شهدت بطولة كأس أمم أوروبا «يورو 2024» «حروبا وصراعات» فكاهية بين جماهير البطولة الأوروبية لم تكن أقل دراماتيكية من مباريات كرة القدم، تحت عنوان «الأطباق الوطنية».
تستضيف ألمانيا منافسات يورو2024 من 14 يونيو حتى 14 يوليو القادم، والتي سيتذكرها الكثيرون بسبب «حروب الطعام» التي انتشرت بين مشجعي المنتخبات المشاركة.
كان السويسريون أول من بدأ مواجهة الطعام بعد أن رفع أحد المشجعين لافتة كتب عليها «الفوندو أفضل من الغولاش» خلال مواجهة منتخب هنغاريا.
الفوندو هو طبق من الجبن الذائب في وعاء ساخن، مغموس في الخبز، المعروف أيضا باسم وعاء الجبن الساخن. وهذا طبق مشهور في سويسرا.
الغولاش هو حساء هنغاري مصنوع من اللحم المطبوخ والخضراوات، وهو طبق قديم ومشهور من المطبخ الهنغاري.
لكن هذه المزحة البسيطة تجاه الطبق الوطني الهنغاري تصاعدت بسرعة، وأشعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولت المزحة إلى حرب طعام حامية.
في غضون ساعات، أصبح «الفوندو أفضل من الغولاش» موضوعا شائعا على منصة «إكس»، مما أثار نقاشات حامية وصدامات بين المشجعين، ليتحول التركيز من نتيجة المباراة إلى الجدل حول الطعام ومزايا كل طبق وطني.
ولم تتوقف حرب الطعام عند هذا الحد، بعد أن قرر المشجعون الألبان الانضمام إلى المعركة خلال مواجهتهم ضد إيطاليا، وجلبوا صناديق من المعكرونة الجافة قاموا بكسرها أمام المشجعين الإيطاليين.
وأدت هذه الاستفزازات الطهوية إلى انتشار مقاطع فيديو ومعارك أخرى على الإنترنت، وجاء الرد الإيطالي برفع مشجعي «الآزوري» لافتات كتب عليها: «كلوا المعكرونة، اجروا أسرع»، تأكيدا لفخرهم الوطني، وكانت الحيل المتعلقة بالطعام في صدارة المشهد.
وتكررت الحوادث المماثلة، حيث أخذ المشجعون النمساويون قبل مباراتهم ضد فرنسا في كسر أرغفة الخبز الفرنسية «الباغيتات» أمام المشجعين الفرنسيين، معلنين «الشنيتزل أفضل من الباغيت».
والشنيتزل هو طبق نمساوي يعدّ من شرائح اللحم أو الدجاج منزوع العظم مغطى بالبقسماط ومقلي بالزيت.
وفي ثقافة الطهي الإيطالية والفرنسية، يعتبر كسر السباغيتي والرغيف الفرنسي إلى النصف من المحرمات. لذلك، غالبا ما يتم استخدام هذا الأسلوب كلما أراد شخص ما إثارة غضب شعبي هذين البلدين.
ومع ذلك، فإن حروب الطهي تأتي أحيانا بنتائج عكسية على أولئك الذين يبدأونها، إذ خسرت ألبانيا أمام إيطاليا بعد كسر السباغيتي 1-2 وهزمت النمسا أمام فرنسا 0-1 بعد كسر الرغيف الفرنسي.
ويسلّي المشجعون الذين يتوافدون على ألمانيا أنفسهم بـ«حروب الطعام»، حتى إن الشرطة الألمانية لاحظت غياب العنف ورحبت بالمنافسة الفكاهية، بدلا من الصراعات المحتدمة بين المشجعين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك