رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يشهدها اليمن، لا تزال بلدات «يافع» التي تتوسط محافظتي لحج وأبين، جنوبي البلاد، تحافظ على عادتها التراثية السنوية، لإحياء ليالي أول أيام الأعياد الدينية، تعبيرًا عن الفرح والابتهاج، عبر إطلاق الألعاب النارية. واحتفت يافع مساء السبت، بقدوم عيد الأضحى، بما يُسمى «هَشلَة العيد» من خلال إطلاق الألعاب النارية في سماء بلداتها، وإشعال النيران في أسطح المنازل، في تقليد شعبي قديم ومتوارث، تطورت أساليبه مع مرور الزمن.
وقديمًا، كانت تحتفي يافع بـ«هشل» العيد عبر إضرام النيران على قمم الجبال والمرتفعات التي تزدحم بها مناطقها الوعرة، في تقليد مشابه للعادات التراثية التي تشهدها مناطق اليمن الأخرى، احتفاءً بقدوم المناسبات الدينية، فيما يسمى بـ«التشاعيل» التي بدأت قديمًا كوسيلة إعلامية بدائية بحلول المناسبات وإعلان انتصار الجيوش في المعارك، قبل أن تتحوّل مع التقدم الحضاري، إلى تقليد شعبي.
وتعني مفردة «هشلة» في اللهجة اليافعة، شعلة النار، كما ذكر الكاتب اليمني، علي صالح الخلاقي، في كتابه «الشائع من أمثال يافع»، أثناء تفسيره لما يعنيه المثل الذي يقول: «أول الهَشْلَهْ شَرَارَهْ». وتشير المصادر التاريخية، إلى أن عيد الأضحى يحظى بخصوصية مميزة لدى أهالي مناطق يافع؛ إذ تبدأ احتفالاته منذ يوم وقفة الحجاج في جبل عرفة، من خلال ذبح المواشي والأغنام والتصدّق بها على الفقراء، بهدف إدخال الفرح والسرور إلى نفوسهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك