العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العقاري

تقرير ديوان الرقابة.. والأشغال!

بقلم: جاسم الموسوي

الأربعاء ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

كانت‭ ‬روما‭ ‬أعظم‭ ‬وأقوى‭ ‬إمبراطورية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬زمانها‭. ‬وكانت‭ ‬لقوتها‭ ‬أسباب‭ ‬وعوامل‭ ‬منها‭ ‬متانة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتعبيد‭ ‬الشوارع‭. ‬وهناك‭ ‬قول‭ ‬مأثور‭ ‬متداول‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬كل‭ ‬الطرق‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬روما‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الشوارع‭ ‬معبدة‭ ‬وجاهزة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬روما‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭. ‬وأصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬من‭ ‬اقوى‭ ‬وأعظم‭ ‬الحضارات‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العمرانية‭ ‬والعقارية‭. ‬ولعبت‭ ‬الطرقات‭ ‬المتطورة‭ ‬آنذاك‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬وهي‭ ‬طرقات‭ ‬مازالت‭ ‬آثارها‭ ‬موجودة‭ ‬إلى‭ ‬اليوم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬جودة‭ ‬التصميم‭ ‬والتنفيذ‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان‭. ‬بل‭ ‬كان‭ ‬طول‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الرومانية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬000‏,80‭ ‬كيلومتر،‭ ‬وتم‭ ‬دراسة‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬آنذاك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬خريطة‭ ‬هندسية‭ ‬تسمى‭ ‬خريطة‭ (‬بويتنغر‭)‬،‭ ‬ويعود‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬الخريطة‭ ‬الى‭ ‬القرن‭ ‬الـ13‭.‬

بعد‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬التاريخية‭ ‬القصيرة،‭ ‬نعود‭ ‬الى‭ ‬محور‭ ‬موضوعنا‭ ‬وهو‭ ‬عنوان‭ ‬مقالنا‭ ‬وهو‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬والعقارات،‭ ‬فالتقرير‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬جاء‭ ‬كالعادة‭ ‬في‭ ‬محله‭ ‬الصحيح‭ ‬ويضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالملاحظات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬الموقرة،‭ ‬وكان‭ ‬لإدارة‭ ‬الطرق‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬الملاحظات،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬المحاور‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬اليها‭ ‬التقرير‭:‬

1-‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬شارعا‭ ‬رئيسيا‭ ‬تتجاوز‭ ‬طاقتها‭ ‬الاستيعابية‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬زحمة‭ ‬مستمرة‭.‬

2-‭ ‬لا‭ ‬متابعة‭ ‬لتوصيات‭ ‬دراسة‭ ‬تحسين‭ ‬انسيابية‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭.‬

3-‭ ‬لا‭ ‬دراسات‭ ‬مرورية‭ ‬لتطوير‭ ‬شارع‭ ‬سار،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬ذكرنا‭ ‬في‭ ‬مقالاتنا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.‬

4-‭ ‬لا‭ ‬دراسات‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬تقاطع‭ ‬الجسرة‭ ‬المتجه‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬المقتطفات‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالي‭ ‬والإداري‭. ‬وإدارة‭ ‬الطرق‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬أصبحت‭ ‬أمام‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬وتجاوز‭ ‬التأخير‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬التطوير‭ ‬العمراني،‭ ‬والذي‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬النهضة‭ ‬العقارية‭ ‬بالمملكة‭ ‬وتطويرها‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭. ‬فللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬بأننا‭ ‬لا‭ ‬نلمس‭ ‬تجاوبا‭ ‬كافيا‭ ‬مع‭ ‬مشاكل‭ ‬الشوارع‭ ‬والملاحظات‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬وحتى‭ ‬مع‭ ‬المقالات‭ ‬الصحفية‭ ‬كالسابق،‭ ‬ولا‭ ‬تقوم‭ ‬الوزارة‭ ‬بالتعليق‭ ‬أو‭ ‬الرد‭ ‬عليها،‭ ‬وكأن‭ ‬ذلك‭ ‬يعكس‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اللامبالاة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬الراهنة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬مما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الصحافة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬السلطة‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬نقل‭ ‬شكاوى‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬ومناقشة‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬بكل‭ ‬شفافية‭ ‬وايصالها‭ ‬الى‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشمل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المشاريع‭ ‬ومستخدمي‭ ‬الشوارع‭.‬

الحركة‭ ‬اللوجستية‭ ‬والانسيابية‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اختناقات‭ ‬مرورية‭ ‬مستمرة‭ ‬بالطرقات‭ ‬الرئيسية‭ ‬امر‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استهدفنا‭ ‬جذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وتنشيط‭ ‬الحركة‭ ‬السياحية‭. ‬وبالتالي‭ ‬تواجه‭ ‬وزارة‭ ‬الاشغال‭ ‬الموقرة‭ ‬اليوم‭ ‬تحديا‭ ‬صعبا‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬التطوير‭ ‬المنشود‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله‭ ‬وبشكل‭ ‬مستدام‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬تأخير،‭ ‬لأن‭ ‬أي‭ ‬تأخير‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬يعني‭ ‬استمرار‭ ‬معاناة‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬وشوارع‭ ‬تجارية‭ ‬وبيوت‭ ‬سكنية‭ ‬وغيرها‭. ‬

وبالتالي‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬يتفاعل‭ ‬المعنيون‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬مع‭ ‬خطابات‭ ‬المواطنين‭ ‬وملاحظاتهم‭ ‬عبر‭ ‬الصحف‭ ‬او‭ ‬برنامج‭ ‬تواصل‭ ‬وغيرها‭.‬

الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجموعة‭ ‬الفاتح‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا