شهدت مملكة البحرين في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الرياضة، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة والاهتمام الكبير من قبل سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.
لقد كانت مبادرة سموّه بتنظيم مؤتمر البحرين الدولي للذكاء الاصطناعي في الرياضة عام 2021 نقطة تحول حقيقية، حيث جمع المؤتمر نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي والرياضة. وقد أثمر هذا المؤتمر العديد من الأفكار والمبادرات التي أسهمت في تسريع وتيرة تطوير هذا المجال في البحرين.
ولم يتوقف سموّه عند هذا الحد، بل وجه بتدشين لجنة الذكاء الاصطناعي في الرياضة عام 2023، والتي تضم نخبة من الكفاءات البحرينية والعالمية. تعمل هذه اللجنة على تطوير استراتيجية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب القطاع الرياضي، وذلك بهدف رفع مستوى الأداء الرياضي البحريني وتعزيز مكانة المملكة على الخارطة الرياضية العالمية.
كما رعى سموّه على مدى ثلاث سنوات متتالية مؤتمرات لجوائز البحرين للرؤساء التنفيذيين الداعمين للذكاء الاصطناعي، ما شجع الشركات والمؤسسات على الاستثمار في هذا المجال والمساهمة في تطوير الحلول الذكية.
شراكة استراتيجية بين مركز سمو الشيخ ناصر والهيئة العامة للرياضة
تعد الشراكة الاستراتيجية بين مركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي والهيئة العامة للرياضة حجر الزاوية في جهود تطوير هذا المجال في البحرين. يعمل المركز على توفير الخبرات التقنية والبحثية اللازمة لتطوير التطبيقات الذكية التي تستفيد منها مختلف الألعاب الرياضية ويلعب دورا حاسما في اكتشاف وتطوير أحدث الحلول الرياضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وقد أثمرت هذه الشراكة تطوير العديد من الأنظمة الذكية، مثل النظام المتقدم لتحليل مباريات تنس الطاولة عبر الرؤية الحاسوبية، حيث يقوم النظام بمتابعة حركة الكرة خلال المباراة وحساب سرعة الضربات بالإضافة الى مراقبة نقاط المباراة في الوقت الفعلي.
تم أيضا تطوير نظام لتحليل للتنبؤ بنتائج مباريات التنس الأرضي بشكل تفصيلي، حيث يقوم النظام بتحليل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بأداء اللاعبين. وبناءً على هذه التحليلات، يتمكن النظام من تقديم تنبؤات دقيقة حول نتيجة المباراة، مما يساعد المدربين واللاعبين على اتخاذ قرارات استراتيجية أكثر فعالية.
بالإضافة إلى اللوحة مقارنة متقدمة للتنبؤ بأداء لاعبي فنون القتال المختلطة، حيث تقوم اللوحة بتحليل مجموعة واسعة من البيانات، مثل قوة الضربات، والقدرة على التحمل، والمهارات الفنية، لتقديم تقييم شامل لأداء كل لاعب. ويساعد هذا النظام المتخصصين في هذا المجال على اختيار المنافسين المناسبين، وتطوير استراتيجيات قتالية فعالة.
مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي في الرياضة البحرينية
لا شك أن هذه المشاريع هي مجرد بداية، حيث توجد العديد من المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف الرياضات. ومن المتوقع أن يشهد القطاع الرياضي البحريني تطورات نوعية في السنوات القادمة، حيث ستسهم التطبيقات الذكية في تحسين أداء اللاعبين، وتطوير أساليب التدريب، وتحسين تجربة الجماهير.
النمو العالمي والتطبيقات المتنوعة
على الصعيد العالمي يشهد سوق الذكاء الاصطناعي في الرياضة نموًا هائلاً على مستوى العالم، من المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي في الرياضة بشكل كبير، ليبلغ نحو 21 مليار دولار في عام 2029 من نحو 5.93 مليارات دولار في عام 2024، بمعدل سنوي مركب يبلغ نحو 30 في المائة، وفقًا لبيانات Mordor Intelligence. حيث يتم بالفعل استخدام العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال. وفقًا لجيوفاني سيسينا، مدير إدارة البرامج في ISA Digital Consulting في روما، أدى التخصيص الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي على تطبيق الدوري الألماني إلى زيادة بنسبة 17 في المائة في الوقت المستغرق ومتوسط 23 في المائة من الجلسات لكل مستخدم.
ختامًا، فإن مملكة البحرين تُسجل إنجازات باهرة في مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي في الرياضة. ومن خلال الاستثمار في البحث والتطوير والشراكات الاستراتيجية، فإن المملكة تسهم في رسم مستقبل جديد للرياضة. ومن المتوقع أن تشهد مملكة البحرين المزيد من التطورات في هذا المجال في السنوات القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك