العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

نائب سابق تطالب بنشر صور المتورطين في جرائم الاعتداء على الأطفال

تقرير‭: ‬أمل‭ ‬الحامد

السبت ١٣ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

معصومة عبدالرحيم: ضرورة تغليظ العقوبة على المدانين والرفض المجتمعي لهم

د. علي الحداد: لدينا قوانين رادعة.. وسلبيات النشر تفوق الإيجابيات

قانوني يحذر من المساءلة القانونية لنشر هوية المتهمين


 

 

أثار‭ ‬ما‭ ‬طرحه‭ ‬علي‭ ‬الحداد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬المجلس‭ ‬الماضية‭ ‬حول‭ ‬واقعة‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬الطلبة‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬واسعة‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ورغم‭ ‬تأكيد‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬أن‭ ‬الحادثة‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬إجازة‭ ‬رسمية‭ ‬وخارج‭ ‬نطاق‭ ‬المدرسة،‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬الموظف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والتوصية‭ ‬بفصله‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬ثبوت‭ ‬الاعتداء،‭ ‬فإن‭ ‬البعض‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬مقترحات‭ ‬لردع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬منها‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬د‭. ‬معصومة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬بنشر‭ ‬صور‭ ‬وأسماء‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬معتد‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬القصّر‭ ‬بعد‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬ارتكابهم‭ ‬هذا‭ ‬الجرم‭.‬

وقالت‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬لـ‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬إنها‭ ‬تأمل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الذئاب‭ ‬البشرية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬اصطياد‭ ‬الفرائس‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والقصّر‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬ذنب،‭ ‬موضحة‭ ‬ان‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬قد‭ ‬أخذ‭ ‬حيزه‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬منع‭ ‬المعتدي‭ ‬من‭ ‬التواجد‭ ‬بالأماكن‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬منعهم‭ ‬من‭ ‬التواجد‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬والمدارس،‭ ‬وأيضًا‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬رقابة‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬تحركاتهم،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬لها‭ ‬طريقتها‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬الجاني‭ ‬واتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬مشددة‭ ‬ضده‭.‬

 

وأكدت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬اسم‭ ‬وصور‭ ‬أي‭ ‬معتد‭ ‬على‭ ‬طفل‭ ‬أو‭ ‬طفلة‭ ‬أو‭ ‬قاصر،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النشر‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬تحذير‭ ‬كبير‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والمجتمع‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬قد‭ ‬يتواجد‭ ‬بالقرب‭ ‬منكم‭ ‬أو‭ ‬يكون‭ ‬ضيفاً‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬أحدهم‭ ‬أو‭ ‬يتواجد‭ ‬داخل‭ ‬المسجد‭ ‬والمأتم‭ ‬ويتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أهمية‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تحذير‭ ‬أطفالهم‭ ‬من‭ ‬التقرب‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذئاب‭ ‬البشرية‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬أشكال‭ ‬وأنواع‭.‬

وحذرت‭ ‬من‭ ‬‏استدراج‭ ‬الأطفال‭ ‬والقصّر‭ ‬بالأموال‭ ‬أو‭ ‬الهدايا،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحذير‭ ‬الأطفال‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والمربين‭ ‬بأن‭ ‬تواجد‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬يمثل‭ ‬خطورة‭.‬

وأوضحت‭ ‬د‭. ‬عبدالرحيم‭ ‬أن‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مرتكبي‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬سيخلق‭ ‬رفضا‭ ‬مجتمعيا‭ ‬لهم،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‏‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبة‭ ‬ومراجعة‭ ‬التشريعات‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العقوبة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬فترة‭ ‬شهر‭ ‬أو‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬غير‭ ‬كافية،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬الحديث‭ ‬هو‭ ‬عن‭ ‬ألم‭ ‬أسرة،‭ ‬وهذا‭ ‬الألم‭ ‬يشمل‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬القاصر‭ ‬والوالدين،‭ ‬وكيفية‭ ‬تأثير‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬نفسية‭ ‬وشخصية‭ ‬هذا‭ ‬الطفل،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬عدم‭ ‬ثقة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬شبيها‭ ‬لهذا‭ ‬الذئب‭ ‬البشري‭ ‬انتقاما،‭ ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبة‭ ‬الشديدة‭ ‬على‭ ‬أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذئاب‎‭.‬

غير‭ ‬مؤيد

ورغم‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أثار‭ ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬فإن‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬الحداد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يؤيد‭ ‬نشر‭ ‬أسماء‭ ‬وصور‭ ‬المعتدي‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬وجود‭ ‬قوانين‭ ‬رادعة‭ ‬تمنع‭ ‬نشر‭ ‬صور‭ ‬المتهمين،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭ ‬لا‭ ‬يحبذون‭ ‬نشر‭ ‬صور‭ ‬المتهمين،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سلبيات‭ ‬نشر‭ ‬الأسماء‭ ‬والصور‭ ‬تفوق‭ ‬الإيجابيات‭.‬

وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬الحداد‭ ‬أنه‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬الحادثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشأن‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬سبعة‭ ‬أطفال‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬وساقه‭ ‬كمثال،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬البحرينيين‭ ‬ليسوا‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يقومون‭ ‬بالعنف‭ ‬الأسري،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬مداخلته‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الأخيرة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬بإضافة‭ ‬مادة‭ ‬جديدة‭ ‬مكررة‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬معاقبة‭ ‬من‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬الالتزام‭ ‬بواجب‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬واقعة‭ ‬عنف‭ ‬أسري،‭ ‬وقد‭ ‬استطعنا‭ ‬بفضل‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬الجميع‭ ‬رفض‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬وإلغاءه‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬نصف‭ ‬المجتمع‭ ‬بل‭ ‬المجتمع‭ ‬كله،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬الشاعر‭ (‬ولو‭ ‬ان‭ ‬النساء‭ ‬كمثل‭ ‬هذه‭.. ‬لفضلت‭ ‬النساء‭ ‬على‭ ‬الرجال‭)‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬سيدة‭ ‬البحرين‭ ‬الأولى‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬تدعم‭ ‬المرأة‭ ‬وتساندها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بشتى‭ ‬السبل‭ ‬والوسائل‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬وهكذا‭ ‬تحولت‭ ‬النسوة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬التمكين‭ ‬إلى‭ ‬الاقتدار‭ ‬والإرادة‭ ‬الذاتية،‭ ‬وهن‭ ‬ملازمات‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الأسرة،‭ ‬ويتصدين‭ ‬لما‭ ‬يحل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أذى‭ ‬وعنف،‭ ‬وهن‭ ‬من‭ ‬تحمسن‭ ‬للمطالبة‭ ‬بإيقاع‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يتستر‭ ‬على‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬مصدره،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬دعم‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬لهن‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬إضافة‭ ‬مادة‭ ‬جديدة‭ ‬برقم‭ (‬17‭) ‬مكرر‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬رقم‭ (‬17‭) ‬لسنة‭ ‬2015‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬معاقبة‭ ‬من‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬الالتزام‭ ‬بواجب‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬واقعة‭ ‬عنف‭ ‬أسري‭ (‬نما‭ ‬إلى‭ ‬علمه‭) ‬وذلك‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬الأشخاص‭ ‬الوارد‭ ‬ذكرهم،‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬8‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المذكور،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬بواقعة‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬بحكم‭ ‬طبيعة‭ ‬عمله،‭ ‬أو‭ ‬مهنته‭ ‬الطبية‭ ‬أو‭ ‬التعليمية‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬واجباتها‭ ‬الأسرية‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬أفرادها‭ ‬قاطبة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬عزم‭ ‬ثاقب،‭ ‬وصبر‭ ‬ورباطة‭ ‬جأش،‭ ‬ولا‭ ‬ترضى‭ ‬بأي‭ ‬ضرر‭ ‬يلحق‭ ‬بأفرادها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السعي‭ ‬الحثيث‭ ‬لحفظهم،‭ ‬ودرء‭ ‬الاخطار‭ ‬عنهم،‭ ‬فكيف‭ ‬ترضى‭ ‬لأن‭ ‬يتعرض‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬لو‭ ‬سلمنا‭ ‬جدلا‭ ‬للسجن‭ ‬أو‭ ‬الغرامة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬تبليغه‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬لأبنائنا‭ ‬هم‭ ‬بعض‭ ‬الوافدين‭ ‬الذين‭ ‬تسول‭ ‬لهم‭ ‬أنفسهم‭ ‬الدنيئة‭ ‬ارتكاب‭ ‬بعض‭ ‬الجرائم‭ ‬بحق‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادنا،‭ ‬آخرها‭ ‬الجريمة‭ ‬الشنعاء‭ ‬التي‭ ‬ارتكبت‭ ‬من‭ ‬صروح‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتثقيف‭ ‬والنبل،‭ ‬موضحًا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬ذئب‭ ‬مسعور‭ ‬ولا‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬مربيا‭ ‬أو‭ ‬مدرسا‭ ‬اعتدى‭ ‬على‭ ‬سبعة‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الزهور‭ ‬بارتكاب‭ ‬الفاحشة،‭ ‬والذين‭ ‬تكتمت‭ ‬عوائلهم‭ ‬وكادر‭ ‬المدرسة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭.‬

الرأي‭ ‬القانوني

وتواصلت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬مع‭ ‬المحامي‭ ‬صلاح‭ ‬الجابر‭ ‬لأخذ‭ ‬رأيه‭ ‬القانوني،‭ ‬وقد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬تعدد‭ ‬الجرائم‭ ‬وتعدد‭ ‬طرقها‭ ‬وما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬معلومات‭ ‬وبيانات‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬وعن‭ ‬أشخاص‭ ‬المتورطين‭ ‬فيها‭ ‬وما‭ ‬تتخذه‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬حيال‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬قد‭ ‬وقف‭ ‬حازماً‭ ‬لتلك‭ ‬الجرائم‭ ‬وما‭ ‬شابها‭ ‬من‭ ‬سلوكيات‭ ‬إجرامية‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬فإنني‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬مساءلة‭ ‬نشر‭ ‬أسماء‭ ‬المتورطين‭ ‬أو‭ ‬التنويه‭ ‬عنهم‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬ما‭ ‬يتلقونه‭ ‬من‭ ‬جزاء‭ ‬جراء‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬يقومون‭ ‬بها‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬فرصة‭ ‬للردع‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬جريمة‭ ‬لها‭ ‬حيثياتها‭ ‬ولها‭ ‬أسبابها‭ ‬ولها‭ ‬عواملها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وقد‭ ‬تختلف‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الجرم‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬قضائية‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬ومن‭ ‬قضية‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬ملابسات‭ ‬الأمر‭ ‬وحيثيات‭ ‬القضية‭ ‬ذاتها‭.‬

وواصل‭ ‬قائلا‭: ‬وعليه‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توضيح‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬قد‭ ‬تداولت‭ ‬به‭ ‬الشائعات‭ ‬وأصبح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬يقومون‭ ‬بنشر‭ ‬شائعات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬ونشر‭ ‬عقائد‭ ‬غير‭ ‬سوية‭ ‬وابتكار‭ ‬قصص‭ ‬لا‭ ‬صحة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الواقع،‭ ‬وقد‭ ‬تؤثر‭ ‬تلك‭ ‬القصص‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الموضوعات‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬توتر‭ ‬وقلق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأشخاص‭ ‬الطبيعيين‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬مما‭ ‬تمس‭ ‬سلامة‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬الطفولة‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

ورأى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬عدم‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الأخبار‭.. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬نشرها‭ ‬أو‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصادر‭ ‬موثوقة‭ ‬وبموجب‭ ‬معايير‭ ‬وآلية‭ ‬محددة‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬والقاطنين‭ ‬فيه‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬اجتماعية‭ ‬صحية‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬أو‭ ‬المزعزعة‭ ‬لاستقرارها‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بشأن‭ ‬إتاحة‭ ‬القانون‭ ‬نشر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القصص‭ ‬أو‭ ‬الحوادث‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تشهد‭ ‬رواجاً‭ ‬إعلامياً‭ ‬وحرية‭ ‬كبيرة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬ونشر‭ ‬كافة‭ ‬المعلومات‭ ‬والأخبار،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬قانون‭ ‬الصحافة‭ ‬أن‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬مكفولة‭ ‬ومتاحة‭ ‬للجميع‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وجب‭ ‬التنويه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬ليست‭ ‬مطلقة‭ ‬ولها‭ ‬قيودها‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬نشر‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬الآداب‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬زعزعة‭ ‬أمنه‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬البحريني‭ ‬لم‭ ‬يجرم‭ ‬نشر‭ ‬تفاصيل‭ ‬أية‭ ‬واقعة‭ ‬أو‭ ‬قضية‭ ‬ولكن‭ ‬يجرم‭ ‬نشر‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬التحقيقات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬الأشخاص‭ ‬للازدراء‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مكذوبًا،‭ ‬وعليه‭ ‬يجب‭ ‬التحري‭ ‬بدقة‭ ‬قبل‭ ‬نشر‭ ‬أي‭ ‬خبر‭ ‬أو‭ ‬حادثة،‭ ‬ويجب‭ ‬مراعاة‭ ‬عدم‭ ‬التعدي‭ ‬بشأن‭ ‬الآداب‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬هوية‭ ‬المتهم‭ ‬أو‭ ‬تفاصيله،‭ ‬وذلك‭ ‬منعًا‭ ‬للمساءلة‭ ‬القانونية‭ ‬ومنعًا‭ ‬للخضوع‭ ‬لأي‭ ‬عقاب‭ ‬قانوني‭.‬

واختتم‭ ‬تصريحه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬البحريني‭ ‬قد‭ ‬شدد‭ ‬وحرص‭ ‬على‭ ‬إيقاع‭ ‬الجزاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬ارتكاب‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬مجرم‭ ‬قانوناً،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬عبرة‭ ‬لغيره،‭ ‬وذلك‭ ‬حرصاً‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬واستقرار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا