العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

مقالات

للمرأة في يومها العالمي

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٠ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

من‭ ‬الجميل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للمرأة‭ ‬احتفاء‭ ‬خاص‭ ‬بكينونتها‭ ‬كفرد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬تُشكل‭ ‬الخلية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المجتمعات،‭ ‬ويوم‭ ‬أمس‭ ‬كان‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬العالمي،‭ ‬والذي‭ ‬اتخذ‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬شعار‭ (‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المرأة‭ ‬لتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬التقدم‭).‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬كان‭ ‬موفقاً‭ ‬باعتباره‭ ‬قد‭ ‬ربط‭ ‬التقدم‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرته‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬المرأة،‭ ‬وكأنه‭ ‬بذلك‭ ‬يُغفل‭ ‬أهمية‭ ‬ودور‭ ‬الرجل،‭ ‬فإني‭ ‬أردت‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لكل‭ ‬امرأة‭ ‬تقرأني‭: ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وأنت‭ ‬مصدر‭ ‬القوة‭ ‬والعطاء‭ ‬والإيثار‭ ‬والبناء‭ ‬كما‭ ‬كنتِ‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬خلقك‭ ‬الله‭ ‬بهذه‭ ‬الفطرة‭ ‬وبجميع‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬والمميزات‭ ‬التي‭ ‬اختصّك‭ ‬بها‭ ‬الخالق،‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وأنتن‭ ‬أمهات‭ ‬الرجال‭ ‬وبنات‭ ‬الرجال‭ ‬وأخوات‭ ‬الرجال‭ ‬وزوجات‭ ‬الرجل‭ ‬وأنتن‭ ‬سند‭ ‬الرجال‭ ‬وعضدهم‭.‬

إذ‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬بأن‭ ‬ركيزتي‭ ‬الحياة‭ ‬هما‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬وبأنها‭ ‬تتناغم‭ ‬وتكتمل‭ ‬بالوئام‭ ‬بينهما،‭ ‬كما‭ ‬تبدأ‭ ‬منهما‭ ‬وتبقى‭ ‬وتستمر‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبهما‭ ‬يُحفظ‭ ‬النوع‭ ‬البشري،‭ ‬فلن‭ ‬تحلو‭ ‬الحياة‭ ‬ولن‭ ‬تصفو‭ ‬إلا‭ ‬بهما‭ ‬معاً‭ ‬مجتمعين‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬واحد‭ ‬وهدف‭ ‬واحد‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬لأحدهما‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬فأنتِ‭ ‬سيدتي‭ ‬لستِ‭ ‬نِداً‭ ‬للرجل‭ ‬بل‭ ‬مُكمّل‭ ‬له،‭ ‬ولستِ‭ ‬بعدوّته‭ ‬بل‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬قلبه‭.‬

وإن‭ ‬جميع‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬تعتبر‭ ‬أحكامه‭ ‬أول‭ ‬تضمين‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المعاصرة،‭ ‬تجتمع‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬سامي‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬احترام‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الانسان‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُدرك‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬مفهوم‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وحريات‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبداً‭ ‬التمرد‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والدينية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬بل‭ ‬يعني‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يُحقق‭ ‬للمرأة‭ ‬ذاتها‭ ‬ونماء‭ ‬مجتمعها‭ ‬من‭ ‬رعايتها‭ ‬لأسرتها‭ ‬والقيام‭ ‬بدورها‭ ‬الأصلي‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬وغرس‭ ‬القيم‭ ‬وبناء‭ ‬الأجيال،‭ ‬بجانب‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬تجيده‭ ‬كشريكة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬لتنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬وازدهاره‭ ‬اقتصادياً،‭ ‬وبين‭ ‬الثوابت‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬ألا‭ ‬تحيد‭ ‬عنها‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬كرامتها‭ ‬وهي‭ ‬أساس‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بيوم‭ ‬عالمي‭ ‬خاص‭ ‬بالمرأة‭.‬

وإن‭ ‬تمتعها‭ ‬بحقوقها‭ ‬وحرياتها‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬استقواءها‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬ومزاحمته‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تُمكنّه‭ ‬طبيعة‭ ‬خلقه‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬به،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬أنوثتها‭ ‬التي‭ ‬تُلازم‭ ‬خلقها‭ ‬كامرأة،‭ ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تجتهد‭ ‬وتزاحم‭ ‬الرجل‭ ‬فيما‭ ‬تشترك‭ ‬فيه‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬غير‭ ‬جسدية‭ ‬واحتمالية‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬فكرية‭ ‬وقدرات‭ ‬عقلية‭ ‬وعلمية‭ ‬وعملية،‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬شريكة‭ ‬حقيقية‭ ‬وفاعلة‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭ ‬الثاني‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬العام‭. ‬

وسأختم‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭: ‬

الكون‭ ‬توليفة‭ ‬بديعٍ‭ ‬ورحمان

أبدع‭ ‬تفاصيله‭ ‬بدقّة‭ ‬ورشاقه

أرقى‭ ‬مخاليقه‭ ‬أخذ‭ ‬اسم‭ (‬الإنسان‭)‬

مخلوق‭ ‬من‭ ‬دم‭ ‬وخلايا‭ ‬وطاقة‭ ‬

ولضلعٍ‭ ‬أعوج‭ ‬ارتفع‭ ‬أمره‭ ‬وكان‭ ‬

نصّ‭ ‬البشر‭ (‬زوجٍ‭) ‬تقاسم‭ ‬مشاقه

آدم‭ ‬وحواء‭ ‬هُم‭ ‬دعامات‭ ‬وأركان

والكون‭ ‬لولاهم‭ ‬تغيّر‭ ‬سياقه

تتغنّى‭ ‬بالمرأة‭ ‬مواويل‭ ‬وألحان

ويغنّي‭ ‬بْمارْس‭ ‬الشعِر‭ ‬وبطلاقه

في‭ (‬ثامنة‭) ‬علّق‭ ‬على‭ ‬الصدر‭ ‬نيشان

رمز‭ ‬لقوارير‭ ‬المدار‭ ‬ونطاقه

وفي‭ ‬دارنا‭ ‬البحرين‭ ‬شاهد‭ ‬وبرهان

تمكين‭ ‬اخوات‭ ‬النشامى،‭ ‬بطاقة‭ ‬

نعبر‭ ‬بها‭ ‬جسر‭ ‬التقدم‭ ‬وتنصان‭ ‬

بين‭ ‬التقدم‭ ‬والحضارة‭ ‬العلاقة‭ ‬

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا