كتبت: زينب إسماعيل
يوثق المصور البحريني إسحاق مدن الحياة اليومية لمسار اللؤلؤ، وذلك عبر التقاط مجموعة من الصور بأسلوب فريد من نوعه بالتعاون مع مجلة كوندي ناست ترافيلر الشرق الأوسط. ويختار المصور المبدع عددا من المواقع للمسار المسجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو 2012.
وخلال هذا الشهر، أدرجت مجلة تايم الأمريكية مسار اللؤلؤ في مدينة المحرق ضمن أفضل 100 موقع في العالم يستحق الزيارة والاستكشاف، وذلك ضمن قائمتها للعام 2024.
وقال المصور مدن «من عادتي أحب التجول واستكشاف المواقع وتوثيقها، وعندما طلبت مني المجلة تصوير مسار اللؤلؤ وافقت على الفور». وأضاف «التقيت مع الكاتب نيكولا شيلتون واتجهت في نزهة على الأقدام».
ويعتبر المسار شاهد تاريخيّ على تراث اقتصاد اللّؤلؤ الذي يعود إلى آلاف السّنين، ولأهميّته العالميّة كموردٍ اقتصاديّ ومؤثّر في النّظام الاجتماعيّ. ويحوي سلسلة من المباني التّراثيّة والتّاريخيّة المرشّحة يصل عددها إلى 15، وتشمل 3 مصائد لؤلؤ شاسعة تقع في المياه الإقليميّة الشّماليّة التّابعة لمملكة البحرين، خطّ ساحليّ واحد في أقصى جنوب جزيرة المحرّق، و9 مجمّعات عمرانيّة تاريخيّة تتضمّن 17 معمارًا إنسانيًّا فريدًا، تتوزّع جميعها ضمن النّسيج الحضريّ العريق لمدينة المحرّق. هي شواهد على التّراث الثّقافيّ لاقتصاد اللّؤلؤ، الذي ازدهر في منطقة الخليج العربيّ منذ فترة ما قبل التّاريخ وحتّى أوائل القرن العشرين.
الصور الفوتوغرافية التي التقطها مدن تحكي قصة حياة سكان مدينة المحرق خلال ذلك الزمن. ويبين المصور الفوتوغرافي «تم الحفاظ على المعالم التراثية للمسار من أجل نقل الصورة إلى الأجيال الجديدة. ما يلفت الانتباه هو الأسماء التي تحملها المواقع والباحات الصغيرة، والتي ترتبط بأسماء للؤلؤ».
وأضاف «يوفر الموقع مساحات لالتقاء السكان المحليين والأشخاص الزائرين من أجل التفاعل فيما بينهم بشكل غير مباشر، وهي السمة الأساسية للمشتغلين في صناعة اللؤلؤ. وهي أيضا سمة سكان جزيرة البحرين الذين بطبعهم يميلون إلى التواصل الاجتماعي».
تنطلق رحلة المصور عبر 40 صورة من قلعة بو ماهر الموجود عند ساحل البحر، ومركز زوار مسار اللؤلؤ الموجود قرب سوق القيصرية، توقفا عند مجلس سيادي. ويتجول ضمن بيوتات المسار المتوزعة داخل أحياء المحرق، مثل بيت الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة وبيت العلوي، كما توثق الرحلة مدى ترابط المواقع التراثية القديمة مع الحديثة في أسلوب يبين مدى الانسجام ما بين الأزمنة، على اعتبار أن كلا منهما يكمل الآخر. وفي نفس الجولة، يختار مدن تناول وجبة الفطور في أحد المطاعم بالمدينة ليعكس أسلوب الحياة الحديثة.
كما يختار مدن إضافة عناصر أكثر حيوية للصور، حيث ينقل الصورة ليس للموقع التراثي فقط، بل يضيف إليها العنصر البشري الذي هو أساس بث الحياة للأمكنة.
جدير بالذكر أن المصور إسحاق يعكف على التقاط صور لعدد من المواقع التراثية والسياحية في البحرين. وحصل مؤخرا على جائزة نظير مشاركته ضمن جائزة ناصر بن حمد آل خليفة الدولية للإبداع الشبابي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك