العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

إلى أين يجب أن تذهب البشرية؟

بقلم: السيد ني روتشي

الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

لنتكاتف لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية


نحن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬مليء‭ ‬بالآمال،‭ ‬ولكنه‭ ‬أيضاً‭ ‬مليء‭ ‬بالتحديات،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬التاريخ،‭ ‬هل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتحد‭ ‬أم‭ ‬نتفرق،‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬منفتحين‭ ‬أم‭ ‬منغلقين،‭ ‬هل‭ ‬نتعاون‭ ‬أم‭ ‬نتواجه؟‭ ‬ترتبط‭ ‬كيفية‭ ‬الاختيار‭ ‬بالمصالح‭ ‬العامة‭ ‬للبشرية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تختبر‭ ‬حكمة‭ ‬جميع‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭.‬

قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬اقترح‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬مفهوم‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ذي‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬للبشرية،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬العالم‭ ‬والتاريخ‭ ‬والعصر‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬أين‭ ‬تذهب‭ ‬البشرية؟‮»‬‭ ‬ليضيء‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬لعالم‭ ‬متردد‭ ‬يبحث،‭ ‬ولتقديم‭ ‬حلول‭ ‬الصين‭ ‬لمستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬من‭ ‬الرخاء‭ ‬المشترك،‭ ‬حيث‭ ‬يعمل‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬البلدان‭ ‬معاً‭ ‬لحماية‭ ‬وطنهم‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬انعقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬المركزي‭ ‬للحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني‭ ‬بشأن‭ ‬العمل‭ ‬المتعلق‭ ‬بالشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬بيجينغ،‭ ‬حيث‭ ‬حدد‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ذي‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬للبشرية‭ ‬الهدف‭ ‬النبيل‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الدولة‭ ‬الكبيرة‭ ‬ذات‭ ‬الخصائص‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الجديد،‭ ‬ودعت‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬التعددية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المساواة‭ ‬والانتظام‭ ‬والعولمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الشمول‭ ‬والمنفعة‭ ‬للجميع‭.‬

إن‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ذي‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬للبشرية‭ ‬باعتباره‭ ‬نظاما‭ ‬علميا‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬يسوده‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬والأمن‭ ‬الشامل‭ ‬والرخاء‭ ‬المشترك‭ ‬والانفتاح‭ ‬والتسامح‭ ‬والجمال،‭ ‬إنه‭ ‬يأخذ‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوكمة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التشاور‭ ‬والتشارك‭ ‬والتنافع‭ ‬كطريق‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬وممارسة‭ ‬القيم‭ ‬المشتركة‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬كدليل‭ ‬عام،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬بناء‭ ‬نوع‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬كدعم‭ ‬أساسي،‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬مبادرات‭ ‬التنمية‭ ‬العالمية‭ ‬ومبادرة‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬ومبادرة‭ ‬الحضارة‭ ‬العالمية‭ ‬باعتبارها‭ ‬التوجيه‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬ومع‭ ‬البناء‭ ‬المشترك‭ ‬العالي‭ ‬الجودة‭ ‬لمبادرة‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬والطريق‮»‬‭ ‬كمنصة‭ ‬عملية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬البلدان،‭ ‬سنشجع‭ ‬البلدان‭ ‬للعمل‭ ‬معاً‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستجابة‭ ‬للتحديات‭ ‬وتحقيق‭ ‬الرخاء‭ ‬المشترك،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬تفكير‭ ‬الصين‭ ‬المتعمق‭ ‬وإجابتها‭ ‬على‭ ‬‮«‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نبني،‭ ‬وكيف‭ ‬ينبغي‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬هذا‭ ‬العالم؟‮»‬

عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الجاد،‭ ‬وعشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الإنجازات،‭ ‬لقد‭ ‬توسع‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ذي‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬للبشرية‭ ‬من‭ ‬مبادرة‭ ‬صينية‭ ‬إلى‭ ‬إجماع‭ ‬دولي،‭ ‬ومن‭ ‬رؤية‭ ‬جميلة‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬ثرية،‭ ‬ومن‭ ‬اقتراح‭ ‬مفاهيمي‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬علمي،‭ ‬وقد‭ ‬أدرج‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مدة‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬متتالية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬راية‭ ‬مجيدة‭ ‬تقود‭ ‬تقدم‭ ‬العصر،‭ ‬وقد‭ ‬قامت‭ ‬الصين‭ ‬ببناء‭ ‬أشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬مجتمعات‭ ‬المستقبل‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬والمناطق،‭ ‬وعززت‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ذي‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬الصحة،‭ ‬والناس‭ ‬والطبيعة،‭ ‬والشبكات،‭ ‬والمحيطات،‭ ‬ولقد‭ ‬أصبح‭ ‬البناء‭ ‬المشترك‭ ‬لمبادرة‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬والطريق‮»‬‭ ‬منبرا‭ ‬شعبيا‭ ‬للصالح‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭ ‬ومنصة‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬وحققت‭ ‬الصين‭ ‬والبحرين‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭ ‬الأخرى‭ ‬نتائج‭ ‬تعاون‭ ‬مثمرة،‭ ‬وتتماشى‭ ‬مبادرة‭ ‬التنمية‭ ‬العالمية‭ ‬ومبادرة‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬ومبادرة‭ ‬الحضارة‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬السعي‭ ‬العالمي‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والرخاء‭ ‬المادي‭ ‬والرخاء‭ ‬الروحي‭ ‬لشعوب‭ ‬جميع‭ ‬البلدان،‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬أساساً‭ ‬مهماً‭ ‬لتعزيز‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ذي‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬للبشرية‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬تستمر‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬الساخنة‭ ‬مثل‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬حيث‭ ‬تؤثر‭ ‬آثارها‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الحقائق‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬ومصير‭ ‬كل‭ ‬أمة‭ ‬وكل‭ ‬بلد‭ ‬وكل‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مرتبطان‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا،‭ ‬وإن‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الغابة‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لتعايش‭ ‬البشر،‭ ‬وستصبح‭ ‬لعبة‭ ‬‮«‬أنت‭ ‬تخسر‭ ‬وأنا‭ ‬أفوز‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬المحصلة‭ ‬الصفرية‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للعب‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬إن‭ ‬مستقبل‭ ‬البشرية‭ ‬مشرق،‭ ‬لكن‭ ‬المستقبل‭ ‬المشرق‭ ‬لن‭ ‬يأتي‭ ‬بنفسه‭. ‬إن‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬يتطلب‭ ‬ثقة‭ ‬وتصميم‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ونمط‭ ‬وعقلية‭ ‬العمل‭ ‬معاً‭ ‬والعيش‭ ‬في‭ ‬وئام،‭ ‬ويتطلب‭ ‬المسؤولية‭ ‬والعمل‭ ‬المتمثلين‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نأخذ‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬كمسؤوليتنا‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ذي‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭ ‬للبشرية‭ ‬هو‭ ‬التزام‭ ‬الصين‭ ‬ودعوتها‭ ‬الراسخة،‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬للتخطيط‭ ‬والممارسة،‭ ‬والعمل‭ ‬الجاد‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا،‭ ‬والعمل‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬معاً‭!‬

 

السفير‭ ‬الصيني‭ ‬لدى‭ ‬البحرين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا