وجد تقرير أن أطفال المملكة المتحدة أقصر وأكثر بدانة وأكثر مرضا وسط سوء التغذية والفقر وانعدام الأمن الغذائي، محذراً من أن الملايين يواجهون «قنبلة موقوتة» من الظروف الصحية التي يمكن تجنبها.
وقال التقرير الذي أصدرته مؤسسة الغذاء إن متوسط طول الأطفال في سن الخامسة آخذ في الانخفاض، وزادت مستويات السمنة بنحو الثلث، وارتفع عدد الشباب الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني بأكثر من الخمس.
ووجد الباحثون أن التسويق للأغذية الرخيصة فائقة المعالجة والأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى التغذية الأساسية وارتفاع مستويات الفقر والحرمان، جميعها تؤدي إلى «الانخفاض الكبير» في صحة الأطفال.
وخلص التقرير إلى أن الفشل في عكس هذا المسار المثير للقلق سيؤدي إلى ظهور جيل مثقل طوال حياته بالأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي وتأثير التعايش مع المرض على الصحة العقلية، يليه الموت المبكر.
ووفق صحيفة الجارديان «The Guardian» حذر خبراء الصحة والسياسيون ونشطاء الغذاء من أنه بدون اتخاذ إجراءات فورية لعكس الأضرار فإن الأزمة ستطغى على الخدمات الصحية الوطنية وتضعف الاقتصاد عقودا من الزمن، حيث يعاني الكثير من السكان من المرض إلى درجة أنهم لا يستطيعون العمل.
وقال هنري ديمبلبي مسؤول الغذاء الحكومي السابق ومؤلف الاستراتيجية الغذائية الوطنية: «إن التدهور في صحة الأطفال الذي يظهر بوضوح في هذا التقرير هو نتيجة صادمة ومحزنة للغاية لفشل النظام الغذائي في المملكة المتحدة».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى أن تتخذ الحكومة المقبلة إجراءات حاسمة لجعل الغذاء الصحي والمستدام ميسور الكلفة، ووقف التدفق المستمر للوجبات السريعة، وإدراك أن الاستثمار في صحة الأطفال هو استثمار في مستقبل البلاد».
وسلط تقرير مؤسسة الغذاء الذي تضمن تحليلا جديدا لبيانات من مصادر حكومية وصحية الضوء على التدهور السريع في حالة صحة الأطفال، مظهراً أن طول الأطفال في سن الخامسة في المملكة المتحدة آخذ في الانخفاض منذ عام 2013، كما أن الأطفال أقصر من أقرانهم في جميع البلدان الأخرى المماثلة تقريبًا.
وجد الباحثون أن مستويات السمنة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عامًا في إنجلترا زادت بنسبة 30% منذ عام 2006، حيث يعاني واحد من كل خمسة أطفال من السمنة رسميًا بحلول وقت ترك المدرسة الابتدائية.
وأضافت الدراسة أن حالات الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، المرتبط بالسمنة، ارتفعت بنسبة 22% بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا في إنجلترا وويلز في السنوات الخمس الماضية.
ووفقا للتقرير فإن الأطفال الذين يولدون في المملكة المتحدة اليوم سيتمتعون بصحة أقل مدة عام مقارنة بالأطفال الذين ولدوا قبل عقد من الزمن، حيث لم تؤخذ الصحة الغذائية للأطفال على محمل الجد بما فيه الكفاية وجميع السياسات لم تعالج خطورة المشكلة.
من جهته، قال مايكل مارموت مدير معهد العدالة الصحية التابع لكلية لندن الجامعية حول التقرير الجديد: «لقد اعتدنا أن نفكر في الجمع بين نقص التغذية والسمنة باعتباره سمة من سمات البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ونحن نشهد ذلك الآن في بريطانيا عام 2024».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك