العدد : ١٦٨٥٢ - الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٢ - الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

يجر بلدا ولا يجر كلمة؟

عندما‭ ‬كنا‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬كان‭ ‬معلمونا‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬مضى‭ ‬منهم،‭ ‬وأطال‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الباقين،‭ ‬يقولون‭ ‬لنا‭ ‬عندما‭ ‬نخطئ‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬الاسم‭ ‬المجرور‭: ‬حرف‭ ‬الجر‭ ‬بيجر‭ ‬بلد‭ ‬وعندكم‭ ‬لا‭ ‬يجر‭ ‬حتى‭ ‬كلمة؟

رجعنا‭ ‬بالذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬استرجاع‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المدرسي،‭ ‬ونحن‭ ‬نقرأ‭ ‬خبرا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مواقعنا‭ ‬الرياضية،‭ ‬إذ‭ ‬وجدنا‭ ‬اسما‭ ‬مرفوعا‭ ‬بالألف‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬بحرف‭ ‬الجر،‭ ‬صحيح‭ ‬إن‭ ‬الإعلامي‭ ‬الرياضي‭ ‬ليس‭ ‬مطلوبا‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬سيبويه‮»‬‭ ‬زمانه،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬أبجديات‭ ‬نحوية‭ ‬وإملائية‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬أن‭ ‬يعرفها‭ ‬القارئ‭ ‬البسيط،‭ ‬ويفتقر‭ ‬إليها‭ ‬الكاتب‭ ‬وتغيب‭ ‬عنه،‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭ ‬شاعرية‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬المفكر‭ ‬عباس‭ ‬محمود‭ ‬العقاد،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬شاعريتها‭ ‬وجماليتها‭ ‬مسؤولية‭ ‬أهلها‭ ‬ومنهم‭ ‬الكتاب‭ ‬والإعلاميون‭.‬

تفاعل‭ ‬أحد‭ ‬الناشطين‭ ‬الرياضيين‭ ‬المحليين‭ ‬مع‭ ‬الفقرة‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أوقفوا‭ ‬استعراض‭ ‬العضلات‮»‬‭ ‬وكتب‭ ‬تعقيبا‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬للأسف،‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الجماهير،‭ ‬لربما‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬عذرا،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬عالمية‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬الدول،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬تسقط‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬الفاضلة‭ ‬والمبادئ،‭ ‬وترى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ (‬القلة‭) ‬من‭ ‬الإداريين‭ ‬أو‭ ‬المدربين‭ ‬يتصف‭ ‬بأخلاق‭ ‬وسمعة‭ ‬سيئتين،‭ ‬وتتعاقد‭ ‬معهم‭ ‬وتجلبهم‭ ‬للنادي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فرصة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بطولة‭ ‬ما،‭ ‬فأين‭ ‬المثل‭ ‬العليا،‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقيم؟‭ ‬للأسف‭ ‬أقولها‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أخلاقيات‭ ‬العمل‭ ‬الإداري‭ ‬وبعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬لأجل‭ ‬البطولات‭ ‬فقط،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الضمير‭ ‬والقيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬الفاضلة‮»‬‭ ‬ما‭ ‬تفضل‭ ‬به‭ ‬الأخ‭ ‬موجود‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬واقعنا‭ ‬الرياضي،‭ ‬وهذه‭ ‬طامة‭ ‬كبرى،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬يتطلب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬قدوة‭ ‬ونعمة‭ ‬وليست‭ ‬نقمة‭.‬

نبارك‭ ‬للدارسين‭ ‬والدارسات‭ ‬الذين‭ ‬انخرطوا‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬تأهيل‭ ‬مدربي‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬‮»‬المستوى‭ ‬الأول‮«‬‭ ‬التي‭ ‬احتضنها‭ ‬المركز‭ ‬الدولي‭ ‬للتطوير‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وحصلوا‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬رسمية‭ ‬تثبت‭ ‬أنهم‭ ‬اجتازوا‭ ‬متطلبات‭ ‬الدورة‭ ‬من‭ ‬معارف‭ ‬نظرية‭ ‬وتطبيقات‭ ‬عملية،‭ ‬ويبقى‭ ‬النجاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬المتخرجون‭ ‬الفرصة‭ ‬لتطبيق‭ ‬وتفعيل‭ ‬ما‭ ‬حصلوا‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬من‭ ‬معارف‭ ‬وخبرات،‭ ‬وبغير‭ ‬ذلك‭ ‬تبقى‭ ‬الشهادة‭ ‬مجرد‭ ‬ورقة‭ ‬مثل‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭.‬

‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الشقيقة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬قد‭ ‬خطت‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستثمار‭ ‬الرياضي‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬2030،‭ ‬فإن‭ ‬الشقيقة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬مؤخرا‭ ‬اعتماد‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭ ‬للنهوض‭ ‬بالقطاع‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬حتى‭ ‬2031‭.‬

وتهدف‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬للوزراء،‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬قاعدة‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وقاعدة‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬التنافسية‭ ‬وتطوير‭ ‬أداء‭ ‬النخبة‭ ‬من‭ ‬الرياضيين،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والثقافة‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

كما‭ ‬تروم‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬تشجيع‭ ‬ودعم‭ ‬نشر‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬الرياضية‭ ‬والحكامة‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬الاكتشاف‭ ‬المبكر‭ ‬للموهوبين‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاستعدادات‭ ‬العالية‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬الرياضي‭ ‬والتنبؤ‭ ‬بما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬هذه‭ ‬الاستعدادات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا