العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

«هشلة العيد» تحول سماء يافع اليمنية إلى فسيفساء

الاثنين ١٧ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

رغم‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬اليمن،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بلدات‭ ‬‮«‬يافع‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تتوسط‭ ‬محافظتي‭ ‬لحج‭ ‬وأبين،‭ ‬جنوبي‭ ‬البلاد،‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬عادتها‭ ‬التراثية‭ ‬السنوية،‭ ‬لإحياء‭ ‬ليالي‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬الأعياد‭ ‬الدينية،‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬الفرح‭ ‬والابتهاج،‭ ‬عبر‭ ‬إطلاق‭ ‬الألعاب‭ ‬النارية‭. ‬واحتفت‭ ‬يافع‭ ‬مساء‭ ‬السبت،‭ ‬بقدوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬بما‭ ‬يُسمى‭ ‬‮«‬هَشلَة‭ ‬العيد‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬الألعاب‭ ‬النارية‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬بلداتها،‭ ‬وإشعال‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬أسطح‭ ‬المنازل،‭ ‬في‭ ‬تقليد‭ ‬شعبي‭ ‬قديم‭ ‬ومتوارث،‭ ‬تطورت‭ ‬أساليبه‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭. ‬

وقديمًا،‭ ‬كانت‭ ‬تحتفي‭ ‬يافع‭ ‬بـ«هشل‮»‬‭ ‬العيد‭ ‬عبر‭ ‬إضرام‭ ‬النيران‭ ‬على‭ ‬قمم‭ ‬الجبال‭ ‬والمرتفعات‭ ‬التي‭ ‬تزدحم‭ ‬بها‭ ‬مناطقها‭ ‬الوعرة،‭ ‬في‭ ‬تقليد‭ ‬مشابه‭ ‬للعادات‭ ‬التراثية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬مناطق‭ ‬اليمن‭ ‬الأخرى،‭ ‬احتفاءً‭ ‬بقدوم‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية،‭ ‬فيما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«التشاعيل‮»‬‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬قديمًا‭ ‬كوسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬بدائية‭ ‬بحلول‭ ‬المناسبات‭ ‬وإعلان‭ ‬انتصار‭ ‬الجيوش‭ ‬في‭ ‬المعارك،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحوّل‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬الحضاري،‭ ‬إلى‭ ‬تقليد‭ ‬شعبي‭.‬

وتعني‭ ‬مفردة‭ ‬‮«‬هشلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬اللهجة‭ ‬اليافعة،‭ ‬شعلة‭ ‬النار،‭ ‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬الكاتب‭ ‬اليمني،‭ ‬علي‭ ‬صالح‭ ‬الخلاقي،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الشائع‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬يافع‮»‬،‭ ‬أثناء‭ ‬تفسيره‭ ‬لما‭ ‬يعنيه‭ ‬المثل‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬أول‭ ‬الهَشْلَهْ‭ ‬شَرَارَهْ‮»‬‭. ‬وتشير‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬يحظى‭ ‬بخصوصية‭ ‬مميزة‭ ‬لدى‭ ‬أهالي‭ ‬مناطق‭ ‬يافع؛‭ ‬إذ‭ ‬تبدأ‭ ‬احتفالاته‭ ‬منذ‭ ‬يوم‭ ‬وقفة‭ ‬الحجاج‭ ‬في‭ ‬جبل‭ ‬عرفة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذبح‭ ‬المواشي‭ ‬والأغنام‭ ‬والتصدّق‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الفقراء،‭ ‬بهدف‭ ‬إدخال‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬إلى‭ ‬نفوسهم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا