العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

مقالات

غزة وثرواتها النفطية في مشروع الشرق الأوسط الجديد

بقلم: سميرة رجب

السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

بتكلفة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ (‬50‭ ‬مليار‭ ‬شيكل‭) ‬استخدمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬آلاف‭ ‬الأطنان‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬والصواريخ‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬إبادة‭ ‬لا‭ ‬شبيه‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬لذبح‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بشرا‭ ‬وحجرا،‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬جرداء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شعب،‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ (‬جينوسايدGenocide‭ ) ‬لقتل‭ ‬البشر،‭ ‬وإبادة‭ ‬المنازل‭ (‬دوموسايد‭ ‬Domicide‭) ‬لمحو‭ ‬كل‭ ‬معالم‭ ‬وخريطة‭ ‬البلاد‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الطرقات‭ ‬والشوارع‭ ‬وحتى‭ ‬العناوين‭ (‬قتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬32623،‭ ‬وجرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75092،‭ ‬ونزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭). ‬وبحسب‭ ‬تحليلات‭ ‬اقتصادية‭ ‬جادة،‭ ‬وبأرقام‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬الارتفاع‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬بمدى‭ ‬زمني‭ ‬مفتوح‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬عملت‭ ‬هذه‭ ‬التكلفة‭ ‬الباهظة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬عجز‭ ‬ميزانية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭. (‬ورد‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬دوموسايد‮»‬‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬‭ ‬العبرية،‭ ‬بأنه‭ ‬مصطلح‭ ‬معروف‭ ‬أكاديميا‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬‮«‬جينوسايد‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬تعريف‭ ‬لـ«قتل‭ ‬المنازل‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬استحالة‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مكان‭ ‬للعودة‭ ‬إليه‮»‬‭).‬

الأرقام‭ ‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭ ‬مستقاة‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومن‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والصحافة‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية،‭ ‬مقرّبة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬الـ‭ ‬175‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭. ‬

لقد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬إعلانه‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬أولاً‭ ‬إنه‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس،‭ ‬وإن‭ ‬العقاب‭ ‬سيكون‭ ‬شديداً،‭ ‬وإن‭ ‬الحرب‭ ‬ستغير‭ ‬خريطة‭ ‬المنطقة‭ ‬ليبدأ‭ ‬عصر‭ ‬جديد،‭ ‬ولم‭ ‬نفهم‭ ‬حينه‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يعنيه‭ ‬نتنياهو،‭ ‬وما‭ ‬وراء‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬وغايات‭ ‬غير‭ ‬معلنة،‭ ‬من‭ ‬متطلباتها‭ ‬محو‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬للمجتمع‭ ‬والقانون‭ ‬الدوليين‭. ‬

ومع‭ ‬مجريات‭ ‬الحرب‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬باستعدادات‭ ‬مسبقة،‭ ‬وبعلم‭ ‬ومعرفة‭ ‬وافية‭ ‬حول‭ ‬العواقب‭ ‬التي‭ ‬ستتحملها‭ ‬إسرائيل‭ ‬اقتصاديًّا‭ ‬ومعنويًّا‭ ‬ودوليًّا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬ستخلّفه‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة‭ ‬وهذا‭ ‬الدمار‭ ‬والعنف‭ ‬الدموي‭ ‬اللاأخلاقي‭ ‬واللاإنساني‭ ‬من‭ ‬تحدٍ‭ ‬خطير‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وأجيالهم‭ ‬القادمة‭.‬

وهذا‭ ‬التحدي‭ ‬يقاس‭ ‬بحكم‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية،‭ ‬والمعرفة‭ ‬الطويلة‭ ‬بشعب‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬قضية‭ ‬وطنه‭ ‬المحتل‭ ‬منذ‭ ‬ثمانية‭ ‬عقود،‭ ‬وبقي‭ ‬مقاوما‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭... ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬التأكيد‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تراكم‭ ‬الحزن‭ ‬والألم‭ ‬والغضب‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬لن‭ ‬تزول‭ ‬آثاره‭ ‬مقابل‭ ‬أي‭ ‬ثمن‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬استرجاع‭ ‬حقوقه،‭ ‬فهذا‭ ‬التحدي‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬العصر‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬يخطط‭ ‬له‭ ‬نتنياهو‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬سيكون‭ ‬عصراً‭ ‬فلسطينياً‭ ‬مختلفاً‭ ‬يمكن‭ ‬تقدير‭ ‬مقوماته‭ ‬بمدى‭ ‬بشاعة‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬ذُبح‭ ‬فيها‭ ‬الفلسطينيون‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬الغاية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب،‭ ‬وأسباب‭ ‬النزيف‭ ‬الدموي‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬شعب‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أشهر؛‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬جواب‭ ‬عن‭ ‬تساؤلات‭ ‬مهمة‭ ‬حول‭: ‬لماذا‭ ‬الآن؟‭ ‬ولماذا‭ ‬تتحمل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخها،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬تستهدف‭ ‬محو‭ ‬غزة؟‭! ‬وما‭ ‬الحسابات‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يُكشف‭ ‬عنها‭ ‬لهذه‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة؟،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هل‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل‭ ‬غايات‭ ‬أخرى‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬المفتوحة‭ ‬بتكاليفها،‭ ‬ومداها‭ ‬الزمني؟‭ ‬أهداف‭ ‬وغايات‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬تماماً‭ ‬بادعاءات‭ ‬إنهاء‭ ‬وجود‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬النفس‭.‬

وبلغة‭ ‬الأرقام،‭ ‬كم‭ ‬ستكسب‭ ‬إسرائيل‭ ‬مقابل‭ ‬الثمن‭ ‬الباهظ‭ ‬الذي‭ ‬دفعته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب؟‭ ‬وقد‭ ‬عُرف‭ ‬عن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬دائماً‭ ‬تجنبه‭ ‬للحروب‭ ‬الطويلة‭ ‬والباهظة‭ ‬التكلفة؛‭ ‬فهل‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أهداف‭ ‬خفية،‭ ‬كما‭ ‬كانن‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أهداف‭ ‬خفية‭ ‬لغزو‭ ‬واحتلال‭ ‬العراق‭ ‬تختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭!! ‬وكما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الجديد‭...‬

نعم،‭ ‬إنه‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬غربي‭ ‬كامل،‭ ‬ومصادر‭ ‬تمويل‭ ‬مفتوحة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حروبها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التكلفة‭ ‬الباهظة‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب،‭ ‬ماديًّا‭ ‬ومعنويًّا‭ ‬وبشريًّا،‭ ‬تثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬الأرباح‭ ‬التي‭ ‬ستجنيها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والأرباح‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُحتسب‭ ‬بالأرقام،‭ ‬وبأضعاف‭ ‬وأضعاف‭ ‬الخسائر‭.‬

للحصول‭ ‬على‭ ‬إجابة‭ ‬مقنعة‭ ‬عن‭ ‬تساؤلاتنا‭ ‬سنستعين‭ ‬بدراسة‭ ‬صادرة‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الأونكتاد‭ (‬UNCTAD‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬دولية‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتجارة‭ ‬والتنمية‮»‬‭ (‬United‭ ‬Nation‭ ‬Conference‭ ‬on‭ ‬Trade‭ ‬and‭ ‬Development‭)‬،‭ ‬أنشئت‭ ‬عام‭ ‬1964‭ ‬بهدف‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬سياسات‭ ‬متعلقة‭ ‬بجميع‭ ‬جوانب‭ ‬التنمية‭ ‬لإيجاد‭ ‬بيئة‭ ‬ملائمة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬اندماج‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬فرص‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عادل‭.‬

أعد‭ ‬أونكتاد‭ ‬التقرير‭ ‬‭ ‬الدراسة‭ (‬UNCTAD‭/‬GDS‭/‬APP‭/‬2019/1‭) ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬استجابة‭ ‬لقراراتها‭ ‬رقم‭ ‬69‭/‬20‭ ‬و70‭/‬12‭ ‬و71‭/‬20‭ ‬و73‭/‬13‭ ‬و73‭/‬18‭ ‬والتي‭ ‬طلبت‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الأونكتاد‭ ‬‮«‬تقديم‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬التكاليف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يتكبدها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بسبب‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬معرفة‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ (‬UNCTAD‭/‬GDS‭/‬APP‭/‬2019/1‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬نصاً‭ ‬في‭ ‬المتن‭ ‬الذي‭ ‬يذكر‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬منها‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬تحديد‭ ‬واقتراح‭ ‬خطوط‭ ‬عريضة‭ ‬أولية‭ ‬لتقدير‭ ‬حجم‭ ‬الخسارة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬يتكبدها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بسبب‭ ‬حرمانه‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬موارده‭ ‬الطبيعية‭ ‬واستغلالها،‭ ‬ويشتمل‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬حيث‭ ‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والاقتصادية‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬الدراسة‭ ‬انحصر‭ ‬في‭ ‬موردي‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعيين،‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬قيمتهما‭ ‬وأهميتهما‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬وإيرادات‭ ‬التصدير‮»‬‭. ‬والسبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬الحاسمة‭ ‬لحقول‭ ‬النفط‭ ‬التي‭ ‬اكتُشفت‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬حديثاً‭ ‬و«التي‭ ‬شرَعت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬استغلالها‭ ‬لمنفعتها‭ ‬الخاصة‭ ‬حصراً،‭ ‬رغم‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الموارد‭ ‬تكون‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬العادة‭....‬‮»‬‭.‬

وعليه‭ ‬تؤكد‭ ‬الدراسة‭ ‬المذكورة‭ ‬إنه‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬1967‭ ‬‮«‬أصبحت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمياه،‭ ‬ولا‭ ‬تزال،‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬النزاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬أو‭ ‬إبعاد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عن‭ ‬مواردهم‭ ‬الطبيعية،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭... ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬فتؤكد‭ ‬الدراسة‭ ‬إنه‭ ‬منع‭ ‬الاحتلال‭ ‬تطوير‭ ‬حقول‭ ‬الطاقة‭ ‬العائدة‭ ‬لهم،‭ ‬وزاد‭ ‬هذا‭ ‬المنع‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬موارد‭ ‬الطاقة‭ ‬منذ‭ ‬فرض‭ ‬الحصار‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭.‬

والأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تذكره‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬تأكيدات‭ ‬لعلماء‭ ‬جيولوجيين‭ ‬واقتصاديين‭ ‬مختصين‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تقع‭ ‬فوق‭ ‬احتياطيات‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬أرضهم‭ ‬هو‭ ‬العَقَبَة‭ ‬الكبرى‭ ‬أمام‭ ‬استغلال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لتلك‭ ‬الثروات‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬وإن‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬‮«‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬العائدة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وتتحكم‭ ‬في‭ ‬تطويرها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬دراسات‭ ‬علمية،‭ ‬مرفقة‭ ‬بخرائط،‭ ‬تورد‭ ‬الدراسة‭ ‬تفصيلاً‭ ‬وافياً‭ ‬حول‭ ‬الموارد‭ ‬غير‭ ‬المكتشفة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬ألف‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬متر‭ ‬وعلى‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬60‭ ‬و150‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬إيجاد‭ ‬النفط‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة،‭ ‬بينما‭ ‬يوجد‭ ‬الغاز‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬أقل‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬حوض‭ ‬الشام‮»‬،‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬طرطوس‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬غزة،‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬تُقدّر‭ ‬بـ83‭ ‬ألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط،‭ ‬فإن‭ ‬الدراسة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تقديرات‭ ‬دائرة‭ ‬المسح‭ ‬الجيولوجي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ (‬2010‭) ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬الحصول‭ ‬منها‭ (‬الحوض‭) ‬يعادل‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬القابل‭ ‬للاستخراج‭ ‬بقيمة‭ ‬صافية‭ ‬تناهز‭ ‬71‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وما‭ ‬يعادل‭ ‬122‭ ‬تريليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬القابل‭ ‬للاستخراج‭ ‬بقيمة‭ ‬صافية‭ ‬تناهز‭ ‬453‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ (‬بأسعار‭ ‬عام‭ ‬2017‭).‬

وهذا‭ ‬يعني،‭ ‬بموجب‭ ‬الدراسة،‭ ‬إن‭ ‬حوض‭ ‬الشام‭ ‬يُعَد‭ ‬‮«‬من‭ ‬أهم‭ ‬مصادر‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬هذه‭ ‬الثروة‭ ‬الطبيعية‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬مسألة‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭ ‬العائدة‭ ‬للأطراف‭ ‬المتعددة‭ ‬المستفيدة‭ ‬منها،‭ ‬وتعقيدات‭ ‬تحديد‭ ‬صيغ‭ ‬التقاسم‭ ‬العادل‭ ‬بينهم‮»‬،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬للفلسطينيين‭ ‬مصالح‭ ‬كبرى‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الحقول‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أراضيهم‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الاحتياطيات‭ ‬المشتركة‮»‬‭.‬

وتستعرض‭ ‬الدراسة‭ ‬سردًا‭ ‬مفصلا‭ ‬حول‭ ‬اكتشافات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬قبالة‭ ‬ساحل‭ ‬غزة،‭ ‬بجانب‭ ‬المفاوضات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بشأن‭ ‬الاستغلال‭ ‬المشترك‭ ‬لحقول‭ ‬الغاز‭ ‬هذه،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬الثاني‭ (‬1995‭) ‬تم‭ ‬منح‭ ‬‮«‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولاية‭ ‬بَحْرِيّة‭ ‬على‭ ‬مياهها‭ ‬ضمن‭ ‬حدود‭ ‬20‭ ‬ميلاً‭ ‬بحريا‭ ‬من‭ ‬الساحل،‭ ‬ووقّعت‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عقداً‭ ‬لاستكشاف‭ ‬الغاز‭ ‬مدته‭ ‬25‭ ‬عاماً‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬بريتش‭ ‬غاز‭ (‬BG‭ ‬Group‭ (‬BBG‭)) ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬1999‭. ‬وفي‭ ‬مستهل‭ ‬عام‭ ‬1999‭ ‬كانت‭ ‬مجموعة‭ ‬بريتش‭ ‬غاز‭ ‬قد‭ ‬اكتشفت‭ ‬حقل‭ ‬غاز‭ ‬شاسع‭ (‬غزة‭ ‬مارين‭) ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬17‭ ‬و21‭ ‬ميلاً‭ ‬بحرياً‭ ‬قبالة‭ ‬ساحل‭ ‬غزة‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬حفرت‭ ‬مجموعة‭ ‬بريتش‭ ‬غاز‭ ‬بئرين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الغاز‭ ‬وأنجزت‭ ‬دراسة‭ ‬جدوى‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‮»‬‭... ‬وقد‭ ‬قُدّرت‭ ‬الاحتياطيات‭ ‬‮«‬بتريليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعبة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬من‭ ‬النوعية‭ ‬الجيدة‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬إمكانية‭ ‬تصدير‭ ‬الغاز‭ ‬بعد‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منه‭.‬

التقرير‭ ‬طويل،‭ ‬ولكن‭ ‬بإيجاز‭ ‬شديد‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬حقول‭ ‬الغاز‭ ‬والنفط‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والاحتياطيات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬البحر‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬‮«‬دون‭ ‬إيلاء‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يُحسم‭ ‬بإن‭ ‬حقول‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬السيادة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وإن‭ ‬الاحتياطيات‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

وفي‭ ‬الختام‭ ‬أورد‭ ‬هنا‭ ‬نصاً‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدراسة،‭ ‬ليعبر‭ ‬عن‭ ‬رأي‭ ‬واقعي‭ ‬موضوعي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهله‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬العلمية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ولا‭ ‬المحبّذ‭ ‬فصل‭ ‬المنازعات‭ ‬والتوترات‭ ‬بشأن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬عن‭ ‬سياقها‭ ‬السياسي،‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬اكتُشف‭ ‬فيها‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬قد‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬السياسية‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭: ‬بدء‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الثانية‭ (‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬2000‭)‬،‭ ‬والانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬الفلسطينية‭ (‬كانون‭ ‬الثاني‭/ ‬يناير‭ ‬2006‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬أعقبها؛‭ ‬واشتداد‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ (‬خاصة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2007‭)‬،‭ ‬وفصل‭ ‬قطاع‭ ‬عزة‭ ‬إدارياً‭ ‬عن‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ (‬تموز‭/ ‬يوليه‭ ‬2007‭)‬،‭ ‬والاضطرابات‭ ‬السياسية‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬اندلاع‭ ‬انتفاضات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ (‬عام‭ ‬2011‭). ‬وقد‭ ‬تداخلت‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬السياسية‭ ‬مع‭ ‬مستجدات‭ ‬تعلّقت‭ ‬بالنفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الظرفيات‭ ‬البالغة‭ ‬الدقة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬في‭ ‬تعقيد‭ ‬سياق‭ ‬سياسي‭ ‬معقد‭ ‬أصلاً‭. ‬وتجاهُل‭ ‬هذه‭ ‬التعقيدات‭ ‬سوف‭ ‬يحرِم‭ ‬التحليل‭ ‬من‭ ‬الاستناد‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬عديدة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‮»‬‭.‬

بإيجاز‭ ‬شديد،‭ ‬تؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬العلمية‭ ‬للأونكتاد‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬المعارك‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬زُجت‭ ‬فيها‭ ‬فلسطين،‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الجديد‭ (‬منذ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭)‬،‭ ‬أسبابها‭ ‬سياسية‭ ‬‭ ‬اقتصادية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الطبيعية‭ ‬الثرية،‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬والبدء‭ ‬باستثمارها‭ ‬بالكامل‭ ‬لصالح‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭. ‬وننتهز‭ ‬فرصة‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬أيضاً‭ ‬لتأكيد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬زُجت‭ ‬فيها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة،‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬امتداداً‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬وفلسطين‭ (‬حوض‭ ‬الشام‭)‬،‭ ‬ومصر،‭ ‬وليبيا،‭ ‬والسودان،‭ ‬هي‭ ‬بهدف‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬مواردها‭ ‬الثرية‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭... ‬والحبل‭ ‬على‭ ‬الجرار‭. ‬

هذه‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬ثروات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬المكتشفة،‭ ‬واحتياطاتها‭ ‬الأكثر‭ ‬ثراءً،‭ ‬هي‭ ‬الغاية‭ ‬الكبرى‭ ‬وراء‭ ‬حروب‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬العربي‭ ‬باختراع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬بعد‭ ‬تفجير‭ ‬البرجين‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ (‬11/9/2001‭)‬،‭ ‬ونشر‭ ‬قواعد‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬هذه‭ ‬الثروات،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬شمال‭ ‬سوريا‭ ‬و«حوض‭ ‬الشام‮»‬‭ ‬وغيرها،‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحل‭ ‬محلها‭ ‬مؤخراً‭ ‬باسم‭ ‬قوات‭ ‬‮«‬التحالف‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬والسودان‭ ‬واليمن‭. ‬

أما‭ ‬ذرائع‭ ‬نتنياهو‭ ‬المعلنة‭ (‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬ومحو‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭) ‬فما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬لذر‭ ‬الرماد‭ ‬في‭ ‬العيون‭ ‬حتى‭ ‬اكتمال‭ ‬إنهاء‭ ‬الوجود‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وإلحاق‭ ‬القطاع‭ ‬بالاحتلال‭... ‬ومن‭ ‬المؤكد،‭ ‬والمتوقع،‭ ‬إن‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لهذه‭ ‬الحروب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ستُخصص‭ ‬لإنهاء‭ ‬وجود‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإفراغ‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬لإكمال‭ ‬مشروع‭ ‬احتلال‭ ‬كامل‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين،‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يًدّعي‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬يوماً‭ ‬بحقه‭ ‬في‭ ‬موارده‭ ‬الطبيعية‭ ‬الثرية‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬بإيجاز‭ ‬المشروع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬مبكراً‭ ‬بإعلان‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬القرن‮»‬‭... ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬مرفأ‭ ‬نفطي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬مهم،‭ ‬يخدم‭ ‬الموانئ‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬ستُهيأ‭ ‬لخدمة‭ ‬مشروع‭ ‬سكة‭ ‬الحديد‭ ‬‮«‬دلهي‭ ‬‭ ‬حيفا‮»‬‭ ‬المعلن،‭ ‬والمشاريع‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬معالمها‭ ‬تتشكل‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬ومنها‭ ‬السيطرة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب،‭ ‬بذريعة‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬المضيق‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬الحوثي‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬الدلائل‭ ‬والمؤشرات‭ ‬التي‭ ‬ترشدنا‭ ‬لمعالم‭ ‬عصر‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬القادم،‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬مختلفاً‭ ‬عما‭ ‬سبقه‭ ‬تماماً،‭ ‬ولكنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬أفضل‭ ‬منه،‭ ‬وعنوانه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭... ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬يضللها‭ ‬الإعلام،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬إخفائها‭ ‬عن‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والتعمد‭.‬

 

sr@sameerarajab‭.‬net

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا