العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

يوم الأرض الفلسطيني

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٣١ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬

كنت‭ ‬أعتزم‭ ‬اليوم‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬آخر،‭ ‬لكن‭ ‬وقعت‭ ‬عيني‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬أمامي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُشير‭ ‬إلى‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬مارس،‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬يوم‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬يُحييه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬باعتباره‭ ‬عيدًا‭ ‬للأرض‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1976،‭ ‬والذي‭ ‬يحتفل‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬المؤمنين‭ ‬بشرعية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وبحقّ‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬وبحقّه‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والأمان‭ ‬والسلامة‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وحقّه‭ ‬في‭ ‬التمسك‭ ‬بالبقاء‭ ‬فيها‭.‬

وأذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬والدي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬حريصاً‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬والمشاركة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تُنظّم‭ ‬لإحيائها،‭ ‬وكان‭ ‬دائماً‭ ‬يراجعها‭ ‬معي‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنني‭ ‬أمتلك‭ ‬البلاغة‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬والتعبير‭-‬بحسب‭ ‬رأيه‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬له‭-‬،‭ ‬ولطالما‭ ‬كانت‭ ‬اللغة‭ ‬وسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬والمُراد‭ ‬إذا‭ ‬أحسن‭ ‬الإنسان‭ ‬توظيفها‭.‬

والآن‭ ‬يعود‭ ‬يوم‭ ‬الأرض‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬معاناة‭ ‬عظيمة‭ ‬يعايشها‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزّة،‭ ‬جرّاء‭ ‬مخطط‭ ‬جديد‭ ‬يستهدف‭ ‬قطعة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬العروبة‭ ‬بأسوأ‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يجرّمها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬هي‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬والتجويع‭ ‬والتهجير،‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬صريح‭ ‬وصارخ‭ ‬للقوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬رفض‭ ‬دولي‭ ‬من‭ ‬شريحة‭ ‬عظمى‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬تشهد‭ ‬منذ‭ ‬مدّة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والعربية‭ ‬وقفات‭ ‬شعبية‭ ‬حاشدة‭ ‬لنُصرة‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فيها‭ ‬والسماح‭ ‬بإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للشعب‭ ‬الصامد‭ ‬الصابر‭ ‬الذي‭ ‬اتّخذ‭ ‬قراراً‭ ‬مخلصاً‭ ‬بالبقاء‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬حيّاً‭ ‬أو‭ ‬ميتاً‭ ‬والتي‭ ‬تزايدت‭ ‬وتيرتها‭ ‬مع‭ ‬يوم‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطيني‭. ‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يُمارس‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأهل‭ ‬غزّة‭ ‬بالتحديد‭ ‬لا‭ ‬يُعد‭ ‬انتهاكاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يُشكل‭ ‬انتهاكاً‭ ‬صريحا‭ ‬للقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وضرباً‭ ‬بجميع‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬والبروتوكولات‭ ‬والتعليقات‭ ‬الأممية‭ ‬حولها‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬في‭ ‬خروج‭ ‬سافر‭ ‬عن‭ ‬الشرعة‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬فورية‭ ‬لنصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصداقية‭ ‬توجهاتها‭ ‬وقراراتها‭ ‬وإجراءاتها‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬بدوافع‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬وجرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬كتلك‭ ‬التي‭ ‬اتُّخذت‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العراق‭ ‬مثلاً،‭ ‬لأن‭ ‬مأساة‭ ‬غزّة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬دولية‭ ‬منصفة‭ ‬وعادلة‭ ‬وحاسمة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬انتزاعه‭ ‬ويستوجب‭ ‬بالضرورة‭ ‬التخلّي‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬الأرض‭ ‬وعود‭ ‬على‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تناولتها‭ ‬في‭ ‬المقالين‭ ‬السابقين‭ ‬حول‭ ‬الاسراف‭ ‬في‭ ‬استهلاك‭ ‬وإهدار‭ ‬الطعام‭ ‬وأثره‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬واستدامته‭ ‬أسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يديم‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬النعمة‭ ‬وأن‭ ‬يزيدنا‭ ‬من‭ ‬فضله،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أن‭ ‬أُذكّر‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الهدر‭ ‬في‭ ‬الطعام‭ ‬يقابله‭ ‬أناس‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكانهم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كسرة‭ ‬خبز،‭ ‬لعل‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬تكون‭ ‬درساً‭ ‬للعاقلين،‭ ‬فالاقتصاد‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬واعتبروا‭ ‬يا‭ ‬أولي‭ ‬الألباب‭.‬

ودائماً‭ ‬وأبداً‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬فرجاً‭ ‬ونصراً‭ ‬لإخواننا‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬ونصراً‭ ‬مظفراً‭ ‬تتبعه‭ ‬عودة‭ ‬لجميع‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قريباً‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ومشيئته،‭ ‬وليحيا‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬الأبيّ‭.‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا