العدد : ١٦٨٥٢ - الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٢ - الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

كلنا مسؤولون..

حضر‭ ‬العملاق‭ ‬الكابتن‭ ‬محمد‭ ‬جاسم‭ ‬مفتاح‭ ‬لاعب‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬ونادي‭ ‬المحرق‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬سابقا‭ ‬لأداء‭ ‬الواجب‭ ‬في‭ ‬أفراح‭ ‬زواج‭ ‬نجل‭ ‬الأخ‭ ‬فاضل‭ ‬عباس‭ ‬رئيس‭ ‬نادي‭ ‬النصر‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجفير،‭ ‬وكانت‭ ‬فرصة‭ ‬وأي‭ ‬فرصة‭ ‬لزملاء‭ ‬العملاق‭ ‬ومعارفه‭ ‬ومحبيه‭ ‬أن‭ ‬يلتقوه‭ ‬ويسلموا‭ ‬عليه‭ ‬ويستقبلوه‭ ‬بالأحضان‭ ‬والقبلات،‭ ‬ويتحلقوا‭ ‬حوله،‭ ‬للسؤال‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬لتبادل‭ ‬الذكريات‭ ‬الجميلة،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬بحب‭ ‬استثنائي‭ ‬من‭ ‬النصراويين‭ ‬ليس‭ ‬لأنه‭ ‬عملاق‭ ‬في‭ ‬أدائه،‭ ‬ولكن‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬عملاقا‭ ‬في‭ ‬دماثة‭ ‬خلقه‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.‬

وكنت‭ ‬أرى‭ ‬حينها‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬الآن‭ ‬لعبة‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬علامات‭ ‬السؤال‭ ‬والاستغراب‭ ‬والتعجب،‭ ‬وكأن‭ ‬لسان‭ ‬حالهم‭ ‬يتساءل‭ ‬ويقول‭: ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العملاق‭ ‬الذي‭ ‬التف‭ ‬حوله‭ ‬بعض‭ ‬الكبار‭ ‬ونجوم‭ ‬اللعبة‭ ‬السابقون‭ ‬من‭ ‬ضمنهم‭ ‬مدرب‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬والنجم‭ ‬السابق‭ ‬الكابتن‭ ‬رضا‭ ‬علي؟

ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬التساؤلات‭ ‬وعلامات‭ ‬الاستغراب‭ ‬التي‭ ‬ارتسمت‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الفئة‭ ‬الناشئة‭ ‬والشابة‭ ‬وغيرها‭ ‬كانت‭ ‬وجيهة‭ ‬وغير‭ ‬مصطنعة،‭ ‬لأنهم‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬يجهلونه‭ ‬ويجهلون‭ ‬أمثاله‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬وليس‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬وحدها،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬صالوا‭ ‬وجالوا‭ ‬وتألقوا‭ ‬وحققوا‭ ‬ما‭ ‬حققوا‭ ‬لأنديتهم‭ ‬ومنتخباتهم‭ ‬من‭ ‬ألقاب‭ ‬وإنجازات،‭ ‬وهتفت‭ ‬بأسمائهم‭ ‬الجماهير،‭ ‬ورفعتهم‭ ‬على‭ ‬الأعناق،‭ ‬وكانوا‭ ‬وراء‭ ‬رفع‭ ‬راية‭ ‬الوطن‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭.‬

والذي‭ ‬أخذني‭ ‬إلى‭ ‬استلهام‭ ‬موقف‭ ‬الكابتن‭ ‬محمد‭ ‬جاسم‭ ‬مفتاح‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬الأوقات‭ ‬السالفة،‭ ‬وقعت‭ ‬عيني‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬تلفزية‭ ‬أجنبية،‭ ‬عرضت‭ ‬تكريما‭ ‬لأحد‭ ‬الرموز‭ ‬الفنية،‭ ‬وكان‭ ‬الحضور‭ ‬أسريا،‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬والأجناس،‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬تلفظ‭ ‬مقدم‭ ‬الحفل‭ ‬باسم‭ ‬المكرم‭ ‬ودعاه‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬الحفل‭ ‬لتحية‭ ‬الجمهور‭ ‬حتى‭ ‬هب‭ ‬الحضور‭ ‬جميعهم‭ ‬صغارا‭ ‬وكبارا‭ ‬من‭ ‬مقاعدهم‭ ‬واقفين‭ ‬لتضج‭ ‬القاعة‭ ‬بعاصفة‭ ‬من‭ ‬التصفيق‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬قرابة‭ ‬الخمس‭ ‬دقائق،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬برنامجا‭ ‬مصورا‭ ‬يحكي‭ ‬مشوار‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬وما‭ ‬قدمه‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬الفنية‭.‬

هناك‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬قيمة‭ ‬نجومها‭ ‬ومبدعيها‭ ‬تعرف‭ ‬كيف‭ ‬تكرمهم‭ ‬وكيف‭ ‬تقدمهم‭ ‬للجماهير،‭ ‬وكيف‭ ‬توجه‭ ‬رسالة‭ ‬عملية‭ ‬لهم‭ ‬تقول‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬حقكم‭ ‬علينا‭ ‬ما‭ ‬نسيناكم‮»‬‭.‬

لا‭ ‬أريد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أوزع‭ ‬علامات‭ ‬التقصير‭ ‬والإهمال‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬إزاء‭ ‬كل‭ ‬نجم‭ ‬ورياضي‭ ‬كنا‭ ‬بالأمس‭ ‬نتغنى‭ ‬بهم،‭ ‬وصاروا‭ ‬اليوم‭ ‬نسيا‭ ‬منسيا،‭ ‬فكلنا‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬وبحسب‭ ‬مسؤوليته‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا