القراء الأعزاء،
ثلاثة وعشرون عاماً من تعزيز وكفالة واحترام وحماية حقوق المرأة البحرينية بصورة معاصرة تتوافق مع المستجدات العالمية لحقوق الإنسان، تحت مظلّة العهد الإصلاحي الذي بدأ مع تقلّد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم سُدّة الحكم، حيث اختار جلالته نهج الديمقراطية والإصلاح وتعزيز حقوق الانسان والتغيير والتسامح والتعايش أساسا لمرحلة جديدة تُشكّل شخصية البحرين المعاصرة.
ثلاثة وعشرون عاماً هي العمر الرقمي لتشكيل المجلس الأعلى للمرأة ليكون بصمة فارقة وغير مسبوقة في مجال العمل النسائي، باعتباره جهة استشارية ومرجعا للجهات الرسمية في الدولة فيما يتعلق بشؤون المرأة، بعد تشكيله بناء على الأمر الأميري رقم (44) الصادر في 22 أغسطس 2001، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، التي كان لمبادرتها الكريمة بتخصيص اليوم الأول من ديسمبر من كل عام يوما يتم الاحتفاء فيه بعطاء المرأة البحرينية ومنجزاتها على الصعيد الوطني ولتقدير مشاركتها وعطائها وأثره على المجتمع، فكان (يوم المرأة البحرينية) الذي يصادف أن يتزامن الاحتفاء به هذا العام مع الاحتفال باليوبيل الفضي لذكرى تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم.
وتحت شعار (المرأة شريك جدير في بناء الدولة) يحتفل المجلس الأعلى للمرأة هذا العام 2024 بيوم المرأة البحرينية، وهذا الشعار المُلهم يُعزز المكانة الحقيقية للمرأة والتي مذ وجدت وهي شريك أساسي وفاعل في الأسرة التي هي أساس المجتمع، والتي امتدّ دورها لتقبل مهام إضافية بجانب بناء الأسرة لتكون شريكا في بناء الدولة من خلال حضورها الفعلي وشراكتها في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي -كما كفل لها الدستور- بجدارة وعلى أسس من مبدأ تكافؤ الفرص بشكل واقعي وعملي.
ومن المؤكد أن وجود المجلس الأعلى للمرأة أسهم بشكل كبير في تعزيز حقوق المرأة وحمايتها من خلال صور الدعم والمساعدة المختلفة المباشرة وغير المباشرة التي يقدمها للمرأة البحرينية للوصول إلى جميع حقوقها الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما أسهم المجلس بشكل مشهود في تمكين المرأة من تبوء المناصب القيادية المختلفة التي لم يسبق لها الوصول إليها قبل عهد جلالة الملك المعظم الإصلاحي وتكوين المجلس الأعلى للمرأة، وقد تحقق ذلك كنتيجة لما يُشكّله المجلس من ثقل حقيقي يكمن في أهمية المشورة والرأي التي يُقدمها في كل ما يختص بشؤون المرأة وبيان أهمية دورها كشريك أساسي في المجتمع، متبوعاً بمراقبة أدائها وتقدمها وتشجيعها لضمان استدامة هذا الدور وتطوره.
فهنيئا للمرأة البحرينية وجود هذا البيت الذي يُعتبر من أهم بيوت الخبرة الخاصة بالعمل النسائي إقليميا، والذي هو في الواقع بيت لكل امرأة بحرينية، ومبارك تقدمه في العمر والعطاء وإلى الأمام في القادم من الأعوام.
ومن هنا أتقدم بالتهنئة باسمي وباسم كل امرأة بحرينية إلى مقام سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ملك البلاد المعظم، وإلى مقام سيدتي صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، وإلى مقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ولي العهد الأمين بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لتشكيل المجلس الأعلى للمرأة.
Hanadi_aljowder@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك