لا شك أن السكر من أكثر الأطعمة التي تشعرنا بالسعادة، واستخدامه في الحلويات المتنوعة والمشروبات اللذيذة تجعله مفضلًا لدى الجميع تقريبًا. وبالرغم من أن الدراسات الحديثة أثبتت أضرار كثيرة لاستهلاك السكر الأبيض، وضرورة استبدالها بمصادر أخرى للتحلية، أو التوقف عن استخدامه تماما، فإن هذه الفكرة تعد صعبة لكثيرين، لأن البدائل لا تقدم تأثير السكر نفسه على الحالة المزاجية.
وأصبح السكر اليوم العدو الأول للصحة العامة، وباتت الحكومات تفرض على استهلاكه مزيدا من الضرائب، وترفع أسعاره وينصحنا بعض الخبراء بأن نلغيه تماما من أنظمتنا الغذائية.
والفكرة الشائعة أن تناول السكر يحسن الحالة المزاجية؛ ورغم صحتها إلى حد ما، يُعد هذا التأثير مؤقتا. فعند تناول أي طعام يحتوي على السكر الأبيض، ترتفع نسبة السكر في الدم سريعًا، ويعرف باسم (اندفاع السكر). وهذا الارتفاع المفاجئ يجعلنا في حالة نشاط ويقظة ويحسن الحالة المزاجية بشكل ملحوظ. وكذلك تتأثر نسبة (هرمون الدوبامين)، أحد هرمونات السعادة ويرتبط بفكرة المكافأة، لذا نجد الكثير من الأشخاص يلجأون إلى تناول السكريات عند الشعور ببعض المشاعر السلبية أو الإحباط.
وبالرغم من التأثير الإيجابي السريع للسكر على الحالة النفسية فإن آثاره على المدى البعيد تضر الصحة النفسية، وخطورته تكمن في تعامل الشخص مع أعراض الاكتئاب بتناول مزيدًا من السكريات.
ومن تأثيرات تناول السكر المعروفة أيضًا مقاومة الإنسولين التي بدورها تسبب السمنة، وتزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ورغم أن هذه الأعراض تعد جسدية، تؤثر مقاومة الإنسولين بشكل هائل أيضًا على خلايا المخ الخاصة بالتعلم والذاكرة.
وتوجد توجهات عديدة تفيد بالامتناع النهائي والتام عن استهلاك السكر الأبيض؛ ومع ذلك توصي جمعية القلب الأمريكية باستهلاك أقل من 10% من السكر المضاف من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، ولكن الأفضل استهلاك أقل من 6% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية من السكر الأبيض لتجنب مخاطره في التأثير على الصحة.
أعلم أنه صعب الاستغناء عنه ولكنه ليس مستحيلا، فإذا شعرت بأن السكر فعلا يضر صحتك كن أنت الأقوى وقلل من تناوله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك