العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

قراءة في حكم بطلان عضوية نائب بمجلس النواب

{ بقلم: المحامي فريد غازي جاسم رفيع

الجمعة ١٢ يوليو ٢٠٢٤ - 02:06

أصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬البحرينية‭ ‬حكماً‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬يوليو‭ ‬الجاري‭ ‬بإبطال‭ ‬عضوية‭ ‬نائب‭ ‬بطعن‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لشؤون‭ ‬الجنسية‭ ‬والجوازات‭ ‬والإقامة‭ ‬احتكاماً‭ ‬للفقرة‭ (‬أ‭) ‬من‭ ‬المادة‭ (‬57‭) ‬من‭ ‬الدستور،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬اشترط‭ ‬الا‭ ‬يكون‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬مزدوج‭ ‬الجنسية،‭ ‬سواءٌ‭ ‬كان‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬يحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بصفة‭ ‬أصلية‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬جنسية‭ ‬دولةٍ‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬اكتسب‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬واحتفظ‭ ‬بجنسيته‭ ‬الأصلية‭ ‬أو‭ ‬اكتسب‭ ‬أي‭ ‬جنسيةٍ‭ ‬أخرى،‭ ‬فإنه‭ ‬يعتبر‭ ‬فاقداً‭ ‬لشرط‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬الترشيح‭ ‬والعضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬ولكون‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬الذي‭ ‬طبق‭ ‬صريح‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ (‬57‭) (‬أ‭) ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬المعدلة‭ ‬في‭ ‬التعديلات‭ ‬الدستورية‭ ‬الصادرة‭ ‬بعام‭ ‬2012،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬النص‭ ‬في‭ ‬التعديل‭ ‬الدستوري‭ ‬2002‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬شرط‭ ‬مضي‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لاكتساب‭ ‬الجنسية‭ ‬وغير‭ ‬حامل‭ ‬لجنسية‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬جنسيته‭ ‬البحرينية‭ ‬بصفة‭ ‬أصلية،‭ ‬وهذا‭ ‬التعديل‭ ‬جاء‭ ‬استناداً‭ ‬الى‭ ‬مرئيات‭ ‬حوار‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني‭ ‬المرفوعة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المُعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬بمشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والشبابية‭ ‬والنسائية‭ ‬ومشاركة‭ ‬السُلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬التعديل‭ ‬جاء‭ ‬برغبة‭ ‬شعبية‭ ‬وملكية‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬صدر‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ ‬21‭ ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬لعام‭ ‬1963‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬المادة‭ (‬9‭) ‬فقر‭(‬1‭): ‬

1‭. ‬يفقد‭ ‬البحريني‭ ‬جنسيته‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الحالتين‭ ‬الآتيتين‭: ‬

أ‌‭. ‬إذا‭ ‬تجنس‭ ‬مختاراً‭ ‬بجنسية‭ ‬أجنبية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭.‬

وعلى‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬اكتسب‭ ‬جنسية‭ ‬أجنبية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬قبل‭ ‬العمل‭ ‬بحكم‭ ‬الفقرة‭ ‬السابقة‭ ‬توفيق‭ ‬أو‭ ‬ضاعه‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬إما‭ ‬بالتنازل‭ ‬عن‭ ‬الجنسية‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬أو‭ ‬بالتقدم‭ ‬بطلب‭ ‬لوزير‭ ‬الداخلية‭ ‬للإذن‭ ‬له‭ ‬بالاحتفاظ‭ ‬بتلك‭ ‬الجنسية‭.‬

ويعتبر‭ ‬فاقداً‭ ‬للجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يصدر‭ ‬مرسوم‭ ‬بشأنه‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬وبعد‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بعدم‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬احتفاظه‭ ‬بالجنسية‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬تنازله‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجنسية‭.‬

حيث‭ ‬يستفاد‭ ‬مما‭ ‬تقدم‭ ‬بأن‭ ‬القانون‭ ‬وضع‭ ‬الضوابط‭ ‬لتطبيق‭ ‬المادة‭ ‬الدستورية‭ ‬المعدلة‭ ‬رقم‭ (‬57‭) (‬أ‭) ‬نظراً‭ ‬لأهمية‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬لكونها‭ ‬تُمثل‭ ‬الشعب‭ ‬بأسره،‭ ‬ويرعى‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ (‬89‭) ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬وأهمية‭ ‬المنصب‭ ‬في‭ ‬عضوية‭ ‬المجلسين‭ ‬جاءت‭ ‬الحماية‭ ‬التشريعية‭ ‬لحفظ‭ ‬كيان‭ ‬مكونات‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬لمن‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬شرف‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الدُول‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬يحق‭ ‬لها‭ ‬وضع‭ ‬الحماية‭ ‬للمناصب‭ ‬والعضويات‭ ‬العليا‭ ‬كالمناصب‭ ‬الرئاسية‭ ‬والوزارية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والبلدية‭ ‬وهذا‭ ‬مطلب‭ ‬شعبي‭ ‬دولي‭ ‬وما‭ ‬خرج‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مرئيات‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني،‭ ‬وحيث‭ ‬ان‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬قد‭ ‬أرست‭ ‬مبدأ‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الطعن‭ ‬بالبطلان‭ ‬في‭ ‬عضوية‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬وهو‭ ‬المبدأ‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُحترم‭ ‬لكونه‭ ‬صادراً‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬السُلطة‭ ‬القضائية‭ ‬المختصة‭ ‬بتوحيد‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬وبذلك‭ ‬أُسِدل‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬الطعون‭ ‬الصادرة‭ ‬تطبيقاً‭ ‬للمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬7‭) ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬بتعديل‭ ‬المادة‭ (‬28‭) ‬من‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬15‭) ‬لسنة‭ ‬2002‭ ‬بشأن‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭.‬

 

عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬سابقا

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا