العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

قضـايــا وحـــوادث

إلزام شركة تأمين تعويض شخص تعرض لعاهة بسبب حادث مروري بـ 12 ألف دينار

الجمعة ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الإدارية‭ ‬بإلزام‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬تعويض‭ ‬شخص‭ ‬بـ‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تسبب‭ ‬قائد‭ ‬سيارة‭ ‬مؤمن‭ ‬عليها‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ ‬بإصابة‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬حادث‭ ‬مروري‭ ‬تسبب‭ ‬له‭ ‬بعاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬قدرتها‭ ‬اللجان‭ ‬الطبية‭ ‬بنسبة‭ ‬30%،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬ثبوت‭ ‬خطأ‭ ‬قائد‭ ‬السيارة‭ ‬بموجب‭ ‬الحكم‭ ‬النهائي‭ ‬كونه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬المعاكس‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬المدعي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السيارة‭ ‬المتسببة‭ ‬في‭ ‬الحادث‭ ‬مؤمن‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحادث‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ (‬المدعى‭ ‬عليها‭)‬،‭  ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تكون‭ ‬ملزمة‭ ‬بالتعويض‭ ‬المستحق‭ ‬للمدعي‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬التزامها‭ ‬هو‭ ‬عقد‭ ‬التأمين‭.‬

وكان‭ ‬المدعي‭ ‬قد‭ ‬رفع‭ ‬دعواه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إصابته‭ ‬بعاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬أثناء‭ ‬حادث‭ ‬مروري،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقود‭ ‬سيارته‭ ‬عكس‭ ‬الاتجاه‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬الاصطدام‭ ‬بينهما‭ ‬وجها‭ ‬لوجه،‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬الحادث‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬عن‭ ‬إهماله‭ ‬ورعونته‭ ‬وعدم‭ ‬احترازه‭ ‬وعدم‭ ‬مراعاته‭ ‬للقوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬والانظمة‭ ‬بأن‭ ‬قاد‭ ‬السيارة‭ ‬بدون‭ ‬عناية‭ ‬وانتباه‭ ‬وعدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬أقصى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬الواجبين‭ ‬بحالة‭ ‬ينجم‭ ‬عنها‭ ‬الخطر‭ ‬فأحدث‭ ‬إصابة‭ ‬المدعي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تلف‭ ‬سيارته،‭ ‬وصدر‭ ‬حكم‭ ‬جنائي‭ ‬بإدانة‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬باشرت‭ ‬المحكمة‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬واطلعت‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬اللجان‭ ‬الطبية‭ ‬المنتدبة‭ ‬والذي‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬تعرض‭ ‬المدعي‭ ‬لإصابات‭ ‬شديدة‭ ‬خلفت‭ ‬لديه‭ ‬نسبة‭ ‬عجز‭ ‬مستديم‭ ‬عن‭ ‬الحادث‭ ‬يقدر‭ ‬بـ‭ ‬30%‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬الكلي‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الجنائية‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬حجية‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬المدنية‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬فصل‭ ‬فصلاً‭ ‬لازماً‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬الفعل‭ ‬المكون‭ ‬للأساس‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الدعويين‭ ‬الجنائية‭ ‬والمدنية‭ ‬وفى‭ ‬الوصف‭ ‬القانوني‭ ‬لهذا‭ ‬الفعل‭ ‬ونسبته‭ ‬إلى‭ ‬فاعله،‭ ‬فإذا‭ ‬فصلت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬فإنه‭ ‬يمتنع‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬بحثها‭ ‬ويتعين‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تعتبرها‭ ‬وتلزمها‭ ‬في‭ ‬بحث‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬المتصلة‭ ‬بها‭ ‬لكيلا‭ ‬يكون‭ ‬حكمها‭ ‬مخالفا‭ ‬للحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬السابق‭ ‬له‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬المدني‭ ‬فإن‭ ‬التأمين‭ ‬عقد‭ ‬يلتـزم‭ ‬المؤمن‭ ‬بمقتضاه‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المؤمن‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬المستفيد،‭ ‬مبلغا‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬إيراداً‭ ‬مرتبا‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬عوض‭ ‬مالي‭ ‬آخر،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬أو‭ ‬تحقق‭ ‬الخطر‭ ‬المبين‭ ‬بالعقد،‭ ‬وذلك‭ ‬نظير‭ ‬مقابل‭ ‬نقدي‭ ‬يؤديه‭ ‬المؤمن‭ ‬له‭ ‬للمؤمن،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬خطأ‭ ‬سبب‭ ‬ضررا‭ ‬للغير‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬أحدثه‭ ‬بتعويضه‭ ‬ويشمل‭ ‬الضرر‭ ‬الأدبي‭ ‬على‭ ‬الأخص‭ ‬ما‭ ‬يلحق‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬أذى‭ ‬جسماني‭ ‬أو‭ ‬نفسي‭ ‬نتيجة‭ ‬المساس‭ ‬بحياته‭ ‬أو‭ ‬بجسمه‭ ‬أو‭ ‬بحريته‭ ‬أو‭ ‬بعرضه‭ ‬أو‭ ‬بشرفه‭ ‬أو‭ ‬بسمعته‭ ‬أو‭ ‬بمركزه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬الأدبي‭ ‬أو‭ ‬باعتباره‭ ‬المالي‭. ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬الضرر‭ ‬الأدبي‭ ‬كذلك‭ ‬ما‭ ‬يستشعر‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬والأسى‭. ‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬المرور‭ ‬المرفق‭ ‬أن‭ ‬مرتكب‭ ‬الحادث‭ ‬حال‭ ‬قيادته‭ ‬مركبته‭ ‬تسبب‭ ‬بخطأ‭  ‬وأصاب‭ ‬المدعي‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬قيادته‭ ‬المركبة‭ ‬وعدم‭ ‬اتباعه‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يتبع‭ ‬إشارات‭ ‬المرور‭ ‬بأن‭ ‬صار‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬باتجاه‭ ‬معاكس‭ ‬لحركة‭ ‬السير‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬اصطدامه‭ ‬بالمركبة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يقودها‭ ‬المدعي‭ ‬وجه‭ ‬لوجه‭ ‬في‭ ‬المساحة‭ ‬الترابية‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬الطريق‭ - ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتوافر‭ ‬معه‭ ‬ركن‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬الحادث‭- ‬من‭ ‬ثم‭ ‬يتوافر‭ ‬عناصر‭ ‬المسئولية‭ ‬التقصيرية‭ ‬قبل‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬الحادث‭ - ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬المرور‭ ‬أن‭ ‬السيارة‭ ‬المتسببة‭ ‬في‭ ‬الحادث‭ ‬مؤمن‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحادث‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ (‬المدعى‭ ‬عليها‭)- ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تكون‭ ‬ملزمة‭ ‬بالتعويض‭ ‬المستحق‭ ‬للمدعي‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬التزامها‭ ‬هو‭ ‬عقد‭ ‬التأمين‭.‬

وقالت‭ ‬إنه‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬إدانة‭ ‬المتسبب‭ ‬بالحادث‭ ‬بالواقعة‭ ‬عن‭ ‬تهم‭ ‬الإصابة‭ ‬والإتلاف‭- ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يثبت‭ ‬معه‭ ‬ركن‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬حقه‭ ‬ثبوتا‭ ‬قاطعا‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الضرر‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬المدعي‭ ‬نتيجة‭ ‬الحادث‭ - ‬كما‭ ‬أن‭ ‬رابطة‭ ‬السببية‭ ‬بين‭ ‬الخطأ‭ ‬والضرر‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭ ‬علاقة‭ ‬السبب‭ ‬بالمسبب‭ ‬فلولا‭ ‬الخطأ‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الضرر‭ - ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تتوافر‭ ‬معه‭ ‬عناصر‭ ‬المسئولية‭ ‬التقصيرية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تتولى‭ ‬المحكمة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بحث‭ ‬عناصر‭ ‬التعويض‭ ‬المطالب‭ ‬بها‭.‬

ولما‭ ‬كان‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬مطالعة‭ ‬تقرير‭ ‬اللجان‭ ‬الطبية‭ ‬المرفق‭ ‬بملف‭ ‬الدعوى‭ ‬والذي‭ ‬تطمئن‭ ‬إليه‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬المصاب‭ ‬قد‭ ‬حدث‭ ‬له‭ ‬مساس‭ ‬بجسده‭ ‬نتيجة‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬له‭ ‬نتيجة‭ ‬الحادث‭ ‬‭ ‬وعولت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬تقديرها‭ ‬للتعويض‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬تقرير‭ ‬اللجان‭ ‬الطبية‭ ‬المنتدبة‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تقدر‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬التعويض‭ ‬الجابر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بمبلغ‭ ‬قدره‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭.‬

وحيث‭ ‬إنه‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬التعويض‭ ‬الأدبي‭ ‬فإن‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬يتناول‭ ‬الضرر‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬أدبياً،‭ ‬ويشمل‭ ‬الضرر‭ ‬الأدبي‭ ‬على‭ ‬الأخص‭ ‬ما‭ ‬يلحق‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬أذى‭ ‬جسماني‭ ‬أو‭ ‬نفسي‭ ‬نتيجة‭ ‬المساس‭ ‬بحياته‭ ‬أو‭ ‬بجسمه‭ ‬أو‭ ‬بحريته‭ ‬أو‭ ‬بـعرضه‭ ‬أو‭ ‬بشرفه‭ ‬أو‭ ‬بسمعته‭ ‬أو‭ ‬بمركزه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬الأدبي‭ ‬أو‭ ‬باعتباره‭ ‬المالي،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬المدعي‭ ‬قد‭ ‬أصيب‭ ‬بضرر‭ ‬أدبي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬الحزن‭ ‬والهم‭ ‬والأسى‭ ‬للإصابة‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬به‭ - ‬مما‭ ‬يستحق‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الضرر‭ ‬كتعويض‭ ‬جابر‭ ‬تقدره‭ ‬المحكمة‭ ‬بمبلغ‭ ‬ألفين‭ ‬دينار،‭ ‬ولهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعي‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬للمدعي‭ ‬تعويضاً‭ ‬مادياً‭ ‬وأدبياً‭ ‬بمبلغ‭ ‬قدره‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بفائدة‭ ‬قانونية‭ ‬1%‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬المطالبة‭ ‬وألزمتها‭ ‬بالمصروفات‭ ‬وعشرين‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬ومائة‭ ‬دينار‭ ‬رسوم‭ ‬اللجان‭ ‬الطبية‭ ‬ورفضت‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬طلبات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا