يشكل انتشار مرض جدري القرود تحديًا صحيًا عالميًا، وقد اتخذت بعض الدول العربية مجموعة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا التحدي، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية جدري القردة طارئة صحية عالمية تستدعي القلق، وهي أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه المنظمة بشأن مرض معين، وذلك بعد انتشار المرض في الكونجو الديمقراطية وبعض دول إفريقيا المجاورة.
ويعني قرار المنظمة أن «M BOX» يشكل خطرا على الصحة العامة وينتقل من دولة إلى أخرى ما يتطلب استجابة دولية منسقة، وقد تم الإبلاغ عن حالات إصابة في أربع دول في إفريقيا لم تكن لديها من قبل أي حالات إصابة معروفة بجدري القردة.
وهو مرض فيروسي ينتقل بالمخالطة، وقد يؤدي المرض إلى الوفاة في حالات نادرة لا تزيد على 1% وأعراضه عادة ما تكون معتدلة تشبه أعراض الإنفلونزا مثل ارتفاع درجة الحرارة وآلام الجسم والطفح الجلدي وبثور في الجسد، ومعظم المرضى يتعافون بشكل كامل.
اكتُشف جدري القردة لأول مرة في عام 1958 عندما ظهرت حالتان من مرض مشابه للجدري في مستعمرات من القرود كانت تُستخدم في البحث العلمي في الدنمارك.
وفي عام 1970 تم توثيق أول حالة إصابة بشرية بجدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخلال هذه الفترة أسهم بعض الأطباء والعلماء في زيادة الفهم حول جدري القرود وإدارة تفشيه من خلال أبحاثهم ودراساتهم منهم الدكتور (ديميتي د. ميلتون) باحث وطبيب نيجيري، والدكتور (مايكل أوسلاندر) عالم وبائيات أمريكي في مجال الأمراض المعدية، والدكتورة (أندريا ماكمولين) خبيرة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، والبروفيسور (نيل فيرجسون) عالم أوبئة بريطاني شارك في تحليل وتوقع انتشار الفيروسات بما في ذلك جدري القرود. وفي ظل تفشي مرض جدري القردة في القارة الإفريقية وإعلان الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي حالة طوارئ صحية اتخذت بعض الدول كمصر وتونس والعراق وغيرها إجراءات احترازية مشددة لمنع دخول المرض إلى أراضيها. وأكدت وزارة الصحة البحرينية أنه والحمد لله لم يتم رصد أي إصابة بالفيروس في المملكة ووضعت خطة استباقية طارئة تحسبا لأي حالات محتملة.
كما عودتكم صفحة «الخليج الطبي» ستحاور المختصين وتنشر التوعية المطلوبة في الفترة القادمة. حفظكم الله جميعا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك