خاطرة
عبدالرحمن فلاح
شكرٌ.. ووداع
أربعون عامًا أو ما يربو على الأربعين عامًا قضيتها مع الصحافة، وبالتحديد مع صحيفة «أخبار الخليج» التي أدين لها بعد الله تعالى بالفضل على الفرص الكثيرة التي أتاحتها لي لأتواصل مع القراء منذ بداية صدور الصحيفة عام 1976م، العام الذي أعتبره بداية تاريخ ميلادي ككاتب، وذلك من خلال صفحة (بأقلام القراء) التي كان يشرف على تحريرها الأستاذ سيد حجازي (رحمه الله تعالى)، هذه الصفحة المباركة التي أعتبرها النافذة التي كنت أطل من خلالها على القراء كل أسبوع.
أتقدم بالشكر والحمد أولا إلى الله تعالى الذي مَدَّ في عمري طوال هذه السنوات الطويلة، ومنحني من الهمة والصبر والمثابرة لأستمر وأجاهد، وأتجاوز الصعاب التي اعترضت طريقي، فكنت كمن يسير في حقل من الألغام. الحمد لله تعالى أني قد تجاوزت كل ذلك حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.
والشكر أيضًا لإدارة الصحيفة التي عاصرت جميع رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على رئاسة تحريرها من المرحوم الأستاذ محمود المردي إلى الأستاذ أنور عبدالرحمن، ومديري التحرير من الأستاذ محمد العزب موسى إلى الأستاذ السيد زهرة، فإلى كل هؤلاء أتوجه إليهم بالشكر الجزيل، ثم الشكر موصول إلى كل العاملين من كُتَّاب وصحفيين إلى أصغر واحد منهم (أصغرهم في العمر) لا في المقام.
أربعون عامًا قضيتها مع رواد الصحافة في صحيفة «أخبار الخليج» البحرين الذين قدموا لي الدعم والمساندة لأواصل العطاء، وأتواصل مع القراء، ولا أنسى أن أزجي الشكر والتقدير للكُتاب الذين أسهموا معي في الإشراف والكتابة سواء في صفحات الملحق الإسلامي، أو صفحات رمضان اليومية (مع الصائمين)، وهم من أساتذة الجامعات سواء من داخل مملكة البحرين أو من خارجها، ما جعلني أواصل المسيرة، ولولا هذه المساندة ما كنت قادرًا على الاستمرار طوال هذه السنوات الطويلة. واليوم وقد حان الوقت لأودعكم وأبذل ما بقي من عمري في مجال آخر، وهو إصدار بعض المؤلفات التي تأخر صدورها، والاكتفاء بكتابة مقال أسبوعي في صفحة «قضايا وآراء». التي يشرف عليها الأستاذ عبدالمالك سالمان، وله مني جزيل الشكر وأوفاه على مساندته، ودعمه المتواصل لي.
وأظن أني قد وفيت بالشكر لكل من له يد في دعم مسيرتي الصحفية طوال أربعين عامًا، وأنه قد حان الوقت لأودع الجميع رغم أن ذلك صعب على نفسي، لكن لا بد من المغادرة وترك الميدان لفارس آخر يمتطي صهوة الفرس ويحاول بلوغ الغاية المرجوة، وذلك بعد أن أصابني شيء من الوهن ليس في العقل، بل في البدن، أما العقل فلا يزال قادرًا على العطاء ما دام هناك نفس يتردد، ورغبة أكيدة في الإبداع والعطاء.
وداعًا لكل من شاركني همومي.. وداعًا لكل من حمل معي بعض أثقالي، وذلل معي ما واجهته من أعباء طوال مسيرتي الصحفية التي بلغت أربعين عامًا وربما أكثر.
وداعًا للإخوة الزملاء في صحيفة «أخبار الخليج» ممن توفاهم الله، ومن هم على قيد الحياة.. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.. ولكم مني جميعًا شكر بالغ، ووداع!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك