العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

خاطرة

عبدالرحمن فلاح

شكرٌ.. ووداع

أربعون‭ ‬عامًا‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ ‬الأربعين‭ ‬عامًا‭ ‬قضيتها‭ ‬مع‭ ‬الصحافة،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بالفضل‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬أتاحتها‭ ‬لي‭ ‬لأتواصل‭ ‬مع‭ ‬القراء‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬صدور‭ ‬الصحيفة‭ ‬عام‭ ‬1976م،‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬أعتبره‭ ‬بداية‭ ‬تاريخ‭ ‬ميلادي‭ ‬ككاتب،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صفحة‭ (‬بأقلام‭ ‬القراء‭) ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬تحريرها‭ ‬الأستاذ‭ ‬سيد‭ ‬حجازي‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭)‬،‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة‭ ‬المباركة‭ ‬التي‭ ‬أعتبرها‭ ‬النافذة‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أطل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬القراء‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭.‬

أتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬والحمد‭ ‬أولا‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الذي‭ ‬مَدَّ‭ ‬في‭ ‬عمري‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬الطويلة،‭ ‬ومنحني‭ ‬من‭ ‬الهمة‭ ‬والصبر‭ ‬والمثابرة‭ ‬لأستمر‭ ‬وأجاهد،‭ ‬وأتجاوز‭ ‬الصعاب‭ ‬التي‭ ‬اعترضت‭ ‬طريقي،‭ ‬فكنت‭ ‬كمن‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬من‭ ‬الألغام‭. ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬أني‭ ‬قد‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭.‬

والشكر‭ ‬أيضًا‭ ‬لإدارة‭ ‬الصحيفة‭ ‬التي‭ ‬عاصرت‭ ‬جميع‭ ‬رؤساء‭ ‬التحرير‭ ‬الذين‭ ‬تعاقبوا‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬تحريرها‭ ‬من‭ ‬المرحوم‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمود‭ ‬المردي‭ ‬إلى‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن،‭ ‬ومديري‭ ‬التحرير‭ ‬من‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬العزب‭ ‬موسى‭ ‬إلى‭ ‬الأستاذ‭ ‬السيد‭ ‬زهرة،‭ ‬فإلى‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬أتوجه‭ ‬إليهم‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل،‭ ‬ثم‭ ‬الشكر‭ ‬موصول‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬العاملين‭ ‬من‭ ‬كُتَّاب‭ ‬وصحفيين‭ ‬إلى‭ ‬أصغر‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ (‬أصغرهم‭ ‬في‭ ‬العمر‭) ‬لا‭ ‬في‭ ‬المقام‭.‬

أربعون‭ ‬عامًا‭ ‬قضيتها‭ ‬مع‭ ‬رواد‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬لي‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬لأواصل‭ ‬العطاء،‭ ‬وأتواصل‭ ‬مع‭ ‬القراء،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬أن‭ ‬أزجي‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬للكُتاب‭ ‬الذين‭ ‬أسهموا‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬الإشراف‭ ‬والكتابة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬صفحات‭ ‬الملحق‭ ‬الإسلامي،‭ ‬أو‭ ‬صفحات‭ ‬رمضان‭ ‬اليومية‭ (‬مع‭ ‬الصائمين‭)‬،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬الجامعات‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خارجها،‭ ‬ما‭ ‬جعلني‭ ‬أواصل‭ ‬المسيرة،‭ ‬ولولا‭ ‬هذه‭ ‬المساندة‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬الطويلة‭. ‬واليوم‭ ‬وقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لأودعكم‭ ‬وأبذل‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬عمري‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬إصدار‭ ‬بعض‭ ‬المؤلفات‭ ‬التي‭ ‬تأخر‭ ‬صدورها،‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بكتابة‭ ‬مقال‭ ‬أسبوعي‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ ‬‮«‬قضايا‭ ‬وآراء‮»‬‭. ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالمالك‭ ‬سالمان،‭ ‬وله‭ ‬مني‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬وأوفاه‭ ‬على‭ ‬مساندته،‭ ‬ودعمه‭ ‬المتواصل‭ ‬لي‭.‬

وأظن‭ ‬أني‭ ‬قد‭ ‬وفيت‭ ‬بالشكر‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬يد‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرتي‭ ‬الصحفية‭ ‬طوال‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا،‭ ‬وأنه‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لأودع‭ ‬الجميع‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬صعب‭ ‬على‭ ‬نفسي،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬المغادرة‭ ‬وترك‭ ‬الميدان‭ ‬لفارس‭ ‬آخر‭ ‬يمتطي‭ ‬صهوة‭ ‬الفرس‭ ‬ويحاول‭ ‬بلوغ‭ ‬الغاية‭ ‬المرجوة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصابني‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الوهن‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬العقل،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬البدن،‭ ‬أما‭ ‬العقل‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬هناك‭ ‬نفس‭ ‬يتردد،‭ ‬ورغبة‭ ‬أكيدة‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬والعطاء‭.‬

وداعًا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬شاركني‭ ‬همومي‭.. ‬وداعًا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬حمل‭ ‬معي‭ ‬بعض‭ ‬أثقالي،‭ ‬وذلل‭ ‬معي‭ ‬ما‭ ‬واجهته‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬طوال‭ ‬مسيرتي‭ ‬الصحفية‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭.‬

وداعًا‭ ‬للإخوة‭ ‬الزملاء‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬ممن‭ ‬توفاهم‭ ‬الله،‭ ‬ومن‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.. ‬وسلام‭ ‬على‭ ‬المرسلين‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.. ‬ولكم‭ ‬مني‭ ‬جميعًا‭ ‬شكر‭ ‬بالغ،‭ ‬ووداع‭!‬

إقرأ أيضا لـ"عبدالرحمن فلاح"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا