لا يزال لغز اغتيال إسماعيل هنية، بعد ساعات قليلة من مشاركته في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الجديد، والتبعات الداخلية والخارجية لذلك، العنوان الأبرز لتغطية الصحف الإيرانية الصادرة أمس.
وقالت صحيفة «خراسان» إن هذا اللغز لا يزال يحمل في خفاياه أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات وإيضاحات، لافتة إلى أن الكثير من الناس في الداخل والخارج الإيراني في حيرة واندهاش من هذا الحادث المعقد.
وأشارت الصحيفة إلى تضارب الروايات حول طريقة الوصول إلى «هنية» واغتياله، بين ما تدعيه إيران، وبين ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز»، التي أكدت اغتيال هنية عبر عبوة ناسفة كانت مخبأة في مكان إقامته منذ شهرين، وهي رواية تنفيها إيران، وتؤكد في المقابل أن الاغتيال تم عبر مقذوف أُطلق من الجو نحو غرفة رئيس حركة حماس.
كما لفتت الصحيفة إلى الجدل، الذي أُثير حول تصريحات بعض وسائل الإعلام الإيرانية، التي نقلت عن محللين موالين للحكومة ادعاءاتهم بأن الموساد الإسرائيلي وصل إلى هنية من خلال الضعف الموجود في فريق الحماية الفلسطيني، وهي تصريحات دفعت ممثل «حماس» في إيران، خالد القدومي، إلى الرد وانتقادها، واصفًا إياها بـ «التصريحات المستغربة وغير الأخلاقية»، وشدد على ضرورة انتظار التحقيقات من جانب الجهات الأمنية وعدم استباق الأحداث.
فيما رأت صحيفتا «تجارت» أن حادث اغتيال هنية في اليوم الأول من عهد حكومة بزشكيان، وحتى قبل إعلان تشكيلته الوزارية، يضع هذه الحكومة على محك الاختبار لتقدم طريقتها في التعامل مع الأزمات المفاجئة والمعقدة، مشددة على أن موقف الحكومة الجديدة صعب للغاية؛ فهي قد لا تستطيع الخروج من هذه الأزمة بالوعود والآمال نفسها، التي أطلقتها قبل أيام معدودات.
قالت صحيفة «جمهوري إسلامي» إن حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران له أبعاد مختلفة، ويجب على السلطات الإيرانية دراسة هذه الأبعاد كافة قبل الإقدام على الرد؛ لأن الرد المتسرع يمكن أن يقود إلى نتائج عكسية ضد إيران.
وأول هذه الأبعاد التي يجب الوقوف عليها، وفقًا لما جاء في الصحيفة، هي أن الحادث تم بضوء أخضر أمريكي، وأن إسرائيل كانت قادرة على اغتيال هنية في قطر أو تركيا، لكنها اختارت إيران لأنها أرادت «إهانة» طهران والتأكيد بأن لديها عوامل ونفوذًا داخل البلاد.
ويتمثل البُعد الآخر لحادث اغتيال هنية بطهران في توقيته؛ حيث حضر هنية في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، معتقدة أن إسرائيل وأمريكا من خلال هذه العملية أرادتا إفشال مساعي الحكومة الإيرانية الجديدة في الانفتاح على العالم واعتماد نهج جديد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك