العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الكرة الطائرة بين القوة والفن

سؤال‭ ‬مركب‭ ‬شغلنا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أيام،‭ ‬وربما‭ ‬شغل‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬أو‭ ‬يشغل‭ ‬الآن‭ ‬أذهان‭ ‬عدد‭ ‬يزيدون‭ ‬أو‭ ‬ينقصون‭ ‬من‭ ‬الفنيين‭ ‬أو‭ ‬المهتمين‭ ‬أو‭ ‬المتابعين‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬والسؤال‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الحديثة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬القوة‭ ‬أم‭ ‬الفن؟‭ ‬أم‭ ‬على‭ ‬كليهما؟

ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يولد‭ (‬بتشديد‭ ‬اللام‭) ‬السؤال‭ ‬ردات‭ ‬فعل‭ ‬مختلفة،‭ ‬فربما‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬اللعبة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لعبة‭ ‬فنية‭ ‬وتحتاج‭ ‬من‭ ‬ممارسيها‭ ‬إلى‭ ‬دقة‭ ‬متناهية،‭ ‬وإتقان‭ ‬عال،‭ ‬بينما‭ ‬هناك‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التكتيكات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الصعبة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬العالي‭ ‬الثنائي‭ ‬أو‭ ‬الثلاثي‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬فيه‭ ‬أصحاب‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬أنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬للتعامل‭ ‬معها‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يفل‭ ‬الحديد‭ ‬إلا‭ ‬الحديد‮»‬،‭ ‬وربما‭ ‬هناك‭ ‬طرف‭ ‬ثالث‭ ‬محايد‭ ‬لا‭ ‬ينحاز‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬وإنما‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬إطارها‭ ‬الحديث‭ ‬السائد‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الإثنين‭ ‬معا‭ ‬الفن‭ ‬‮»‬المهارة‮«‬‭ ‬والقوة،‭ ‬وأن‭ ‬اللعبة‭ ‬لا‭ ‬تستغني‭ ‬عن‭ ‬هذين‭ ‬الخيارين‭.‬

بداية،‭ ‬تعود‭ ‬خلفية‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح إلى‭ ‬لقطة‭ ‬فنية‭ ‬لجأ‭ ‬فيها‭ ‬اللاعب‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬الضرب‭ ‬الهجومي،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬كرته‭ ‬ارتدت‭ ‬من‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬الفريق‭ ‬المنافس،‭ ‬وتشاء‭ ‬الصدف‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬صانع‭ ‬ألعاب‭ ‬الفريق‭ ‬كرته‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬إلى‭ ‬الضارب‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬تعامل‭ ‬معها‭ ‬بالإسقاط،‭ ‬فاللاعب‭ ‬تعامل‭ ‬مع‭ ‬الكرة‭ ‬بطريقتين‭ ‬القوة‭ ‬والمهارة‭.‬

ومن‭ ‬جانبنا‭ ‬نرى‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭ ‬رياضية‭ ‬ومنها‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬يحتاج‭ ‬فيها‭ ‬اللاعب‭ ‬إلى‭ ‬المرونة‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬والتنفيذ،‭ ‬فهناك‭ ‬بعض‭ ‬الألعاب‭ ‬يلجأ‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الضاربين‭ ‬إلى‭ ‬القوة،‭ ‬وقد‭ ‬يتعاملون‭ ‬مع‭ ‬الألعاب‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬أخرى‭ ‬بمهارة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬حيل‭ ‬فنية‭ ‬كرمي‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬‮«‬التج‭ ‬آوت‮«‬‭.‬

وشاهدنا‭ ‬مدربين‭ ‬خلال‭ ‬الأوقات‭ ‬المستقطعة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الحركة‭ ‬والإشارة‭ ‬يحثون‭ ‬بعض‭ ‬لاعبيهم‭ ‬على‭ ‬إعمال‭ ‬العقل‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬القوة،‭ ‬واللاعب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬مطالب‭ ‬بأن‭ ‬يحرز‭ ‬نقطة،‭ ‬أما‭ ‬كيف‭ ‬يحرزها؟‭ ‬فالخيارات‭ ‬متروكة‭ ‬له‭.‬

ونرى‭ ‬أن‭ ‬اللاعب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتسلح‭ ‬بالمهارة‭ ‬الفنية‭ ‬وبالقوة‭ ‬معا،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الحلول‭ ‬دائما‭ ‬حاضرة‭ ‬لديه،‭ ‬لأنه‭ ‬سيصطدم‭ ‬بمواقف‭ ‬خلال‭ ‬المباريات‭ ‬ربما‭ ‬تفرض‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬بالقوة‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الحيل‭ ‬الفنية‭ ‬المهارية‭.‬

والجمهور‭ ‬المشاهد‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬يتفاعل‭ ‬مع‭ ‬اللعبة،‭ ‬ويصفق‭ ‬لها،‭ ‬سواء‭ ‬تحققت‭ ‬النقطة‭ ‬مباشرة‭ ‬بإرسال‭ ‬قافز‭ ‬ربما‭ ‬سرعته‭ ‬تفوق‭ ‬المئة‭ ‬والعشرين‭ ‬كيلو‭ ‬مترا‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬أو‭ ‬بإسقاط‭ ‬مباغت‭ ‬من‭ ‬صانع‭ ‬اللعب‭ ‬غافل‭ ‬معه‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا