلى ذلك، توجه والد الطالب إبراهيم الماجد بالشكر على البرنامج الصيفي ومساعدة أولياء الأمور وأبنائهم على حفظ القرآن الكريم وقضاء فراغهم في أمور مفيدة ونافعة، وكذلك تعليمهم المحافظة على الصلاة وأهمية ذلك.
وقال والد الطالب مشاري اليوسف مسامح إنه أشرك أبناءه في المركز وشهد تطورا في الأطفال وحماسا لحضور البرنامج الصيفي، حيث تعلم القراءة الصحيحة وبعض التفاسير، إضافة إلى التعرف على الطلبة الآخرين، شاكراً شيوخ الدين وأخذ الطلبة في رحلات وسيتم المواصلة على الدوام.
إلى ذلك، توجهت منال بن فارس والدة الطالبة لطيفة الدوسري (9 سنوات) بمركز مدينة خليفة لتحفيظ القرآن للبنات بالشكر إلى المعلمات في مركز مدينة خليفة لتحفيظ القرآن على البرنامج الصيفي لتحفيظ القرآن الكريم، خصوصاً أنهن امتزن برحابة الصدر والجد والاجتهاد والتواصل مع أولياء الأمور في قروب الواتساب، مشيرة إلى أن البرنامج الصيفي احتوى على أنشطة متنوعة إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم منها ورش عمل ورحلات.
وأكدت أن المشرفات على البرنامج الصيفي اهتممن بإنشاء جيل صالح، حيث تم الاهتمام في البرنامج بالأخلاق والتربية، وتعليم الفتيات على السنع، مشيرة إلى أنه تم تشجيع ابنتها التي لديها مشروع لعمل ربطات الشعر على بيع هذه الربطات في السوق الخيري الذي أقيم في آخر يوم في البرنامج الصيفي.
وأضافت أن البرنامج الصيفي مدته شهر واحد ويومان في الأسبوع، أحدهما لحفظ جزء عم وتسميع الآيات والآخر لحفظ الأحاديث النبوية، ويوم ثالث لتنظيم الرحلات حيث إن الأنشطة تنوعت بحسب الأعمار، إذ أن الأطفال في سن ابنتها تم أخذهن في رحلات إلى أماكن اللعب، والفتيات الأكبر سناً تم أخذهن في رحلة إلى بركة للسباحة.
وأعربت عن أمنيتها في زيادة مدة البرنامج الصيفي من شهر واحد إلى شهرين، مع تكثيف عدد أيام البرنامج الصيفي إلى 3 أيام في الأسبوع خصوصاً أنها ترى أن يومين في الأسبوع لا تكفي، شاكرة المشرفات على البرنامج اللاتي بذلن جهوداً كبيرة في تنظيم وإقامة البرنامج.
وأكدت بن فارس أنها تحرص على تعليم ابنتها القرآن الكريم لان رب العالمين أنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام اقرأ ونحن نتبع ماذا قال الله وقال الرسول، وهذا القرآن سوف يحفظ ابنتها ويكون لها شفيع يوم القيامة ولذلك يجب أن تتعلم القرآن، ومبادئ الأشياء التي فيه لان القرآن في حياتنا من معاملات وغيرها لذلك نحرص على تعليم أبنائنا القرآن الكريم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك