العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

البحرين تستطيع المرور بأمتنا العربية إلى قرارات تاريخية

الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادتها‭ ‬الواعية‭ ‬وحكومتها‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وشعبها‭ ‬العريق‭ ‬تستطيع‭ ‬قيادة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬بل‭ ‬والوصول‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬المحطات‭ ‬التضامنية‭ ‬المأمولة‭ ‬والآفاق‭ ‬التعاونية‭ ‬المنشودة‭.‬

فالذي‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬وإلى‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬المتوازنة‭ ‬وإلى‭ ‬خطوات‭ ‬وتحركات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬ذلك‭ ‬الشعور‭ ‬الوطني‭ ‬والقومي‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬بأن‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬أمتها‭ ‬العربية،‭ ‬وأن‭ ‬قوة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬عمقها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬العربي،‭ ‬وأن‭ ‬سلامة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬سلامة‭ ‬مشاريعنا‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭ ‬التكاملية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتردد‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬وبذل‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يسود‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬أمتنا‭ ‬وينعم‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬عربي‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والتقدم‭ ‬والرخاء‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬استضافة‭ ‬واحتضان‭ ‬البحرين‭ ‬لهذه‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والإيمان‭ ‬بأن‭ ‬قضايانا‭ ‬العربية‭ ‬لن‭ ‬تحلها‭ ‬إلا‭ ‬المواقف‭ ‬العربية‭ ‬الموحدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬المباركة‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الوضع‭ ‬المأساوي‭ ‬لأهلنا‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والحالة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتردية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العربي‭ ‬المهيض،‭ ‬وعمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬مراعاة‭ ‬للمواثيق‭ ‬والأعراف‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬تكاتفا‭ ‬وتضامنا‭ ‬عربيا‭ ‬ضروريا‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬الكارثية‭ ‬والوقوف‭ ‬صفا‭ ‬عربيا‭ ‬واحدا‭ ‬أمام‭ ‬مختلف‭ ‬مشاريع‭ ‬الهيمنة‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬مقدراتنا،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬عربي‭ ‬موحد‭ ‬وقمة‭ ‬عربية‭ ‬تضامنية‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭. ‬

والبحرين‭ ‬بقيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬تستطيع‭ ‬المرور‭ ‬بأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬تاريخية،‭ ‬ومواقف‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬بعون‭ ‬الله‭. ‬فدور‭ ‬المملكة‭ ‬واضح‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭. ‬وموقفها‭ ‬محدد‭ ‬وهو‭ ‬المساندة‭ ‬الدائمة‭ ‬والحيوية‭ ‬لأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬دول‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظماتها‭ ‬الفرعية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وموقف‭ ‬البحرين‭ ‬الداعم‭ ‬والشجاع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نصرة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة،‭ ‬والوقوف‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬للدفاع‭ ‬عنها‭ ‬والدعوة‭ ‬المستمرة‭ ‬إلى‭ ‬توحيد‭ ‬مواقفنا‭ ‬لنصبح‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وتأثيرا،‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬إلا‭ ‬الأقوياء‭.‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬عيون‭ ‬العالم‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬مايو‭ ‬الجاري،‭ ‬وتترقب‭ ‬اجتماعات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬خليجنا‭ ‬إلى‭ ‬محيطنا،‭ ‬ومن‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر،‭ ‬والعالم‭ ‬يدرك‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نجتمع‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬عربي‭ ‬موحد‭ ‬للتضامن‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العدوان‭ ‬للوقوف‭ ‬صفا‭ ‬واحدا‭ ‬لمشروع‭ ‬عربي‭ ‬ضد‭ ‬مختلف‭ ‬المشاريع‭ ‬الطامعة‭ ‬في‭ ‬أراضينا‭ ‬ومقدراتنا،‭ ‬مشروع‭ ‬عربي‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭ ‬بإعادة‭ ‬كل‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭. ‬وإقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬علي‭ ‬كامل‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬67‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭. ‬

 

مؤسس‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭

‬البروفيسور‭ ‬عبدالله‭ ‬الحواج

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا