أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد سياسات التعليم العالي «Hepi» أن أكثر من نصف الطلاب الجامعيين في المملكة المتحدة يعملون بأوقات طويلة في وظائف مدفوعة خلال فترة الدراسة، نتيجة لأزمة تكاليف المعيشة التي تجتاح البلاد.
ووفقًا للدراسة، التي شملت 10 آلاف طالب جامعي بدوام كامل، يعمل 56% منهم في وظائف مدفوعة، بمتوسط عمل يبلغ 14.5 ساعة أسبوعيا. ويعمل هؤلاء الطلاب في المتوسط 48 ساعة أسبوعيًا خلال فترة الدراسة، بينما يقضون وقتاً في حضور المحاضرات والدروس، مما يفوق بكثير متوسط ساعات العمل للبالغين في الوظائف بدوام كامل.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان «The Guardian» أكدت روز ستيفنسون، مديرة سياسات Hepi، أن نموذج التعليم العالي التقليدي يصبح غير مجدٍ إلا إذا تم تحسين دعم الطلاب مادياً، وحذرت من تطوّر نظام تعليمي ثنائي الطبقات يفصل بين الطلاب الذين يمكنهم تحمّل التكاليف، وأولئك الذين يُضطرون إلى العمل بدوام جزئي لتأمين معيشتهم.
وأضافت: «مع معركة الطلاب ضد تكاليف المعيشة، يزداد القلق حول العمل بدوام جزئي. إذا استمر هذا الاتجاه، فإن الدراسة بدوام كامل قد تصبح غير ممكنة للكثير من الطلاب».
ومن جانبه، أشار نيك هيلمان، المدير التنفيذي لمعهد Hepi، إلى أن الطلاب الذين يعملون بدوام جزئي يواجهون خطرًا أكبر من الهجرة الدراسية وفرصًا أقل للحصول على درجات متفوقة.
وفي ظل هذه التحديات، دعا هيلمان إلى زيادة الدعم المالي للطلاب وإعادة إدخال المنح الدراسية التي تغطي التكاليف الحقيقية للمعيشة، كجزء من الحلول لتخفيف الضغوط على الطلاب الذين يجمعون بين الدراسة والعمل بدوام جزئي.
وأوضحت الدراسة أيضًا أن استخدام الطلاب للمصارف والمشاكل المالية الأخرى تتزايد مع تفاقم أزمة تكاليف المعيشة، ما يستدعي تدابير فورية لدعم الطلاب وتحسين ظروفهم الدراسية والمالية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك