العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

المرأة الشريك الكفء

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

ثلاثة‭ ‬وعشرون‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬وكفالة‭ ‬واحترام‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بصورة‭ ‬معاصرة‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬العالمية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬تحت‭ ‬مظلّة‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬مع‭ ‬تقلّد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظّم‭ ‬سُدّة‭ ‬الحكم،‭ ‬حيث‭ ‬اختار‭ ‬جلالته‭ ‬نهج‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والإصلاح‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والتغيير‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬أساسا‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬تُشكّل‭ ‬شخصية‭ ‬البحرين‭ ‬المعاصرة‭.‬

ثلاثة‭ ‬وعشرون‭ ‬عاماً‭ ‬هي‭ ‬العمر‭ ‬الرقمي‭ ‬لتشكيل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬ليكون‭ ‬بصمة‭ ‬فارقة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة‭  ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬النسائي،‭ ‬باعتباره‭ ‬جهة‭ ‬استشارية‭ ‬ومرجعا‭ ‬للجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬بعد‭ ‬تشكيله‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الأمر‭ ‬الأميري‭ ‬رقم‭ (‬44‭) ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬أغسطس‭ ‬2001،‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لمبادرتها‭ ‬الكريمة‭ ‬بتخصيص‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭  ‬يوما‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬فيه‭ ‬بعطاء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ومنجزاتها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬ولتقدير‭ ‬مشاركتها‭ ‬وعطائها‭ ‬وأثره‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬فكان‭ (‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭) ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬أن‭ ‬يتزامن‭ ‬الاحتفاء‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لذكرى‭ ‬تولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭.‬

وتحت‭ ‬شعار‭ (‬المرأة‭ ‬شريك‭ ‬جدير‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭) ‬يحتفل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2024‭ ‬بيوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وهذا‭ ‬الشعار‭ ‬المُلهم‭ ‬يُعزز‭ ‬المكانة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمرأة‭ ‬والتي‭ ‬مذ‭ ‬وجدت‭ ‬وهي‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬وفاعل‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬المجتمع،‭ ‬والتي‭ ‬امتدّ‭ ‬دورها‭ ‬لتقبل‭ ‬مهام‭ ‬إضافية‭ ‬بجانب‭ ‬بناء‭ ‬الأسرة‭ ‬لتكون‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حضورها‭ ‬الفعلي‭ ‬وشراكتها‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ -‬كما‭ ‬كفل‭ ‬لها‭ ‬الدستور‭- ‬بجدارة‭ ‬وعلى‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭ ‬وعملي‭.‬

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صور‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬المختلفة‭ ‬المباشرة‭ ‬وغير‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬حقوقها‭ ‬الأسرية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية،‭ ‬كما‭ ‬أسهم‭ ‬المجلس‭ ‬بشكل‭ ‬مشهود‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬تبوء‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬قبل‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬الإصلاحي‭ ‬وتكوين‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬وقد‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭ ‬كنتيجة‭ ‬لما‭ ‬يُشكّله‭  ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬حقيقي‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬المشورة‭ ‬والرأي‭ ‬التي‭ ‬يُقدمها‭  ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يختص‭  ‬بشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬وبيان‭ ‬أهمية‭ ‬دورها‭ ‬كشريك‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬متبوعاً‭ ‬بمراقبة‭ ‬أدائها‭ ‬وتقدمها‭ ‬وتشجيعها‭ ‬لضمان‭ ‬استدامة‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬وتطوره‭.‬

فهنيئا‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬يُعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬بيوت‭ ‬الخبرة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعمل‭ ‬النسائي‭ ‬إقليميا،‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬بيت‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭ ‬بحرينية،‭ ‬ومبارك‭ ‬تقدمه‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬والعطاء‭ ‬وإلى‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬الأعوام‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬أتقدم‭ ‬بالتهنئة‭ ‬باسمي‭ ‬وباسم‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬بحرينية‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وإلى‭ ‬مقام‭ ‬سيدتي‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وإلى‭ ‬مقام‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬الثالثة‭ ‬والعشرين‭ ‬لتشكيل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭.‬

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا