العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

مستشفيات غزة تكتظ بأعداد تفوق قدرتها من مصابي العدوان الإسرائيلي

الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

دير‭ ‬البلح‭ - (‬رويترز‭): ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬حازم‭ ‬فرج‭ ‬الله‭ ‬يبكي‭ ‬وهو‭ ‬يرقد‭ ‬في‭ ‬ممر‭ ‬مستشفى‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وحول‭ ‬رأسه‭ ‬ضمادة‭ ‬وبجانبه‭ ‬إحدى‭ ‬قريباته‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬إصابته‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬ووسط‭ ‬احتمالات‭ ‬ضئيلة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬طبية‭ ‬كافية‭. ‬

ولم‭ ‬يتفوه‭ ‬حازم‭ (‬10‭ ‬سنوات‭) ‬بكلمة‭ ‬منذ‭ ‬إصابته‭ ‬في‭ ‬غارة‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬على‭ ‬مدرسة‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تُستخدم‭ ‬كملجأ،‭ ‬وتظهر‭ ‬جروح‭ ‬الشظايا‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬وصدره‭ ‬ورأسه‭. ‬

وقالت‭ ‬قريبته‭ ‬أم‭ ‬ناصر‭ ‬في‭ ‬مقطع‭ ‬مصور‭ ‬حصلت‭ ‬رويترز‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬له‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬مرمي‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬المفروض‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬المركزة،‭ ‬السرير‭ ‬لسه‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬تحفظوا‭ ‬عليه‭ ‬كمان‭ ... ‬وع‭ ‬الأرض،‭ ‬لا‭ ‬فيه‭ ‬رعاية‭ ‬والدبان‭ ‬موجود،‭ ‬وحتى‭ ‬الاطباء‭ ‬والتمريض‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬استدعائهم‭ ‬والله‭ ‬هو‭ ‬المعين‭ ‬مع‭ ‬الطاقم‭ ‬الموجود‭ ‬مع‭ ‬الجرحى‭ ‬والمصابين‭ ‬الله‭ ‬يعينهم‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬مستشفى‭ ‬شهداء‭ ‬الأقصى‭ ‬في‭ ‬دير‭ ‬البلح‭ ‬وسط‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬يرقد‭ ‬حازم‭ ‬مصابا،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬حوامل‭ ‬كافية‭ ‬لتعليق‭ ‬المحاليل‭ ‬عليها‭. ‬

وقالت‭ ‬أم‭ ‬ناصر‭ ‬‮«‬طفل‭ ‬له‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬ما‭ ‬بيحكيش،‭ ‬ما‭ ‬بنعرف‭ ‬إيه‭ ‬مضاعفات‭ ‬الإصابة‭ ‬اللي‭ ‬في‭ ‬رأسه‭ ‬وظهره‭ ‬كله‭ ‬شظايا‭ ‬كمان‭ ... ‬المحلول،‭ ‬الشباب‭ ‬ماسكينه‭ ‬بأيديهم‭ ‬حتى‭ ‬المكان‭ ‬اللي‭ ‬يتحط‭ ‬فيه‭ ‬المحلول‭ ‬مفيش‭ ... ‬أدوية‭ ‬وعلاجات‭ ‬مفيش،‭ ‬على‭ ‬حسابنا،‭ ‬يعني‭ ‬أهله‭ ‬بيشتروا‭ ‬العلاجات‭ ‬شرية،‭ ‬هذا‭ ‬المفروض‭ ‬يكون‭ ‬متوافر‭ ‬للأطفال‭ ‬والمصابين‭ ‬فهذه‭ ‬مأساة‭.. ‬مأساة‭.. ‬مأساة‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬محنة‭ ‬حازم‭ ‬تتجلى‭ ‬الحالة‭ ‬المزرية‭ ‬لمستشفيات‭ ‬غزة‭ ‬المتضررة،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬التجهيز‭ ‬ونقص‭ ‬الطواقم‭ ‬البشرية،‭ ‬بعد‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬

وأدى‭ ‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المكثف‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تتكشف‭ ‬أبعادها،‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الجوع‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭. ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬بوسع‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬مزمنة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الأساسية‭. ‬كما‭ ‬دفع‭ ‬العدوان‭ ‬بتدفقات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بجروح‭ ‬خطيرة‭ ‬إلى‭ ‬القليل‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تكافح‭ ‬فيه‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الإمدادات‭ ‬الطبية،‭ ‬وهذا‭ ‬أرهق‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضات‭ ‬الذين‭ ‬يتعاملون‭ ‬مع‭ ‬محدودية‭ ‬توافر‭ ‬المساحات‭ ‬ومع‭ ‬إصابات‭ ‬رهيبة‭. ‬

وقال‭ ‬الطبيب‭ ‬خليل‭ ‬الدكران‭ ‬من‭ ‬مستشفى‭ ‬شهداء‭ ‬الأقصى‭ ‬‮«‬مستشفى‭ ‬شهداء‭ ‬الأقصى‭ ‬هو‭ ‬المستشفى‭ ‬الوحيد‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الوسطى‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬استقبال‭ ‬هذه‭ ‬الإصابات،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬المستشفى‭ ‬كان‭ ‬مملتئا‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيه‭ ‬بالمصابين،‭ ‬حيث‭ ‬قمنا‭ ‬بتكويم‭ ‬المصابين‭ ‬بين‭ ‬الممرات‭ ‬الداخلية‭ ‬وبين‭ ‬الأسرة‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬مكان‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬وقمنا‭ ‬بتكويمهم‭ ‬في‭ ‬الخيم‭ ‬الخارجية‭. ‬المستشفى‭ ‬ممتلئ‭ ‬الآن‭ ‬بالكامل‭ ‬وأعداد‭ ‬المصابين‭ ‬تفوق‭ ‬بخمسة‭ ‬أو‭ ‬ستة‭ ‬أضعاف‭ ‬عدد‭ ‬الأسرة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬القدرة‭ ‬السريرية‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‮»‬‭. ‬

بعض‭ ‬الجرحى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرجة‭. ‬وأصيب‭ ‬توفيق‭ ‬رائد‭ ‬أبو‭ ‬يوسف‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬بشظية‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬خلال‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لمخيم‭ ‬النصيرات‭ ‬للاجئين‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬تحرير‭ ‬رهائن‭. ‬

ونُقل‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬لكن‭ ‬إصابته‭ ‬كانت‭ ‬بالغة‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬رجال‭ ‬الإنقاذ‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬به‭ ‬أثر‭ ‬لنبض‭ ‬واعتقدت‭ ‬الأسرة‭ ‬أنه‭ ‬توفي‭. ‬وكان‭ ‬أبو‭ ‬يوسف‭ ‬يحفر‭ ‬قبر‭ ‬الطفل‭ ‬حين‭ ‬سمع‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬شهداء‭ ‬الأقصى،‭ ‬لكن‭ ‬إصاباته‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬تهديدا‭ ‬لحياته‭ ‬وستغيرها‭ ‬بالتأكيد‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا