العدد : ١٦٨٣٩ - الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٩ - الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٥هـ

مقالات

في بيتنا عيد شكراً جلالة الملك

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٤ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،،‭ ‬

كعادة‭ ‬مشاعرنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وقت‭ ‬رحيل‭ ‬ضيفنا‭ ‬الكريم‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬تختلط‭ ‬فيها‭ ‬دموع‭ ‬الفرح‭ ‬بالحزن،‭ ‬حزناً‭ ‬على‭ ‬رحيله‭ ‬وخشية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬آخر‭ ‬عهدنا‭ ‬به،‭ ‬وفرحاً‭ ‬باستقبال‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬أبوب‭ ‬كل‭ ‬البيوت‭ ‬محملة‭ ‬بكل‭ ‬مظاهر‭ ‬الفرح‭ ‬التي‭ ‬تلازمه،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الفرح‭ ‬بكل‭ ‬جديد‭ ‬يصاحب‭ ‬العيد‭ ‬مروراً‭ ‬باللقاءات‭ ‬العائلية‭ ‬وانفتاح‭ ‬القلوب‭ ‬للمصالحة‭ ‬انتهاء‭ ‬بجميع‭ ‬الفعاليات‭ ‬المبهجة‭ ‬المصاحبة‭ ‬لفرحة‭ ‬العيد‭. ‬

وفي‭ ‬بيتنا‭ ‬الكبير‭ (‬البحرين‭) ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬لعيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك‭ ‬أن‭ ‬يمرّ‭ ‬بفرحه‭ ‬المعتاد،‭ ‬فيما‭ ‬يمُرّ‭ ‬ثقيلاً‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬لديه‭ ‬فرد‭ ‬سجين‭ ‬من‭ ‬أفراده،‭ ‬ولكن‭ ‬سعدت‭ ‬البحرين‭ ‬بمعايدة‭ ‬إنسانية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬عاهلها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وبمناسبة‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬بالعفو‭ ‬الشامل‭ ‬عن‭ ‬1584‭ ‬محكومًا،‭ ‬تزامنًا‭ ‬مع‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بعيد‭ ‬الفطر‭ ‬المبارك،‭ ‬فكان‭ ‬ذلك‭ ‬مُدعاة‭ ‬لنشر‭ ‬الفرح‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬البحرين‭ ‬بأكملها‭.‬

ويعكس‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬الشامل‭ ‬أسس‭ ‬ومبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والعفو‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬واتضحت‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬عهده‭ ‬الزاهر‭ ‬حينما‭ ‬اتخذ‭ ‬من‭ ‬حفظ‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وصون‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬ركيزة‭ ‬لسياسته‭ ‬وشرع‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬الحريات‭ ‬السياسية‭ ‬والعفو‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬المبعدين‭ ‬والمحتجزة‭ ‬حريتهم‭ ‬بأسبابها،‭ ‬ليحتضن‭ (‬بيتنا‭ ‬العود‭) ‬البحرين‭ ‬جميع‭ ‬أبنائه‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬وتسامح‭.‬

ومن‭ ‬جانب،‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬متماشياً‭ ‬مع‭ ‬سياق‭ ‬السياسة‭ ‬العقابية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬اتجهت‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبة‭ ‬إعمالاً‭ ‬لقانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬وبرنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة،‭ ‬في‭ ‬توجه‭ ‬إنساني‭ ‬نحو‭  ‬إدماج‭ ‬المحكومين‭  ‬بالمجتمع‭ ‬ليكونوا‭ ‬مواطنين‭ ‬صالحين‭ ‬يساهمون‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬وبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬وتعزيز‭ ‬المكتسبات،‭ ‬فيما‭ ‬يُسهم‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬في‭  ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي‭ ‬والتماسك‭ ‬الأسري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬لمّ‭ ‬شمل‭ ‬الأسرة‭ ‬وبثّ‭ ‬الفرحة‭ ‬بين‭ ‬أفرادها،‭ ‬وتخيّلوا‭ ‬فرحة‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭ ‬أو‭ ‬الزوجة‭ ‬والأبناء‭ ‬بعودة‭ ‬غائبهم‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬بريق‭ ‬أمل‭ ‬يُنبئ‭ ‬بعودتهم‭ ‬ليُشاركهم‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭.‬

فالأمل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬الشامل‭ ‬إضاءة‭ ‬لطريق‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬الشامل،‭ ‬ليكونوا‭ ‬أدوات‭ ‬بناء‭ ‬لهذا‭ ‬المجتمع‭ ‬وفي‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمنه‭ ‬وسكينته،‭ ‬لأن‭ ‬الأمن‭ ‬والنظام‭ ‬هو‭ ‬الحصن‭ ‬الذي‭ ‬يحمينا‭ ‬جميعاً‭ ‬تحت‭ ‬مظلته‭ ‬ويُمكنّنا‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬رغد‭ ‬العيش‭ ‬والسلام،‭ ‬لأن‭ ‬الأمن‭ ‬نعمة‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬فاقدوها‭.‬

ويهمني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الترابط‭ ‬المجتمعي‭ ‬بجميع‭ ‬نسيجه‭ ‬وأطيافه‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬صورة‭ ‬نموذجية‭ ‬دولية‭ ‬للتنوع‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬وأن‭ ‬ينبذ‭ ‬جميع‭ ‬أفراده‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬تقويض‭ ‬لوحدة‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لسان‭ ‬حالنا‭ ‬دائما‭ ‬هو‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬فصلت‭: (‬ادفع‭ ‬بالتي‭ ‬هي‭ ‬أحسن‭ ‬فإذا‭ ‬الذي‭ ‬بينك‭ ‬وبينه‭ ‬عداوة‭ ‬كأنه‭ ‬وليّ‭ ‬حميم‭).‬

فحمدا‭ ‬لله‭ ‬تعالى،‭ ‬وشُكراً‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬تلمّسه‭ ‬مَواطن‭ ‬الفرح‭ ‬لدى‭ ‬المُواطن،‭ ‬وتبقى‭ ‬أعين‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬معلّقة‭ ‬على‭ ‬التفات‭ ‬جلالته‭ ‬بعينه‭ ‬وتفقده‭ ‬شخصياً‭ ‬لاحتياجات‭ ‬الشعب‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطن،‭ ‬لأنه‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬ووعد‭ ‬بأنه‭: (‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شخص‭ ‬أحنّ‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬مني‭).‬

تقبّل‭ ‬الله‭ ‬طاعاتكم‭ ‬جميعاً‭ ‬وعيدكم‭ ‬مبارك‭ ‬وهنيئاً‭ ‬لجميع‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬الشامل‭ ‬وهنيئاً‭ ‬لأسرهم‭ ‬هذه‭ ‬الفرحة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا