طهران (وكالات الأنباء): قتل عنصر من قوات الأمن الإيرانية في إطلاق نار ليل السبت الماضي تزامنا مع الذكرى السنوية لوفاة مهسا أميني التي شكلت شرارة احتجاجات عمّت البلاد العام الماضي، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.
وأوردت وكالة «إرنا» أن «شخصين كان يستقلان دراجة نارية أطلقوا النار على عناصر من الباسيج»، في إشارة إلى قوات التعبئة التابعة للحرس الثوري، في مدينة نورآباد بمحافظة فارس في جنوب الجمهورية الإسلامية.
وأضافت «قتل في هذه الحادثة أحد أفراد التعبئة بسبب خطورة إصابته»، وأصيب ثلاثة آخرون نقلوا إلى المستشفى، مشيرة إلى أن المهاجمَين «لاذا بالفرار وتحاول القوى الأمنية إلقاء القبض عليهما».
ونفذت قوات الأمن الإيرانية على مدى الأيام الماضية انتشارا واسعا مع حلول ذكرى وفاة أميني في 16 سبتمبر 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية انتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وكانت قوة «الباسيج» قد تم تشكيلها في أعقاب ثورة عام 1979، التي شهدت إلغاء نظام الشاه وإعلان جمهورية إسلامية. وتعمل المنظمة، تحت قيادة فيلق الحرس الثوري الإسلامي وتقوم بدور رئيسي
في قمع الاحتجاجات، بما في ذلك المظاهرات الحاشدة، التي اندلعت العام الماضي في أعقاب مقتل مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل الشرطة.
وصادف السبت الماضي الذكرى السنوية الأولى لوفاة المرأة الكردية الإيرانية. وكانت أميني (22 عاما) قد تم اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في البلاد، قبل عام، بسبب ما يزعم من انتهاك قانون الزي الإسلامي الصارم. ومنعت السلطات الإيرانية السبت عائلة مهسا أميني من إحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاتها التي كانت شرارة احتجاجات واسعة في الجمهورية الإسلامية، وذلك بإلزامها والدها البقاء في منزله بعد توقيفه فترة وجيزة، مع تسجيل تحركات في أنحاء مختلفة من البلاد، وفق منظمات حقوقية.
ووفق ما أفادت «الشبكة الكردية لحقوق الإنسان» و«منظمة حقوق الإنسان الإيرانية» (مقرها في النرويج) ومرصد «1500تصوير «أشارت إلى أن والد أميني مُنع من مغادرة منزله الذي انتشرت بجواره قوات الأمن. وأوضحت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن «أمجد أميني هو قيد الإقامة الجبرية... قوات الأمن تمنعه من زيارة قبر ابنته».
من جهتها، نفت وكالة «إرنا» الرسمية في طهران الأنباء عن توقيف أمجد أميني، معتبرة أن نشرها يهدف إلى «تحريض السكان على الاحتجاج». ولاحقا، أوردت أن السلطات أحبطت محاولة «لاغتيال» أمجد أميني وأوقفت ضالعين فيها، من دون تفاصيل إضافية.
واندلعت بعد وفاة مهسا أميني عن عمر 22 عاما، احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة من إيران، قضى على هامشها المئات بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن. وتم توقيف الآلاف على هامش الاحتجاجات التي اعتبرتها السلطات الإيرانية عموما «أعمال شغب» مدعومة من الخارج.
وأعلنت السلطات خلال الأيام المنصرمة توقيف العديد من الأفراد والشبكات التي تعمل على «التشويش على أذهان الرأي العام» والحض على «الشغب» والتواصل مع قنوات «معادية للثورة».
وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام محلية عن الحرس الثوري توقيف إيراني يحمل جنسية دولة أخرى لم يتمّ تحديدها، لمحاولته «تنظيم أعمال شغب وتخريب» في مدينة كرج غرب طهران.
وجرت العديد من هذه التوقيفات في المناطق الغربية من البلاد حيث تقطن غالبية كردية، وتشمل مدينة سقز مسقط رأس أميني في محافظة كردستان.
كما أفادت وسائل الإعلام المحلية عن توقيفات في شمال شرق الجمهورية الإسلامية وشمالها الغربي ووسطها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك