لم تكن محاولة اغتيال المرشح الجمهوري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أثناء تجمع انتخابي في بنسلفانيا الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، إذ سجل تاريخ العنف السياسي أحداثا عديدة، انضم دونالد ترمب إلى قائمة طويلة من التاريخ الدموي لمحاولات الاغتيال السياسي لرؤساء وسياسيين أمريكيين، سواء خلال منصبهم الرئاسي أو بعده.
أبراهام لينكولن..
في 26 أبريل 1865، تمت أول عملية اغتيال للرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن، برصاصة استقرت في مؤخرة رأسه أثناء مشاهدته عرضا مسرحيا، على يد جون ويلكس بوث، الممثل ومؤيد الكونفدرالية، الذي كان غاضباً من اقتراح الرئيس آنذاك بأن حقوق التصويت يجب أن تمتد لتشمل الأمريكيين السود.
أندرو جاكسون..
نجا الرئيس أندرو جاكسون، الذي تعرض لمحاولة اغتيال عام 1835.
ووقتها حاول رجل يدعى ريتشارد لورانس إطلاق النار على جاكسون باستخدام مسدسين، لكن السلاحين كليهما تعطلا، ليتمكن الرئيس من الدفاع عن نفسه بمساعدة الجمهور.
جيمس غارفيلد..
في يوليو 1881، بعد أشهر قليلة على انتخاب مرشح الحزب الجمهوري جيمس غارفيلد رئيساً للولايات المتحدة، توجّه إلى محطة القطار في واشنطن في طريقه للسفر من أجل قضاء عطلته الصيفية في المحطة، فاقترب منه رجل أربعيني، وسحب مسدّسه ليطلق منه رصاصتين باتجاهه، مزقت إحداهما طحاله، وبسبب نقص في التعقيم، أصاب التسمم دماء غارفيلد، وفي 19 سبتمبر من العام نفسه، قضى متأثراً بإصابته.
مدة غارفيلد هي ثاني أقصر مدة رئاسية في أمريكا، حيث بلغت مدة ولايته ما يزيد قليلاً على ستة أشهر.
وادعى قاتل غارفيلد، تشارلز جيه غيتو، أنه أطلق النار على الرئيس لأنه كان غاضباً لعدم تعيينه سفيراً لدى فرنسا.
ويليام ماكنلي..
في 6 سبتمبر عام 1901، اغتيل الرئيس الأمريكي الخامس والعشرون ويليام ماكنلي، أثناء معرض في نيويورك في سبتمبر 1901، بعد ان اقترب منه في قاعة الموسيقى في المعرض ليون كولغوش ليصافحه، قبل أن يزيح منديلاً كان يغطي به مسدّساً في يده اليمنى، ويطلق النار على بطن ماكنلي وصدره، وكانت حجة القاتل في الدفاع عن نفسه بسيطة وموجزة: «كيف يمكن لإنسان أن يحظى بكل هذا التقدير بينما لا يحظى غيره به؟».
ثيودور روزفلت..
في سنة 1912، تعرض ثيودور روزفلت لمحاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي، على غرار ما حدث مع ترامب.
وأطلق صاحب حانة يدعى جون شرانك النار على روزفلت، لكن الأخير نجا بسبب ألواح نظاراته السميكة التي كانت موجودة في جيب معطفه، مع نسخة سميكة من خطابه، مما ساعد على التصدي للطلقة.
فرانكلين روزفلت..
في 1933، تعرض الرئيس فرانكلين روزفلت لمحاولة اغتيال في مدينة ميامي قبل تنصيبه بشكل رسمي، وذلك عندما أطلق عليه النار جوزيبي زانجارا، لكن الرصاصات أصابت عمدة شيكاغو، أنطون سيرماك، وأردته قتيلا.
هاري ترومان..
تعرض الرئيس هاري ترومان لمحاولة قتل عام 1950 من قبل قوميين بورتوريكيين، عندما هاجموا منزله في واشنطن العاصمة. وتم قتل أحد المهاجمين من قبل الحراس.
جون كينيدي..
في 22 نوفمبر 1963، أثناء مروره في سيارة مكشوفة بأحد شوارع دالاس في تكساس، قُتِلَ الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثون جون كينيدي برصاصات في رأسه، ووُجِّهَت تهمة القتل إلى المشتبه فيه «لي هارفي أوزوالد»، وبعد عقود من الحادثة، لم تقنع الرواية الرسمية أحداً، لا في الولايات المتحدة ولا خارجها، وهو ما يفسّر إعادة فتح القضية في الإعلام مراراً وتكراراً، وتداول روايات مختلفة بشأنها.
الرئيس جيرالد فورد
واجه الرئيس جيرالد فورد محاولتي اغتيال متتاليتين سريعتين عام 1975، لكنه نجا من الموت.
جيمي كارتر..
في مايو 1979، حاول ريموند لي هارفي اغتيال الرئيس الأمريكي التاسع والثلاثين جيمي كارتر، أمام مركز تسوق «سيفيك» في «لوس أنجلوس»، ولكنه فشل في مهمته ووقع في قبضة الشرطة.
رونالد ريجان..
في مارس 1981، أطلق جون هينكلي جونيور النار على الرئيس الأمريكي الأربعين رونالد ريغان، أثناء خروجه من فندق «واشنطن هيلتون» إلى سيارته «الليموزين» وأصابه في صدره، قبل أن تسعفه الفرق الطبية وتنقذ حياته.
بيل كلينتون..
الرئيس الأمريكي الثاني والأربعون، بيل كلينتون، تعرض لثلاث محاولات اغتيال في عامٍ واحد هو عام 1994، أولها على يد رونالد جين باربور أثناء ممارسته رياضة المشي، والثانية حين صدم يوجين كودور طائرته الصغيرة في حديقة البيت الأبيض، والثالثة حين أطلق فرانسيسكو مارتن دوران طلقات نارية باتجاه البيت الأبيض، قبل أن يهاجمه سياح ويسقطوه أرضاً لتعتقله الشرطة.
جورج بوش الابن..
الرئيس الأمريكي الثالث والأربعون، جورج بوش الابن، تعرض بدوره لمحاولتي اغتيال، الأولى في فبراير 2001، حين أطلق الموظف السابق في دائرة خدمات الإيرادات الداخلية، روبرت بيكيت، النار على البيت الأبيض أثناء ممارسة بوش الرياضة في حديقة البيت الأبيض، والثانية في العاصمة الجورجية تبيليسي، حين رمى أحد القوميين قنبلة يدوية باتجاهه أثناء وجوده مع الرئيس الجورجي، ميخائيل ساكاشفيلي، من دون أن تنفجر.
باراك أوباما..
الرئيس الأمريكي الرابع والأربعون، باراك أوباما، تعرض لعدة محاولات اغتيال، ففي عام 2011، أطلق راميرو أورتيغا هيرنانيز النار على البيت الأبيض مصرّحاً أنّ «أوباما ضد المسيح». وفي عام 2013 عُثِرَ على أحد أنواع السموم داخل رسالة موجّهة إلى أوباما، وتبين أنّ مرسلها هو جيمس إيفيرت دوتشكي، الذي حُكِمَ عليه بالسجن 25 عاماً.
مارتن لوثر كينج..
ولم تقتصر محاولات الاغتيالات على الرؤساء الأمريكيين فحسب، ولكن استهدفت السياسيين والنشطاء، ولعل أبرزهم مارتن لوثر كينج الذي اغتيل في أبريل عام 1968، بعدما أُطلق عليه الرصاص أثناء وقوفه في شرفة حجرته بفندق صغير في مدينة ممفيس بولاية تينيسي، وقد ذهب هناك لدعم احتجاج لعمال الصحة ذوي الأصول الإفريقية، من أجل الحصول على حقوق مساوية لزملائهم البيض، وكان لوثر كينج الزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية، وشجع على حدوث تغييرات اجتماعية واسعة من خلال وسائل سلمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك