بغداد - د .حميد عبدالله
كشفت سلطات الأمن العراقية عن محاولات لإدخال مبالغ كبيرة من العملة العراقية التي تم تزييفها خارج العراق.
ولم تسم البيانات الأمنية العراقية الدولة التي دخلت منها الكتل النقدية المزورة واكتفت بالقول إنها دخلت من منطقة الشلامجة على الحدود العراقية الإيرانية.
وكشفت قيادة قوات الحدود العراقية عن اعتقال من وصفتهم بـ(الأجانب) الذين حاولوا إدخال مبالغ مالية مزورة الى العراق عبر منفذ الشلامجة، في وقت يزداد فيه انتشار العملات المزورة في الداخل العراقي، وهي جريمة مالية تواجه العراق بغرض التلاعب بالنظام المالي والتحايل على القوانين .
وقالت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم إن من أشد وسائل التدمير الاقتصادي وحروب البقاء تزوير النقود وإغراق البلد بها، معتبرة أن حروب تزوير العملة تدمير للقيم، وهي حرب وجودية.
وتتحاشى وسائل الاعلام تسمية المعتقلين بتهمة إدخال العملات المزيفة وتصفهم بالأجانب، لكن الإشارة إلى نقطة حدودية إيرانية عراقية تكشف عن جنسيات أولئك الأجانب.
وتقول مصادر مصرفية ان جهات مرتبطة بإيران تشتري مبالغ كبيرة من العملات الأجنبية مقابل الدينار العراقي لتحويلها الى إيران ما يتسبب بارتفاع سعر الدولار وضعف قيمة الدينار العراقي الذي ينعكس على المستوى المعاشي لذوي الدخل المحدود وعديمي الدخل الذين يشكلون أكثر من 30 بالمائة من مجموع سكان العراق. ويقول الخبير الاقتصادي العراقي علي العبيدي ان تقدم التكنولوجيا يسهّل طبع عملات مزيفة ذات جودة عالية يصعب التحقق من كونها حقيقية أو مزيفة، كما ان بعض المتورطين يستخدمون تقنيات الاحتيال والتلاعب لتمرير العملات المزورة في المجتمع. ويخطط البنك المركزي العراقي لإنتاج ورقة نقدية من فئة مائة الف دينار عراقي لتسهيل التعاملات مع المبالغ الكبيرة، لكن خبراء مال يخشون أن تكون تلك الورقة عرضة للتزوير الذي سيلحق أضرارا كبيرة بسوق المال العراقي نتيجة قيمة تلك الورقة، وربما تسهل مواصفاتها عمليات التزوير التي يمارسها مزورون محترفون داخل الأراضي العراقي وخارجها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك